العدد 3067 - الجمعة 28 يناير 2011م الموافق 23 صفر 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

التضليل الإعلامي...

بعد مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في كربلاء، حمل الجيش الأموي ما بقي من النساء والأطفال على ظهور الجمال كسبايا وذلك للإمعان في الإذلال والإهانة ولإثبات الولاء والطاعة ليزيد بن معاوية. وحيث إن الحسين بن علي (ع) ليس شخصية عادية فضلاً عن أن تكون مجهولة، بل شخصية اجتماعية وسياسية وعلمية عظيمة وهو آخر أصحاب أهل الكساء وبقية الثقل النبوي ووريث الشرف الهاشمي، لهذا عمد النظام الأموي للحيلولة دون اندلاع الثورات أو حركات الاحتجاج أو حتى التذمر والسخط على جريمة قتل الإمام وأهل بيته، بل أرادت السلطة الأموية أن يظهر العكس تماماً بحيث يكون مقتله (ع) مدعاة للفرح والفخر.

فطرقت السلطة الأموية طريقين للتعتيم على الحقيقة: بالتمويه تارة وبالتشويه أخرى، فقد كانت مهمة (التضليل الإعلامي) في إذاعة وإشاعة أن هؤلاء السبايا واليتامى إنما هم (خوارج) خرجوا على (الخليفة) فقتل رجالهم وسبى نساءهم، وقد نجح هذا التضليل إلى حد كبير نظراً لغياب الشاهد الشجاع، حيث ينقل التاريخ أن أهل الشام أقاموا الاحتفالات وعلّقوا الزينات ولبسوا الثياب الجدد وصاروا يهنئون بعضهم عند سماع نبأ قدوم ركب السبايا إلى الشام، بل إن أحد الشيوخ دنا من ركب الأسرى والسبايا مخاطباً الإمام علي بن الحسين «الحمد لله الذي أهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم»!

بل إن عبيدالله بن زياد والي الكوفة نفسه، صدّق كذبته وانساق معها ليخاطب السيدة زينب بنت علي (ع) في مجلسه بقوله (الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم وأكذب أحدوثتكم)! وذلك لمزيد من التمويه والتضليل وتغييب الحقيقة.

أما على مستوى تشويه صورة وحقيقة الثورة الحسينية فقد اشترى يزيد ذمّه قاضي الكوفة ليستصدر منه فتوى بجواز قتال الحسين (ع) وسفك دمه لأنه خرج عن طوع إمامه يزيد بفتواه الشهيرة «إن الحسين خرج عن حدِّه فقتل بسيف جدِّه»!

غير أن هذا التضليل الإعلامي على شدّته وعلى ما توافر له من مال ورجال وفتك إلا أنه لم يصمد طويلاً أمام الحقيقة حيث تولّى الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) والسيدة زينب بنت علي (ع) تبيان الحقيقة وإزالة العشا والعمى عن عيون الأمة لكي لا تتوافر ليزيد فرصة الانتصار المعنوي والسياسي كما الانتصار العسكري...

إن وسائل الإعلام (الصحف خصوصاً) صارت تتحكم في العقول والمشاعر بحيث إنها تتمكن من إقناعك بأمرٍ ما صباحاً لتقنعك بعكسه مساءً! وتجعلك تصدق خبراً ما وتبني عليه ولا تلبث الصحيفة أن نفت الخبر «جملة وتفصيلاً»! . سواء كان النفي لعدم صحة الخبر فعلاً أو لوجود أمر صريح أو توجيه بنفيه!

إن الإعلام كان ولايزال يشكّل قناعة الناس وطريقة تفكيرهم وتوجيه آرائهم نحو التطرف أو الاعتدال، التصديق أو التكذيب، الأمن أو الخوف، هناك إعلام مسئول يصارح الناس بالحقيقة ويترك لهم المجال والحرية للتفكير والتقرير، وهناك إعلام آخر يزيّف ويدلّس ولا يكتفي بحجب الحقيقة بل تشويهها وإنكارها، إما بناءً على توجيهات وأوامر أو بدافع ديني أو طائفي أو تبرّع لوجه مستفيد!

ومع ذلك، فكما كشف الإمام زين العابدين (ع) حقيقة تلك الجريمة وأسبابها وتفاصيلها، يقيّض الله عز وجل لكل حقيقة غائبة من يكشفها ولو بعد حين... بأيدي أصحابها أو أيدٍ شريفة ربما لا يكون لها حتى مصلحة في كشفها!

جابر علي


حسين وزينب

 

تعرف حسين وزينب وش قد علاقاتهم قوية

هناك الاخو تشوفه وفوق صدره الأعوجية

تنادي: حبيبي اندمج ويرد: رجعي يازجية

وتظل بعد موته تناديها... الطفولة والعيال

يظلن بس حرم لا والي يحامي ولا رجال

وتدخل بمجلس عدوها ويشتموا عندها أبوها

بعدما تصعد بنوق هزيلة... وبالحبال...

ويتفرج الناظر بأمرها وعلى النسوة والأطفال

بعد هذا... شتظن... زينب... هالأبية؟

كسيرة؟ ما قادرة عل همها؟ ولا والله... قوية

هذي بنت حيدر علي... وبنت زهراء الزكية...

واتمنى... أنا وإنت... ناخذها قدوة بصبرنا

... ترى كل هالمصايب ما وصفت ذرة صبرها...

ولا هالبحر يوصف ولا السماوات العليّة...

أم فاطمة


العـربة أطاحت بعـرش تـونس

 

في فجر يوم الجمعة وقبل أن يودع التونسيين عامهم 2010 بالأهازيج والألعاب النارية وبالشموع الحمراء والموسيقى الصاخبة كعادتهم في كل احتفال وفي نهاية كل عام لكن هذه المرة ودّعوها بالرصاص وبالدماء وبمسيل الدموع والاعتصامات التي جابت الشوارع والطرقات! لتعلن دقات عقارب الساعة أنباءً متواترة وسريعة بدءاً من انتحار المواطن التونسي البوعزيزي (رحم) حرقاً، عندما أغلقوا في وجهه جميع أبواب الرزق والتكسب وصادروا عربته المحملة بالخضراوات كما هو سائد اليوم في جميع الأنظمة الفاسدة، ظناً منهم أن حركته ومطالباته هذه عادية سلمية ستنتهي في كل مرة حتى ولو أريقت الدماء ووصلت حتى الركب!

كما في كل الدول ذات الأنظمة الهشة الفاسدة والتي تدعمها أميركا وفرنسا وبريطانيا! يباركون لها بقاءها طوال هذه السنيين طالما أنهم يحلبونها كل شهر ويصلها ريعها وخيراتها إلى البيت الأبيض وإلى الأليزية وإلى دوان ستريت! إلا أن هذه العربة قطعت الطريق هذه المرة وقلبت طاولة الرئيس وعرشه عليه وفتحت مسلسل المظاهرات والاعتصامات وجابت معها الويلات وارتفعت معها الأدخنة والحركات المطلبية الكبيرة على النظام التي باركها الله، فجرفت ما استطاعت أن تجرفه من الفساد والظلم والمفسدين والمتلاعبين بالمال العام من قبل حزب الشيطان الحاكم الذي كان يبدد هذه الأموال وهذه الخيرات عليه وعلى أفراد حزبه وحاشيته يتسوقون بها في أسواق باريس ويستلقون على سواحل ومنتجعات لندن السياحية ويتعالجون بها في مستشفيات واشنطن لسنيين عديدة، إلى أن عادت دقات الساعة من جديد وفي تمام الساعة الثامنة لتعلن عن بلوغ عربة خضراوات البوعزيزي قصر الرئاسة لتقلب النظام والعرش! هذه العربة التي اعتبرها النظام أنها تزاحم اقتصادهم المزعوم وخطتهم الألفية الواهية التي طالما تشدقوا بها وضحكوا بها على شعبهم وأنهم حققوا منها نمواً كبيراً ونجاحات اقتصادية باهرة ليضحكوا على الناس كما ضحك غيرهم من الأنظمة، إلى أن بكوا اليوم أشد البكاء وعضّوا الأنامل، إن هذه العربة كشفت المستور وعرّت المخبوء على حقيقته!

وما الدماء الزكية التي أريقت والشهداء الذين سقطوا في سوح المطالب العادلة لم تذهب مع الريح بل إنها كسرت الحديد وأتلفت القضبان وتسلقت الجدران وأبعدت حاجز الخوف لتكتب هذه الدماء من جديد على شوارع تونس وأزقتها قصيدة الشاعر التونسي أبوالقاسم ألشابي «إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلي ... ولابد للقيد أن ينكسر»!

هذه الأبيات التي طالما رددناها على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعة ورددها معنا جميع الطلاب، وكنا نتذكرها حينها ونتساءل ماذا يقول هذا الشاعر؟ هل حقاً أن الشعب سيفعل المعجزات يوماً ويستطيع أن يفك القيود والأغلال ويفتح السجون بل ويزيل الأنظمة الفاسد المتكبرة المدججة بالدبابات والمتحصنة في القلاع وخلف الأسوار الشائكة والكلاب البوليسية والأجهزة الإلكترونية كي يبدد الأموال على أفراد حاشيته والشعب محروم منها، أو ممنوع حتى من الوقوف على الشوارع والطرقات، أو أن يطالب بعمل أو يطالب بلقمة عيشه أو أن ينطق ببنت شفة كلمة، لكن هذا اليوم برهن الشعب للعالم كما برهن أيضاً أطهر الناس وأشرف الناس عصمة وخلقاً وسيرة رسول البشرية محمد بن عبدالله (ص) حينما أطاح بالعرش القرشي والأموي، والذي صدق الله سبحانه وعبده قبل مئات السنين وسبق المتنبي أيضاً حينما قال «يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين» (وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون) كما فعلها من قبل الشعب الإيراني والعراقي حينما أطاحوا بطواغيت الظلم والفساد! فهذا الشعب التونسي اليوم أيضاً يحصد ثمار الدماء عندما استجاب له القدر حينما عبرت عربة الخضراوات الشوارع مكسرة القيود والأغلال التي قيدوا بها الشعب التونسي سنين طويلة مظلمة وفتحت هذه العربة السجون المملوءة بالشباب وبالطاقات لهذا اليوم الذي رسمها له الله جل جلاله، وأن العربة كانت الشرارة التي انطلقت والسيوف التي أشهرت في وجه الطواغيت فلم يوقفها الرصاص الحي والعصي الغليظة التي كانت تضرب المتظاهرين لتتطور هذه المطالب بدلاً من العمل والتوظيف امتدت إلى العرش وتنحي النظام، ليكون مصيره الهروب بطائرته ليعيش بقية حياته منسياً في مزبلة التاريخ كما كان مصير غيره كشاه إيران وطاغية بغداد وفرعون مصر ونمرود السودان والقائمة طويلة!

مهدي خليل


بــفقدك انخلـق يُتْـمُ الأخــــوّة

 

قصيدة شعرية لـروح المرحوم محمود سلطان

بفقدكْ ورحيلكْ انخلق يتمِ الأخوّة

يتمت أحبابك وإخوانك وأمك والأبوّة

خادم للحسين وحق الرواديد أسوة

يا محلى صوتك ينعى ويردد الجلوة

چنت كاصد تواسي وتزور الحورة

ورحلت عنا بلا استئذان وبكل قسوة

فجعت قلوبنا وطفيت ببيتكم نوره

ارجع شوف حال أمّك المكسورة

ساعة تقوم وساعة توكع مألومة

وين الچانت تترقب عرسك مسرورة

چانت تنطر هاليوم ولياليه الحلوة

صارت فاقدة وعينها بلياك مو مقرورة

لكن ما سألت عن أبوك وشعلومه

صابر ومحتسب ومسلّم للباري أموره

جمايلك عند الباري وأهل بيته مشكورة

ناداك الرحمان بعجل واستجبت لحضوره

نام يالغالي هنيالك وعيونك مقرورة

وتمم زفافك بالجنة من نعيم الله وحوره

ووعد من أحبابك نقرالك الآية والسورة

آية يا أيتها النفس المطمئنة و قبرك ننوره

بماي الورد والمشموم وزهوره

ضمير الهاء يعود للمهدي وأنت من أنصاره

لسان حالك يقول اللهمّ أنفذ أمره واشدد أزره

واجعلني من أنصاره والممتثلين لأوامره

رحمكَ الله يا «محمود القلوب »

محمد عبد الله رضي

قرية أبوصيبع


المجد لمحمد بوعزيزي... الذي أطلق شرارة الانتفاضة

 

لم يدرْ في خلد الشاب الخريج الجامعي العاطل عن العمل منذ سنوات محمد بوعزيزي، وغيره من عامة الناس في تونس، ما سيقدم عليه من احتجاج مؤلم. وذلك بالإقدام على حرق نفسه في شارع عام، وأمام الملأ، وإن كان الانتحار محرماً في الإسلام إلاّ إنها طريقة احتجاجية تمارس في الدول الأوروبية وغيرها، فكانت بمثابة شرارة لانتفاضة جماهيرية، ثم انضمت إليها كافة قطاعات الشعب من محامين وغيرهم، وتؤدي في النهاية إلى سقوط طاغية، وهو في الأصل جنرال عسكري تسلل إلى السلطة وانتهز الظروف المواتية لشيخوخة الرئيس الراحل الحبيب أبورقيبة بنفس الطريقة التي وصل بها طاغية العراق المقبور إلى السلطة. وتتسارع وتيرة الأحداث بصور دراماتيكية، ويضطر الطاغية الذي جثم على صدر التونسيين أكثر من 23 عاماً حكمهم فيها بالحديد والنار، أن يهرب ذليلاً خارج تونس، بعد أن فشل في إقناع الجماهير الثائرة فيما قدمه لها من وعود وتنازلات كثيرة، ولكن بعد فوات الأوان ورفضت أقرب الدول إليه في منحه حق اللجوء السياسي إليها وهي فرنسا وربما دول أخرى ووصل به الحال إلى قبول استضافة السعودية له، وإيوائه في جدة - عروس البحر الأحمر - حتى إشعار آخر.

والشاب الخريج الجامعي العاطل منذ سنوات محمد بوعزيزي كان قد قام بشراء عربة يد له ليبيع الخضراوات عليها في أحد ميادين ولاية سيدي بوزيد... فهجمت عليه أولاً الشرطة، وطلبت منه الخروج من الميدان الذي يقف عنده، ومن ثم أتى رجال البلدية، وصادروا عربته والخضراوات بحجة أنه لا يملك رخصة أو إجازة من البلدية، ولم تقبل البلدية باسترجاع العربة والخضراوات له، فخرج من البلدية وأقدم على حرق نفسه في الشارع وأمام الملأ احتجاجاً على قطع رزقه، وتسببهم في إحباطه، وتثبيطهم عزيمته.

وسرعان ما انتقلت تلك الاحتجاجات من تلك الولاية واشتعلت في الولايات الأخرى، وحدثت المواجهات وسقط الشهداء من كافة المدن والولايات التونسية فكانت الثورة الشعبية العارمة التي أدت إلى تفاقم الأوضاع وبالتالي هروب الطاغية إلى خارج تونس في عصر يوم الجمعة الموافق 14 يناير/ كانون الثاني 2011، وبذلك سقط نظام الرئيسة ليلى الطرابلسي زوجة الطاغية الثانية، والسيدة الأولى في تونس التي كانت هي الرئيس أو الحاكم الفعلي لتونس، وهي الآمر الناهي، وتستحوذ هي وعائلتها على ثروات طائلة، ولديها صلاحيات مطلقة في تعيين وإقصاء من تشاء في المناصب الحكومية الحساسة. وهوايتها الاستيلاء على أملاك الآخرين وشركاتهم بغير وجه حق.

وبذلك يكون الطاغية زين الهاربين، قد لحق بزميله شاهنشاه آريامهر المقبور، وغيره من طواغيت هذا الزمان الرديء الذين فرضوا قبضتهم الأمنية على شعوبهم، وساموهم سوء العذاب والحرمان، واستولوا على خيرات وثروات البلاد، وتمادوا في الظلم ونكلوا بالعباد، الذين حكموهم بالحديد والنار. ليذهب بغير رجعة إلى مزبلة التاريخ.

محمد خليل الحوري


مكافحة الفساد المالي والإداري (1)

 

تأتي مكافحة الفساد المالي والإداري ضمن أولويات سياسة وزارة الداخلية، لذا سوف يقوم عمود ثقافة أمنية بإلقاء الضوء على طرق مكافحة الفساد المالي والإداري من خلال سلسلة من المقالات تكشف عن دور وزارة الداخلية، ثم سوف نتطرق للبنية القانونية في مملكة البحرين التي تكافح الفساد فضلاً عن إظهار فائدة ثقافة الشكوى بشأن هذه الجرائم.

ومن ناحية أخرى يساهم هذا التوضيح في الحد من الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامة وتلك الجرائم هي أساس الفساد ذلك أن حق المواطنين بالثقة في رجال الوظيفة العامة مكفول وفق الدستور فضلاً عن المعاهدات الدولية التي انضمت إليها مملكة البحرين بشأن مكافحة الفساد المالي والإداري التى تُلزم الجميع بمبدأ سيادة القانون.

إن الحق المعتدى عليه في الفساد هو للمجتمع في مجموع أفراده، أو هو للدولة باعتبارها الشخص القانوني الذي يمثل المجتمع في حقوقه ومصالحه كافة، لذلك يعتبر القانون البحريني الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامة جرائم مضرة بالمصلحة العامة تتميز بأنها أكثر أهمية من الجرائم المضرة بالأفراد لذلك ارتفع سقف عقوباتها صعوداً ونزولاً وفق درجة الخطورة، لأنها تصيب مصالح المجتمع على نحو مباشر، وضررها في الغالب جسيم فهي تهدد الثقة العامة في وزارات ومؤسسات الدولة ونظمها الإدارية والاقتصادية، ومملكة البحرين تعتمد على بنية قانونية قوية تكافح من خلالها الفساد بشكل علمي وفني متطور يتماشى مع التطور في جرائم الفساد.

إن عصر الإصلاح والديمقراطية هو عهد جلالة الملك حفظة الله ورعاه، فيجب أن يتكاتف الجميع فيه لمواجهة الفساد، فالدولة من جهتها أدخلت تطوراً على النظم الدستورية والقانونية وفعّلت هذا التطور، والأفراد من جهتهم عليهم الإبلاغ عن تلك الجرائم، وهو واجب مكفولة سريته، وسوف نوضح في المقالات القادمة الجهة التي تستقبل هذه المعلومات.

وزارة الداخلية


يا طيبة

 

يا طيبة، أتسمحين لي أن أحاورك بعد قرون وسنين؟

يا طيبة، ماذا جرى لآل المصطفى بعد فقد سيد المرسلين؟

ماذا جرى لوليد الكعبة علي بطل بدر وحنين؟

ألم يقتل وهو ساجد لرب العالمين؟

ماذا جرى لسبط الرسول المجتبى حين سُمّ من قبل اللئيمة بنت اللئيم؟

ألا تعلمين ماذا جرى في أرض الطفوف من ألم وعطش وونين؟

وهل قطعت يدا أبي الفضل اليسرى واليمين؟

وكيف قتل علي الأكبر شبيه طه الكريم؟

وما وصية الإمام الحسن لابنه القاسم في ذلك اليوم الأليم؟

وما شأن الطفل الرضيع حين رماه بالرمح حرملة اللعين؟

حدّثيني عن الحسين وكيف قطع رأسه ورُضّ صدره وهو ابن بنت خير المرسلين؟

أنسوا قول الرسول (ص): حسين مني وأنا من حسين؟

وفي مجلس يزيد ما حال زينب وزين العابدين؟

ما حال السبايا والركب الحزين؟

أرؤوس على القنا ضحت لتعلو راية الإسلام العظيم؟

ما حال من فقدت أربعة أقمار فاطمة أم البنين؟

فلمَ قبلتي أن يمضي لآلئ المصطفى إلى أرض الغدر والمنافقين؟

ألست طيبة حضنا لمحمد (ص) وآله الطيبين الطاهرين؟

صفاء أبوديب


الْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ

 

«بيبي» فتاه باكستانية عمرها ثمانية عشر عاماً، تعرضت لاغتصاب جماعي بأمر من محكمة القبيلة، بحجة أن شقيقها الأصغر (11 عاماً)، أقام علاقة مع امرأة من قبيلة أعلى مستوى من قبيلته، وقد أمرت محكمة القبيلة التي تنتمي إليها المرأة، بأن يتم اغتصاب الفتاة «بيبي»، انتقاماً للإهانة التي سببها شقيقها.

وقد تناوب على اغتصاب الفتاه، أربعة من رجالات أعضاء المحكمة القبلية، ولم يتوقف الأمر على الاغتصاب، بل تركوا الضحية ترجع إلى بيتها عارية أمام حشد كبير من الناس.

الغلبة بالشر هو شر في حد ذاته، لأنه القهر بالشدة، والجور والعدوان هو أحد علامات الشر، إذ هو ضد القيم والمبادئ والشرف، ولا يمكن أن يُنتصر للخير بالجور، بل بالأخلاق والمثل العليا التي تنتمي لمنظومة متكاملة، أساسها الشرف والأمانة والصدق والإخلاص، فلو تعارض الانتصار مع الخير فالرضا بالهزيمة هو أهون من الرضا بظلم الآخرين، لأن يكون المرء مظلوما خيرا من أن يكون ظالما، فالخير ليس كالإثم والعدوان والظلم، وهما خطان لا يلتقيان أبدا، فمتى ما شاب الفعل تلك الصفات عُدّ من سمات الشر.

يتيه الكثير في تحديد ماهية الخير من الشر، خاصة لما تكون التقديرات شخصية ومتعلقة بقضايا تمسهم من قريب، سواء كانت بعلاقة الانتماء الديني أو المذهبي الذي يُنتمى إليه، أو القبلي أو العشائري، فالحكم العاطفي يسبق الحكم العقلي، فيظن الكثير بذلك أنهم يسيرون مسيرة الأخيار في أحكامهم، ويتغافلون عن الصفات والقواعد التي اتبعوها ليست بالضرورة صحيحة، خاصة إذا ما حادت عن صفات الخير، وإذا خلا الحكم من المبادئ والقيم الصحيحة، وقع من سار فيه في مسمى الأشرار، سواء علم بتلك الحقيقة أم جهلها.

لكل الحوادث تقديرات، وتقدر كلها بمعطياتها وعليه تتحدد عناوينها، إن كان فعلها شرا أم خيرا، فقط يلزم الإنسان التفريق بين الفعلين ليتخذ القرار الحكيم، فحادثة فاجعة كربلاء، التي اختلف عليها البعض رغم وضوحها، في كون يزيد بن معاوية وما فعله كان حقا، أم أن ما سعى إليه الإمام الحسين (ع)هو الحق، وللتجرد من كل السبقيات ووضع مقارنة بين الدعوتين، وعرضهما على موازين الخير والشر، تتضح الرؤية، وليس من معنى الميول للشر بذرائع تخالف كل أعراف الخير.

فالإمام الحسين (ع) ليس كيزيد، بل المقارنة بينهما ظالمة، إذ هناك فرق كبير بين من يدعو الناس إلى الثورة على الظلم والجور والطغيان، وتغيير الواقع إلى الأفضل لصالحهم، وبين من يدعوهم للركون إلى الظلم والاستبداد، وفرق بيّن بين من يدعو إلى الرجوع إلى الدين المحمدي النقي، وبين من يدعو إلى العودة إلى الجاهلية الأولى، فرق بين من يسلب الناس حقوقهم وحرياتهم، وبين من يدعوهم إلى المطالبة بحقوقهم الشرعية، فرق بين من لا يتخلى عن قيمه ومبادئه الخيرة، وبين من يدعو إلى الشر والعدوان وقتل كل من يعترض على ظلمه، هكذا يمكن التفريق وكفى.

«فبيبي» ومأساتها ليست إلا نتيجة لغياب القيم والمبادئ، فهكذا سلوك لا يمكن أن يكون في مجتمع خيّر، بل خاضع لمفاهيم خاطئة نتيجة أحكام فاسدة، لا يتبناها إلا ذوو قلوب قاسية، مملوءة بالشر لحيادها البّين عن أبسط القواعد الإنسانية، وما يثير الاستغراب أن هناك العشرات من الأحكام، من مثل ما ارتكب في «بيبي»، وتحت علم السلطات الباكستانية للمحاكمات التي تجري، بل الأدهى أن التنفيذ بالاغتصاب يحصل بوجود أقرباء للضحية، وبحضور عدد كبير من أهالي القرية ليشهدوا الحكم عيانا.

إن أي شر يقع في هذا العالم، ما هو إلا نتيجة غياب القيم واستلاب حقوق الآخرين بالقهر والجور والعدوان، وما مأساة قتل الإمام الحسين (ع) إلا امتداد لفكر التسلط، والجور والعدوان والظلم وغياب ناموس الخير، الهادي للعدل وإحقاق الحق بالقسط المستقيم، ولأنْ كانت مأساة الإمام الحسين فظيعة بكل المقاييس، لكل من يسمعها رغم مرور تلك السنوات الطويلة، فمأساة الفتاة «بيبي» فظيعة كونها تسير على نفس المنهج الذي اتخذ الشر وسيلة للغلبة.

فيا ترى هل غلبة الحق تكون بالشر أم بالخير، ولأنْ ظن البعض بغلبتهم الآخرين ظلما وعدوانا هو نصر، فهم واهمون، فالشر طريق هدم وليس بناء، ولم يُعرف، في كل التعاليم الإلهية أو الإنسانية الصحيحة، منتصر نال غلبته بالشر إلا وانقلب الشر عليه، سواء كان شره على أخيه الإنسان أم على الطبيعة، فنظم الحياة وتشريعاتها حددت مسار كلا الطريقين بشكل لا لبس فيه، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة: 8)، بفارق أن الخير هو الغالب الحقيقي والشر هو المغلوب ولو بعد حين.

طاهر عبدالكريم

العدد 3067 - الجمعة 28 يناير 2011م الموافق 23 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:36 ص

      الحزين

      شعر ياطيبة جميل وحزين يشعر ان الأنسان فقد كل ما لديه من اهل البيت وكلهم شهداء ومظلومين

    • زائر 6 | 3:36 ص

      توبلانيهــ

      ساعد الله قلب الوديعه..

      الله يرحمك يا خادم الحسين محمود سلطان ويحشرك ويه النبي وآله

    • زائر 5 | 12:41 ص

      هل يستطيع الظالم ان يسكت ضميره ؟

      لاتظلمن اذا ماكنت مقتدرا
      فالظلم اخراه تفضي الى الندم
      تنام عيناك والمظلوم منتبه
      يدعوا عليك وعين الله لاتنم

    • زائر 4 | 11:30 م

      عجل يا صاحب الأمر

      السلام على الحسين ، وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، وعلى أخوات الحسين ، وعلى العباس ابن علي جعلنا الله من محبيهم والمستشهدين بين ايديهم

    • زائر 3 | 9:51 م

      زوارة خميس موديل 2011 - 3

      لم أتوقع بأن صداقتنا قد تتلاشي ... لقد سمعنا عن أمراض لم نعهد بها من قبل مثل ال H1N1 ولكن لم يخطر ببالنا بأن أمراض المجتمع و الخيانات الزوجية أخذت حظها كذلك...

    • زائر 2 | 9:50 م

      زوارة خميس موديل 2011 - 2

      اتصلت بي صديقتي ،، وهي تقول إلى متى وأنت بعيدة عن مشروع الزواج وأخبرتني بأن من ربطتني به علاقة عاطفية أثناء فترة الدراسة الذي سبق أن تقدم لخطبتي يريد أن يبدأ في تكوين بيت الزوجية وهو انتظرني طوال هذه الفترة ، ولكن للظروف الطارئة التي ألمت بي لم أستطع تحقيق أمنيته وكانت صديقة عمري طلبت بإلحاح عن ردي النهائي لأنه طلب منها ذلك ،، وهي تعلم بأن تلك الظروف تحيل دون تكوين علاقة زوجية ،، وبعد فترة وجيزة علمت بأن صديقتي بدأت تنسج لها علاقة معه ،،

    • زائر 1 | 9:49 م

      زوارة خميس موديل 2011

      تقاسمنا أحلامنا وروابط الصداقة منذ سنين الطفولة الأولى عندما اشتركنا في مقاعدنا الدراسية ،، كبرنا مع بعض وكبرت معانا آمالنا وأحلامنا تقاسمنا الحياة معا حلوها ومرها صفوها وكدرها ،،، ورغم الظروف التي قد تبعدنا لفترة عن بعض بسبب السفر أو أي مهمة طارئة خارج الوطن ،، لكن سرعان ما نعود مرفرفين إلى عش الصداقة ،، هي صديقة ورفيقة العمر ،، وصلنا إلى مرحلة الشباب والتي تبدأ معها ملامح أخرى ومنعطف يمر فيه كافة فئات البشر ،، صديقتي تزوجت بزواج تقليدي ولكن اواصر صداقتنا لم تنتهي

اقرأ ايضاً