العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ

الحج... معان يدركها الناسك المتعبد

الحج عبارة عن مجموعة من المناسك والشعائر، وجملة من الأفعال والأقوال تنتظم جميعها في أطر زمنية ومكانية محددة تجسد بمجموعها معنى تعبدياً وعملاً تربوياً يساهم في بناء شخصية المسلم ويعمل على إعادة تنظيمها وتصحيح مسيرتها في الحياة ويسدد وجهتها ومسارها إلى الله.

فعبادة الحج بصيغتها العامة من الأقوال والأفعال التعبدية التي يمارسها الحاج توحي للنفس بمعان كثيرة فتشعرها بجلال الموقف وروعة الخشوع والعبودية لله سبحانه، وتزرع فيها مكارم الأخلاق وتقودها إلى استقامة السلوك وحسن المعاشرة.

ففي كل فعل ونداء ومناجاة من مناسك الحج رمز يوحي إلى النفس بمعنى وأداء يعبر ان عن سر وغرض تستوحيهما النفس في تعاملها معه.

فالإحرام والتلبية والطواف والسعي والوقوف بعرفات... إلخ كلها أفعال ذات مغزى ومشاعر ذات معنى عميق يجب أن يحسها الحاج ويتمثل معانيها.

لذلك كانت قيمة الحج التعبدية وآثاره التكاملية على النفس والسلوك تتحقق بالممارسة الميكانيكية الميتة والخالية من استلهام المعاني والقيم الكامنة خلف الممارسات الشكلية بل يحقق الحج أهدافه بوعي الحاج وتفاعله نفسياً وفكرياً مع كل فعل يقوم به أو نداء يطلقه أو مناجاة يرددها وإلا فالحاج سائح يتجول في عالم المشاهد والآثار، لم يحقق من أهداف الحج شيئاً ولم تنطبع على صفحة نفسه منه عبرة. وكم كان عميقاً وعي أولئك الأتقياء العارفين لمداليل الحج وأهدافه وكم كان رائعاً تصويرهم له وتعبيرهم عنه لأنهم عاشوه حقيقة متفاعلة مع أنفسهم وأرواحهم كما عاشو لغة رمزية تنطق بها أحاسيسهم ومشاعرهم.

جعفر الخابور

العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً