العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ

لماذا نبقى خلف الركب دائماً؟!

هناك سؤال يخطر ببال كثير من المسلمين والعرب وهو لماذا مناطق العالم من حولنا إما متقدمة أو في طريقها إلى التقدم... أما منطقة الشرق الأوسط فلا تزال تحبو بخطوات ثقيلة أو تراوح في مكانها بدلا من أن تسير إلى الأمام؟! فيمكن تشبيه هذه الظاهرة بالطائرة التي تسير على أرض المدرج في دوائر لأن محركاتها النفاثة غير قادرة على قهر الجاذبية لحملها وجعلها تنطلق في الجو... وكما قال المفكر السعودي إبراهيم البليهي إن إطلاق كلمة دول متخلفة على الدول العربية مجاف للحقيقة فالمتخلف مشترك في السباق وهو يعدو خلف الآخرين أما العالم العربي فهو لا يزال واقفا متسمرا في نقطة الانطلاق.

والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف وصل الحال بالعالم العربي ليصبح خلف القافلة العالمية التي تتحرك نحو التنمية والتقدم وتسهم في الحضارة الإنسانية المعاصرة بمنتجاتها واختراعاتها مع العلم أن هذه القافلة تتحرك بسرعة ولا وقت لديها للوقوف كي يلحق بها أي متقاعس أو مهمل أو كسول ودلالة هذا الكلام أنه إذا استمر العالم العربي على حاله الآن فإن الفجوة بينه وبين العالم المتقدم ستتسع إلى درجة لا يفيد معها لا الهرولة ولا الركض.

أعتقد أن العالم العربي إذا أراد أن يتغير ويلتحق بالقافلة، يحتاج إلى ولادة جديدة بثقافة ورؤية جديدة لا تمحو الماضي وثوابته ولكنها تزيل قدسية التمسك بما فيه من معوقات للتقدم والتنمية، أي بمعنى آخر يحتاج العالم العربي إلى صحوة على غرار الصحوة الأوروبية التي انتشلت أوروبا من عصور الظلام إلى عصر النور لتنفخ روحا جديدة في هذا الجسد المثقل بثقافة التواكل والإحساس بالذنب إذ كلما واجهتنا مشكلة أو مصيبة أرجعناها إلى أمور غيبية وكأن الله سبحانه وتعالى واقف بالمرصاد للمسلمين فقط وقد وصل بنا الأمر إلى أن نقول إن سبب تأخر المطر علينا المعاصي التي يرتكبها المسلمون، إذ يجب أن نستعيض عن هذه المفاهيم بثقافة الاعتماد على النفس والجهاد في جميع مناحي الحياة بالعمل الدؤوب واحترام الوقت وترك الأصل والفصل إلى القول «ها أنا ذا» ولذلك فالمطلوب من المفكرين والمثقفين العرب، كما فعل مفكرو الصحوة في أوروبا، تشخيص العلة لهذا التخلف ووضعها تحت المجهر وتكبيرها بوضع الإصبع على الجرح مباشرة ومن دون لف أو دوران واقتراح وصفة علاجية لهذا المرض لا توضع في الملفات ويكون مصيرها الإهمال بل يصار إلى تطبيقها إذا لم يسارع إلى تشخيص دقيق موضوعي واقتراح علاج ناجح فعال ومتابعة للمريض، فإن هذا المريض الموجود الآن في العناية القصوى سيموت ويأتي بعد موته الندم حيث لا ينفع الندم. والله من وراء القصد.

عبدالعزيز علي حسي

العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً