أعلن مسئول في لجنة الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان أمس (الإثنين) أن نسبة المشاركة وصلت إلى 20 في المئة في اليوم الأول من الاستفتاء. من جهته، قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إن الرئيس السوداني عمر البشير أعرب عن استعداده بأن يتحمل الشمال الديون كافة البالغة قيمتها 38 مليار دولار؛ ما يعفي الجنوب من أية ديون إذا ما صوّت لصالح الانفصال. في غضون ذلك، قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها إن 36 شخصاً قتلوا في اشتباكات بين قبائل المسيرية ودينكا نغوك.
الخرطوم، واشنطن - أ ف ب، رويترز
أعلن مسئول في لجنة الاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان أمس (الاثنين) أن نسبة المشاركة وصلت إلى 20 في المئة من الجنوبيين في اليوم الأول.
وقال العضو في لجنة الاستفتاء، باولينا واناويلا اونانغو خلال مؤتمر صحافي إن «نسبة الذين صوتوا أمس (الأحد) في ولايات الشمال وصل إلى 14 في المئة فيما وصل في الجنوب إلى 20 في المئة».
ولابد من مشاركة 60 في المئة على الأقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته.
ولليوم الثاني على التوالي تواصل أمس الإقبال الشديد على مراكز الاقتراع في الجنوب للمشاركة في الاستفتاء.
وفي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين أن الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وقال المراقب، يال أكويال أكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم «منتدى الشباب في جنوب السودان»، وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية لـ «فرانس برس» إن «الإقبال كبير وقد وصل الكثيرون إلى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكراً من الاقتراع». من جهته قال المراقب الآخر، ابرهام ايووين «إن 1067 شخصاً اقترعوا في هذا المركز الأحد وأن الصناديق في حال امتلائها ستنقل إلى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل بأخرى جديدة».
أما في المركز الكبير المقام في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى أن بعض الجنوبيين وصلوا ليلاً للتأكد من أنهم سيكونون بين أوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع الساعة الثامنة (الخامسة تغ).
ومن جهته، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض الليلة قبل الماضية «دعم» الولايات المتحدة «الكامل» للسودان بعد إجراء استفتاء الجنوب هذا البلد، داعياً جميع الأطراف إلى عدم الانجرار لمحاولات الاستفزاز.
وقال أوباما في البيان إن «الولايات المتحدة ستظل ملتزمة في شكل كامل مساعدة الأطراف في معالجة القضايا الحساسة بعد الاستفتاء، مهما كانت نتيجة التصويت».
وأضاف «على كل الأطراف أن يتفادوا الخطاب الناري والاستفزازات التي من شأنها تصعيد التوتر ومنع الناخبين من التعبير عن إرادتهم».
كما أبلغ الرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر تلفزيون «سي.إن.إن» الاثنين أن الرئيس السوداني، عمر البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب.
وقال كارتر في مقابلة مع القناة «تحدثت مع الرئيس البشير. قال إن الدين بأسره ينبغي أن يؤول إلى شمال السودان لا الجزء الجنوبي... لذا يمكن القول بأن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون».
في غضون ذلك، أفاد زعماء قبائل لوكالة «فرانس برس» أمس أن المعارك القبلية المندلعة منذ الجمعة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب أوقعت حتى الآن 33 قتيلاً على الأقل.
وتدور مواجهات دامية منذ الجمعة بين قبائل الدينكا نقوك الجنوبية وقبائل المسيرية العربية من البدو الرحل في منطقة بحر العرب داخل منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وقال المسئول الجنوبي رئيس إدارية أبيي، دنق أروب كوول «هاجمونا ثلاث مرات حتى الآن ونتوقع التعرض لهجمات أخرى اليوم». وأضاف أن «رجال المسيرية قتلوا خلال الهجمات الثلاث بين 20 و22 من الدينكا نقوك».
من جهته، اتهم زعيم قبائل المسيرية، حامد الأنصاري في اتصال مع «فرانس برس» قبائل الدينكا نقوك ببدء الهجوم. وقال «قتل 13 شخصاً من قبائل المسيرية منذ الجمعة وأصيب 38 آخرون». ويكون مجموع حصيلتي الطرفين 33 قتيلاً. وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في السودان، قويدر زروق إن القوة أرسلت دورية إلى المكان لاستكشاف الوضع على الأرض.
جوبا - أ ف ب
رغم النزاعات بين أديان وأعراق مختلفة في السودان لعقود طويلة يحتفظ جنوب السودان بمظاهر تسامح بين المسلمين والمسيحيين تشمل أحياناً العائلة الواحدة التي يتوزع أفرادها بين الديانتين بحسب القناعات من دون أي إكراه أو إحراج.
مايكل جيمس لاتور (25 سنة) سائق سيارة إجرة في جوبا هو نموذج حي عن هذا الاختلاط بين الديانتين المسيحية والإسلامية في جنوب السودان. فهو مسيحي ووالده مسلم ويتوزع إخوانه وأخواته العشر من زوجات والده الأربع على الديانتين، ليكونوا ثمانية مسلمين وثلاثة مسيحيين.
يروي مايكل الداكن السحنة والفارع الطول إلى حدود المترين روايته مع عائلته الكبيرة بشغف وحماسة، مكرراً مراراً خلال حديثه أن التنوع بين الديانتين داخل عائلته «لا يشكل مشكلة على الإطلاق».
يقول مايكل «نحن عائلة تتحدر من ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الجنوبية القريبة من الحد الفاصل بين الشمال والجنوب السودانيين، الوالد المسلم جيمس درس في أكاديمية الشرطة في الخرطوم وعاد وتسلم مهمات أمنية في ملكال لفترة طويلة قبل أن ينقل إلى الخرطوم».
ويوضح مايكل أن والده جيمس استقر في جوبا العام 2005 بعد التوقيع على اتفاقية السلام وانتسب إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان، ونقل عائلته من الخرطوم إلى عاصمة الجنوب العام 2007.
ويشرح مايكل أن والده من الأعيان في ملكال، يرتدي العباءة والعمامة ويلقب في محيطه بـ «الشيخ جيمس» وقد تزوج أربع نساء. الأولى مسلمة رزق منها أربعة أبناء هم اليوم ثلاثة مسلمين ومسيحي، الثانية رزق منها ابنان هما حالياً مسلمان، الثالثة وهي والدة مايكل مسيحية رزق منها صبيين وبنتين انقسموا مناصفة بين مسلمين ومسيحيين، في حين أن الزوجة الرابعة مسلمة وقد رزق منها ولداً لا يزال طفلاً.
يضيف مايكل «أنا وشقيقتي ناشول من أمي المسيحية اخترنا أن نكون مسيحيين، في حين أن شقيقاي الآخرين أحمد وخديجة قررا أن يكونا مسلمين».
ويؤكد أن هذه العائلة الكبيرة عاشت في منزل واحد بوئام ولم يكن الفرد يترك المنزل العائلي إلا عند الزواج.
وعن تقاليد هذه العائلة المختلطة في الأعياد المسيحية والإسلامية يقول مايكل «في عيد الأضحى مثلاً نحن الأخوة الثلاثة المسيحيين وقد تزوجنا، نزور المنزل العائلي ونتناول طعام الغداء مع جميع أفراد العائلة. وبعد الظهر نتوجه جميعاً مع الوالد لزيارة الأعيان من المسلمين لتهنئتهم بعيد الأضحى».
وفي عيد الميلاد يزور مايكل المنزل العائلي أيضاً ويقوم برفقة أشقائه المسيحيين والمسلمين ببعض الزيارات لأعيان المسيحيين لمعايدتهم بمولد المسيح.
ويشدد على أن هذا الاختلاط الديني بين أفراد العائلة لا يعود فقط إلى جيل والده الشيخ جيمس. ويوضح «عمتي نيروب اختارت أن تكون مسيحية مع أن والدها، أي جدي، مسلم ويدعى لاتور، في حين أن جدي الأكبر والد لاتور مسيحي ويدعى شول».
ويحرص مايكل على القول إنه يبقى قريباً جداً من إخوته، وخصوصاً من شقيقه أحمد وشقيقته خديجة المسلمين. ويضيف «في حال تعرضت لأي مشكلة هما مستعدان دوماً لتقديم المساعدة إليّ، وخصوصاً بعد وفاة والدتي».
ولا تتوافر أرقام واضحة عن توزع سكان الجنوب السوداني بحسب أديانهم. إلا أن إحصاءً سكانياً يعود إلى العام 1956 خلال الوصاية البريطانية أوضح أن نسبة المسلمين قد تناهز 17 في المئة في حين تتوزع البقية بين مسيحيين وأرواحيين وديانات إفريقية.
كما لم يؤد النزاع الطويل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان الممثلة للجنوب والأحزاب الشمالية المسلمة بشكل خاص إلى فرز طائفي واضح. إذ تضم الحركة الشعبية في صفوفها آلاف المسلمين الذين يتسلمون مسئوليات في الجيش الشعبي وفي الإدارات الحكومية الجنوبية، في حين يضم الجيش السوداني الكثير من الجنوبيين المسيحيين.
ويشارك الجنوبيون بحماسة منذ الأحد في الاستفتاء التاريخي الذي سيحسم مستقبل منطقتهم بين الانفصال أو البقاء في وحدة مع الشمال.
وفي حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال، وهو الأمر الذي بات شبه مؤكد، فإن التنوع لن يكون مقتصراً في الدولة الوليدة على الجانب الديني بين مسيحيين ومسلمين وديانات أرواحية إفريقية، بل سيتجلى أيضاً في نحو 60 لغة ولهجة وأكثر من500 قبيلة.
العدد 3049 - الإثنين 10 يناير 2011م الموافق 05 صفر 1432هـ
السودان في مهب الريح
اتفق العرب على الايتفقو ==واتفق الغرب معى العرب على الاتفاق ==واللة يحمينا من كل حاقد وخاين ومكروة للعالم العربي والاسلامي لان الامن نعمه واستقرار الاجيال القادمة من الابناء والشعوب العربية والدليل على ذالك انظرو الى العراق ماحل بة من دمار وانتهاك للاعراض وضياع الامان وشئم الشعب للمستقبل !!!
التدخلات الخارجية
بالتدخل الخارجي تخرب كل محاولات الصلح والوحده