العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ

في منطقة الشرق الأوسط... كلنا ضحايا!

الأمين العام المساعد لشبكة أمان لـ «الوسط»:

حتى هذه اللحظة، تستمر انتهاكات حقوق الإنسان في الوطن العربي، وتستذل كرامة المواطن بأبشع وأسوأ طرق التعذيب النفسي والجسدي، فتستمر مآسي الشعب الفلسطيني مع قوات الاحتلال الإسرائيلية وما يلاقونه من ضرب وإهانات وحرمان من الأكل والنوم وتعد على الأعراض وضرب للأطفال والشيوخ، والحال نفسها في العراق من قوات الاحتلال الأميركي التي أفشت الفوضى والتفرقة بين صفوف المجتمع وتعدت كل موازين العدل والإنسانية، وما كان في فضيحة سجن أبوغريب خير دليل يدينهم فيما يفعلونه بأبناء الشعب العراقي العربي. ويفصح الأمين العام المساعد لشبكة أمان ورئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا أن هناك حكومات لم تقم أنظمة خارجية بفرض سيطرتها عليها تواصل تقديم باقي المشهد الدرامي على أكمل وجه من قمع وتكميم للأفواه وتعذيب للحقوقيين والمطالبين باتباع سياسات إنسانية تليق بالمواطن العربي الذي عاش فترات ملتهبة على مر التاريخ، وواجه الاستعمار والحروب وغيرها، ما يجعله في حاجة لكي يعيش استقراراً وأمناً اجتماعياً. ومن هذا المنطلقة برزت مراكز تأهيل ضحايا العنف والتعذيب في عدة دول عربية بهدف دعم ضحايا النظم الدكتاتورية التي تسيء معاملة أصحاب القضايا والآراء التي تتعارض مع مصالح هذه النظم، ولإتاحة الفرصة لهم بعد التأهيل الجسدي و النفسي للعودة لممارسة حياتهم من جديد، بدعم من المجلس الدولي لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب (IRCT).

أهداف مراكز التأهيل

ويشير الى أن الاحتلال الإسرائيلي وما ينتجه من أسرى إضافة إلى الاحتلال الأميركي للعراق وصور الضحايا والمعتقلين في سجون كلا الكتلتين الاستعماريتين، ووجود أنظمة عربية قمعية تصادر كل قضايا الديمقراطية وتضيّق على النشطاء، ووجود آلاف المعتقلين السياسيين في السجون العربية واستشراء ظاهرة التعذيب، هي أهم الأهداف التي قامت من أجل مواجهتها مراكز التأهيل وشبكة أمان، إذ إن المراكز المندرجة تحت الشبكة ومن خلال اجتماعاتها تكتسب الخبرات من خلال دراسة حالات التعذيب وقضايا حقوق الإنسان لوضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة ووقف عمليات التعذيب، إضافة إلى دعم الضحايا وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع والمطالبة بتعويضات ورد الاعتبار لهم لأنهم من أكثر الشعوب التي عانت من التعذيب والتنكيل على مر العصور، وكلنا ضحايا في هذه المنطقة كما يقول صفا.

دعم المنظمات الحقوقية الدولية

ويذكر عضو لجنة الرصد الطبي في مركز الكرامة بمملكة البحرين نبيل تمام أن الشبكة تجتمع كل 6 شهور في أحد المراكز التي تشملها شبكة أمان، إذ يتاح للمشاركين استعراض تجاربهم، مشيداً بتجربة مركز العراق الذي مثلته سعاد الصفار، والتي استعرضت كيفية تمكن المركز من ابتعاث 6 حالات تضررت من تعذيب سلطات النظام السابق في العراق ليتم علاجها في المملكة المتحدة، وكيف نجحوا من خلال دعم المفوضية الأوروبية للدفاع عن الديمقراطية وضحايا العنف. ويؤكد تمام أن المراكز تعاني من صعوبة الحصول على الدعم وخصوصاً في ظل قانون الجمعيات الحالي، إلا أنه يرجو أن تلقى المراكز التعاون الممكن من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية.

أهمية اجتماعات الشبكة

من جهته، يؤكد الناشط الحقوقي سلمان كمال الدين أهمية الاجتماعات بالقول إن لهذه الاجتماعات دوراً مهماً ومؤثراً على واقع شبكة أمان، إذ إنه ولأول مرة يكتمل نصاب المراكز التابعة للشبكة في البحرين، وهذا الأمر هو محل تقدير المنظمات الدولية للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان التي تشرف على هذا الاجتماع، وأضاف أن انعقاد هذا الاجتماع يتزامن مع الاحتفالات العالمية لحقوق الإنسان، إذ تقيم الجمعية بهذه المناسبة جملة من الفعاليات تشتمل على ماراثون للمشي ومرسم حر بالتعاون مع جمعية المرسم الحسيني، إضافة إلى وجود الكثير من الورش والمؤتمرات العالمية، وهذا أمر جيد للبحرين. وأضافت سبيكة النجار على ذلك أن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان التي تترأسها تقوم بإحياء هذه المناسبة بشكل سنوي، والأهداف المنشودة من وراء هذه الفعاليات هي توعية الناس بأهمية وكيفية المطالبة بالحقوق بالإضافة إلى مناهضة التعذيب والمطالبة بتأهيل الضحايا ودفع مبالغ كتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم. وعن أهداف الجمعية صرحت النجار بأن الجمعية تعتزم زيارة السجون، وذلك بهدف الاطلاع على الأوضاع والاطمئنان على أن المساجين تتم معاملتهم بصورة مقبولة ومتماشية مع حقوق الإنسان التي كفلها ميثاق العمل ودستور المملكة.

تجربة تأهيل الضحايا

من جهة أخرى، وعن تجربة البحرين في مجال الرعاية الصحية يقول رئيس مركز الكرامة لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب رضا علي إبراهيم إن بداية المركز كانت في العام 2001 مع بداية المشروع الإصلاحي في المملكة، وكان هدفه التعامل مع كل الضحايا من الناحية العلاجية سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي، ويضم المركز أحد عشر طبيباً من مختلف التخصصات تم تدريبهم في داخل البحرين وخارجها عن طريق المجلس الدولي لعلاج وتأهيل ضحايا العنف، وهو أول مركز من نوعه في منطقة الخليج. أما عن آليات العمل فيذكر رضا أن عمل المركز مهني بحت لا علاقة له بالسياسة، وأن المركز يقوم بعلاج الحالات تطوعاً عبر تحديد موعد للقاء مع المرضى بالهاتف، وتتم معاينة الحال وتقرير نوع العلاج اللازم لها. وعن آماله يقول رضا إن المركز يأمل بالتوسع ليشمل بخدمته ضحايا العنف من الأطفال والنساء وحتى العمالة الأجنبية

العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً