لا يكاد يخلو شارع من شوارع البحرين من الازدحام والاختناق المروري الذي يجعل الناس تفقد أعصابها من كثرة الانتظار، فإذا ما طال الانتظار ارتفعت أبواق السيارات معلنة بدء الحرب في الشوارع، فهذا يحاول الدخول على صاحبه في المسار وذاك يرفض إعطاءه طوق النجاة للنجاة من موج الاختناق، وهذا يرفع صوته وذاك يرد عليه بألفاظ جارحة... ويرتفع الضغط والسكري عند البعض والدوار والصداع عند الآخرين. هذا إذا كانت الشوارع بلا حوادث... أما إذا حدث تصادم بين سيارتين فإنه فلابد من التفويض إلى الله وألا يحدث ما لا تحمد عقباه.
شوارع البحرين في الأيام الاعتيادية لا تطاق وخصوصاً عند ساعات الذروة - وعلى ما يبدو إن كل أوقات البحرين ذروة - فما بالك بأيام المناسبات؟!... وخير دليل أيام عيد الفطر المبارك وما رأيناه من اختناقات تجعل من يخرج للتنزه وشم الهواء يفقد أعصابه وربما يعود أدراجه إلى المنزل. المواطن البحريني يتأفف عند خروجه للعمل صباحاً ويرتفع الضغط عنده في رجوعه إلى المنزل ظهراً بعد عمل مجهد. كل شوارع البحرين اختناق في اختناق وهي أشبه بمعركة يتسلح فيها بأدوية وحبوب الضغط والسكري وغيرهما. وخير دواء أنصح به السواق ومن معهم في الشوارع أن يتسلحوا جيداً بسلاح الصبر، لأننا منذ زمن بعيد نسمع عن الحل لهذه الاختناقات المرورية في شوارعنا، ولكن على ما يبدو أن الحل وقع في زحمة الشوارع البحرينية... فمتى يصل؟! الله وحده أعلم.
ياسر أوا
العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ