كان صعب علي أن أكتب في هذا الموضوع، وفي الحقيقة فإن يدي ترتجف وهي تضغط على أزرار الحاسوب لأقول «هذا قرار من أصحاب النفوذ»، وذلك لأني تعودت أن أرى فأصمت خوفاً على نفسي ومحيطي طوال الـ 30 عاماً الماضية، وهل ألام على ذلك وأنا من قضى منذ نعومة أظفاره و زهرة شبابه في جو من يتكلم فيه يسكت بطرق مختلفة؟، واليوم وبعد شعوري بأني استطيع أن أتكلم. .. فقط أتكلم، سأقول ما كان يجول في خاطري منذ زمن طويل، وهو كيف أصبح فلان مديراً ومدرسي الذي أظنه أفضل منه في جميع المجالات مازال مدرسا، وكيف ماتت الحركة الإبداعية عند ذلك الشخص وتحول من المجد المجتهد المبدع إلى الكسول المهمل المستهتر؟، كل تلك الأسئلة وغيرها دفعتني بقوة إلى البحث ولو بعقلي الصغير في طفولتي إلى وضع إجابات تحمل بصمات مراحل نموي ولاتزال فتبدد إجابتي السنون من دون أن أصل إلى تفسير يريح عقلي الصغير. حتى جاء عصر استطيع فيه أن انتقل من زهرة إلى أخرى ارتشف منها أسباب حياتها وخمولها أو نشاطها ونموها فوجدت ذلك قراراً من أصحاب النفوذ بمكافأة المتملقين والمادحين الساعين وراء رضا المسئول تحت مسميات عدة، فترفعه حضوته ومنزلته عند رئيسه إلى أعالي الجبال، ويدوس بقدميه على زملائه والأقدم والأخبر منه بذلك القرار ليصل إلى قمته المعدة خصيصاً له. وعلى رغم أني أظن وأظن فقط أن هناك من أقصي عن منصب هو أحق في الوصول إليه، لأسباب سياسية وعقائدية وطائفية، فباعدته أيد خفية عن الوصول، فكان يتخبط في زملائه متهما هذا وذاك بسرقة حقه بينما السارق هو أكبر منهم جميعاً، هو صـاحب نفوذ أو من في حكمه. وأنا هنا اطرح هذا السؤال للجميع، من منكم يظن ولو في نفسه، من دون دليل، أنه أقصي عن وظيفة أو منصب لمبرر واه أو غير حقيقي وهو غير مقتنع به؟، مثل الطعن في أهليته أو ولائه لوطنه، أو قوة شخصيته... إلخ من المبررات غير الحقيقية فمن لا يتعلم خلال كل تلك السنوات من العمل فهو (...) ومن لا يحب وطنه فهو أدنى من ذلك، فمن منكم يظن ذلك فليتكلم بصوت عال، وليقل ولو كلمة واحدة تدعم رأيه في ذلك.
سلمان حمزة
العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ