كان آدم (ع) كالطير يحلق في السماء كبقية الطيور ينظر ويتمعن في خلق الله بكل أمان، وفجأة شعر أن هناك شيئا ما يدعوه إلى الهبوط تارة ويغريه بالدخول معه في شباكه الجوهري تارة أخرى... واخذ آدم تنتابه الحيرة حتى اخذ قسطا من التفكير والتريث ومزيدا من الاحتياط وكثرة الإلحاح عليه.
هبط إلى ذلك الصوت العذب وشباكه الجوهري بقناعة تامة حتى رأى حواء في وضع استقبال مهيب ناشرة جناحيها لتضمه إلى صدرها لكي يتغذى ويتزود كل واحد منهما من روح الآخر بشوق ولهفة وحنين، وأخذت حواء تهمس له بصوت خافت وشجي وتجاذب الطرفان حديثا ذا شجون وتوافق روحي وذهني ونفسي. وما كان لآدم إلا أن دخل شباك حواء الجوهري... شباك الحب بكل سعادة وافتخار. هنالك جمعهما سلطان الحب تحت مظلة الأمل وأخذ قلبيهما يتراقصان ويتغنيان بكلمات سحرية نابعة من نبضات القلب الولهان الذي سلم أمره إلى مثيله بكل خضوع وانحدار. ذلك هو الحب الصادق إذا قام الطرفان باحترامه وصونه باستمرار اللقاءات حتى تعانق رموز الغرام.
أغدا ألقاك ياخوف فؤادي من غد
طال شوقي واحتراقي بانتظار الموعد
مصطفى الخوخي
العدد 1127 - الخميس 06 أكتوبر 2005م الموافق 03 رمضان 1426هـ