ازدادت الضغوط على الرئيس اليمني أمس السبت (26 فبراير/ شباط 2011) بعد إعلان شيوخ في قبيلتي حاشد وباكيل القويتين انضمامهم إلى الحركة المطالبة بإسقاط النظام، احتجاجاً على «أعمال القمع» التي تحولت معها عدن إلى ساحة حرب سقط فيها أربعة قتلى.
ففي مهرجان في عمران شمال العاصمة، شارك شيوخ كبار من قبيلتي حاشد وباكيل إلى جانب آلاف المحتجين الذين حمل بعضهم السلاح، في المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاماً.
وقال حسين عبد الله الأحمر، أحد قادة حاشد التي تعتبر أقوى قبائل اليمن وينتمي صالح إلى فرع من فروعها التسعة «أعلن استقالتي من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم». وأضاف أمام شيوخ من حاشد وقبيلة باكيل التي تعتبر ثاني أقوى القبائل اليمنية وأكبرها، أن استقالته جاءت نتيجة «قمع المسيرات والاحتجاجات السلمية في تعز وعدن وصنعاء».
وبهذا الإعلان، تكتسب الحركة الاحتجاجية الأكبر في وجه صالح والمستمرة منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، زخماً إضافياً يزيد من الضغوط على الرئيس اليمني الذي يواجه حتى الآن رفضاً شعبياً لإقامة حوار وطني.
وجاءت خطوة شيوخ القبيلتين بعد ساعات قليلة من مقتل أربعة أشخاص وإصابة 40 آخرين برصاص الشرطة خلال تفريق تظاهرات تطالب بسقوط النظام بعد ظهر الجمعة وليلاً في عدن، كما أعلنت مصادر طبية أمس.
وذكرت المصادر أن المتظاهر محمد أحمد صالح (17 عاماً) الذي أصيب الجمعة برصاص الشرطة توفي في المستشفى، وأن 30 آخرين أصيبوا بجروح.
وأكد مصدر استشفائي أيضاً خلال الليل تصريحات شهود عيان بشأن وفاة متظاهر آخر لم تكشف هويته لدى تفريق تظاهرة.
ونقلت جثة قتيل آخر هو هايل وليد (21 عاماً) إلى مستشفى النقيب الذي نقل إليه أيضاً عشرة جرحى، كما قال مسئول في المستشفى.
كما ذكر مصدر طبي في المستشفى نفسه أن نائب مدير عام مؤسسة الكهرباء في عدن، سالم باشطح أصيب إصابة قاتلة برصاصة أطلقها قناص، لدى وجوده أمام منزله. وأصيب الضحايا خلال تفريق تظاهرة في حي المعلا، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال أحد سكان حي المعلا طالباً عدم الكشف عن هويته «عاش المعلا ليلة دامية أشبه بليلة حرب كان أبطالها قوات الحرس الجمهوري مستهدفين شباباً أبرياء عزل قاموا بالتعبير عن آرائهم». إلا أن «مصدراً أمنياً مسئولاً» في عدن نفى في وقت لاحق قيام الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، واتهم «مجموعات انفصالية» بقتل ثلاثة أشخاص بينهم جندي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر الأمني المسئول قوله إن «مجموعة انفصالية مسلحة تابعة لما يسمى الحراك» الجنوبي قامت «بإطلاق النار عشوائياً بأسلحة آلية من بعض المباني في المعلا».
وأضاف أن المجموعة استهدفت «أفراد الأمن وموظفي الكهرباء والمواطنين ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة أربعة جنود آخرين، كما استشهد مدير عام كهرباء باشطح ومواطن وأصيب آخرون بجروح بعضها خطيرة».
وذكر شهود عيان أن بعض المتظاهرين هاجموا نقاط تفتيش للشرطة في عدة أحياء إثر سماعهم بنبأ سقوط قتلى في المواجهات مع قوات الأمن. وفي حي المنصورة، أحرق المتظاهرون آلية للشرطة واستولوا على خمسة رشاشات، بحسب الشهود.
وكان مئات آلاف اليمنيين نزلوا في ما أسموه «يوم الانطلاق» الجمعة إلى شوارع عدة مدن تحت شعار «بداية نهاية النظام»، معلنين رفضهم للحوار الذي يطرحه صالح.
من جهته، قال سياسي جنوبي يمني إن المشاعر الانفصالية ستزداد إلا إذا تعامل الرئيس صالح مع شكاوى الجنوب الذي كان يوماً مستقلاً.
وقال علي حسين عشال في مقابلة مع «رويترز» في صنعاء «اليمن بحاجة ماسة الآن إلى تسوية سياسية وإلا ستقوى حجة الذين يدعون إلى الانفصال». واستطرد عشال وهو سليل أسرة سياسية من أبين الجنوبية الجمعة «لا نريد للرئيس أن يسقط كبقية الرؤساء العرب ولكن نريد هبوطاً سالماً لليمن وأن يشعر الجنوبيون أنهم شركاء حقيقيون في دولة الوحدة».
وقال عشال «الجنوبيون كأهل الشمال يريدون نهاية نظام الفساد». وتابع عشال رافضاً عرضاً رئاسياً بإجراء حوار «لقد أصبح الفساد أسلوباً من أساليب إدارة الدولة وهو الآن يعتبر أسلوباً حكيماً في إدارة الحكم. «لا نريد حواراً يتمكن النظام من خلاله أن يعيد إنتاج نفسه من دون إحداث التغيير المنشود».
وقال إن معظم المتظاهرين الجنوبيين ما زالوا يرددون الشعارات المناهضة لصالح نفسها التي يرددها الشماليون ولكنه أضاف أن المطالب الإقليمية الجنوبية يجب أن تنفذ أيضاً
العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ