عاطلٌ عن العمل... يقنع بأقل القليل... هكذا وجدت نفسي وبدأت أشق حياتي باحثاً عما يرفع حاجتي ويُغنيني عن مسألة الآخرين لاسيما وأنا مقتدر على السعي باحثاً عن لقمةٍ حلال، وكغيري توجهت إلى من أرى فيها الأمل، كما هي - وزارة العمل - أوحت لنفسها ولنا بذلك وتم ترشيحي لوظيفة «بائع» في إحدى الشركات على أن تكون هناك مقابلة لي في الوزارة نفسها.
وفي اليوم المحدد للمقابلة وجدت العشرات من الشباب المنتظر معي للمقابلة ذاتها إذ إن الشركة حديثة العهد وحتماً ستحتاج إلى عدد من الموظفين، ودخلت المقابلة لأجد الارتياح بادياً على من قابلني وتوسمت في ارتياحه خيراً وهذا ما لم أُكذبه إذ تم الاتصال بي من قبل موظفة الوزارة لتزف لي خبر قبولي في الشركة وأن هذه الأخرى ستتصل بي لأنهي معها إجراء تبديل البطاقة السكانية فظللت منتظراً هذا الاتصال الذي لم يتم ما حدا بي للذهاب إلى مكتب الشركة لأجد أحد موظفيها يخبرني بأن مشكلة هذا التأخير سببه وزارة العمل التي لم تنتهِ من إجراءاتها إلى الآن!
وخرجت من عنده متوجهاً هذه المرة إلى الوزارة لتلقي هي أيضا باللوم على الشركة ولكن موظفة الوزارة طلبت مني الانتظار قليلاً وستكون معي على اتصال في حال وجود أي أمرٍ مستجد ولم يحصل أي اتصال منها فعاودت مراجعة الوزارة للمرة الثانية أو الثالثة لتصدمني هذه المرة الموظفة بأن الشركة أعادت فرز أسماء المرشحين لديها ولم أقبل هذه المرة! ولكن بتدخل من إحدى الموظفات قامت بالاتصال بمدير الشركة لتتم بعدها الموافقة وخصوصاً أن الشركة وضعتني في وضع حرجٍ إذ إن نظام العمل لديها وكما أخبرتنا الوزارة والشركة أيضاً يبدأ من الساعة الثالثة عصراً وحتى الحادية عشرة ليلاً وبما أنني طالب جامعي في الفترة المسائية فقد قمت بتحويل دراستي من خلال التنسيق الداخلي مع الجامعة إلى الفترة الصباحية لتتوافق ونظام العمل، وعليه فإن رفضها سيتسبب لي في مشكلة عدم الحصول على وظيفة تبدأ من العصر.
وفي مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2005م تمت إجراءات تحويل البطاقة السكانية الخاصة بي على تلك الشركة وصادفت هذه الأيام حلول شهر رمضان الكريم فاتصل بي موظف الشركة ليخبرني بأن وقت العمل في شهر رمضان سيبدأ من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً وأنهم أخبروا وزارة العمل بهذا النظام فلم يُقبل من جهتها بأن يُطبق علي لأن الوقت لا يتناسب مع دراستي وعليه تم التنسيق مع الشركة على أن أبدأ بمزاولة عملي معها من بعد إجازة العيد لأن أوقات العمل ستعود إلى حسب ما تم الاتفاق عليه.
وانتهت إجازة العيد وكلي سرور لأني سأباشر أول يوم لي في العمل... وفعلاً ذهبت لأجد المدير أمامي وأخبرته بأني أحد موظفيك وأريته بطاقتي لتكون خير إثبات على صحة كلامي إلا أنه دُهش وسألني كيف أنك أحد موظفيَّ ولم أرك تعمل هنا؟!
فأخبرته بما حصل وتذكرني ولكنه أخبرني بأنه لا يحتاج إليّ الآن لأن عدد الموظفين اكتمل لديه، فأوضحت له بأنني مسجل في شركتكم وأنني ممن تمت الموافقة عليه فكيف الآن يتم رفضي؟
فأجابني بأن علي مراجعة الوزارة لأنهي الأمر معهم... وذهبت إلى الوزارة حينها ولشدّ ما أثار استغرابي تعاطيهم مع الموضوع إذ تم الاتصال به ليخبرهم بأن عدد الموظفين لديه اكتمل... والحل؟
جاءني رد موظفة الوزارة: «خيرها بغيرها والواحد ما يدري وين مصلحته»؟! وهل أنا في مجلس وعظ أو إرشاد؟! فسألتها وما العمل الآن وخصوصاً أنه من الصعب الحصول على وظيفة تبدأ فقط من بعد الظهر؟... فكان ردها أشدّ مما سبق: «سأحاول مرة أخرى مع الشركة وإن لم نجد الحل فما عليك سوى تقديم استقالتك وتمسك في هذه الفترة بدراستك وإن شاء الله سنبحث لك عن وظيفة أخرى ومتى ما وجدناها سنتصل بك»؟! وما زال وضعي معلقا يا وزارة العمل فأين هي قوانينكِ مع ما يحصل؟ وهل «الواحد ما يدري وين مصلحته» هو شعارك؟
ولا أدري بعد ذلك أية ثقة تريدها الوزارة مع العاطلين عن العمل وهي ترى بأم عينها ما يحصل ولا تحرك ساكناً؟!
وختاماً، ما الحل لمشكلتي يا وزارة العمل لاسيما أنني كنت على وشك الارتباط بكريمة إحدى العوائل بعد تأكيد توظيفي ليتم تعليق كل شيء كما تم تعليقي بين الوزارة والشركة؟!
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ