احتفل أهالي قرى المنطقة الغربية وباقي القرى التي تقع على الشريط الساحلي للمملكة على أشباه سواحل تركت لهم على استحياء بعد أن استملكت السواحل التي تمتد عليها قرى المنطقة الغربية والشمالية، في وقت يحتفل اليوم أهالي قرية باربار باستملاك الاراضي الواقعة على ساحل قريتهم.
وحفلت «أشباه السواحل» في مختلف أنحاء المملكة وفي قرى المنطقة الغربية خصوصا باحتفالات متميزة يقوم الأطفال فيها بإلقاء الأضاحي «الحجية بلهجة أهالي المنطقة الغربية»، كما تعد الساعات الأولى من شروق الشمس هي نقطة التقاء الأهالي على هذه السواحل لتبادل التهنئة وذلك بعد أداء صلاة العيد. وعلى رغم مطالبة الأهالي بإنشاء حدائق أو متنزهات يمكن لهم الرجوع إليها في مثل هذه الأيام بدلا من الخروج إلى مناطق بعيدة للاحتفال، قام أهالي كرزكان بالاحتفال الجماعي على الساحل وتبادل التهاني وحرصوا على قضاء أول أيام عيد الأضحى المبارك في ربوعه.
سواحل المنطقة الغربية ومعظم القرى الساحلية في المملكة كانت حرة وطليقة لكل الناس، أما الآن فهي حبيسة أسوار وأبواب خصت لبشر معينين وحرم منها الناس كافة، إذ أجمع الاهالي على أن «كل من استملكوا هذه السواحل لا يستفيدون منها أبدا ولا حتى يزورونها».
من جانب آخر، يحتفل أهالي قرية باربار عصر اليوم باستملاك الأراضي التي تتراوح بين و قطعة واقعة على ساحل قريتهم بمكرمة من عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبرعاية محافظ الشمالية أحمد بن سلوم.
كرزكان - هاني الفردان
اكتظت سواحل المنطقة الغربية صباح أمس احتفالا بعيد الأضحى المبارك، كما عاش أهالي المنطقة الغربية بهجة عيد الأضحى المبارك باللقاءات والتواصل، وذلك على ما تبقى من سواحل كانت تمتد على مد البصر، إلا أن قرى المنطقة أصبحت من دون سواحل تذكر سوى تلك المساحات الضيقة «أشباه سواحل» أعطيت لها على استحياء، على رغم أن المملكة تعتبر أرخبيلاً من الجزر إذ تتكون من جزيرة ومياه البحر تحيط بها من كل جانب إلا أن المواطنين يشكون من ندرتها على رغم وجودها، ويعود ذلك للاستملاك الذي طال معظم هذه السواحل لتتحول هذه القرى من قرى ساحلية إلى قرى بلا سواحل.
وقد حفلت السواحل في مختلف أنحاء المملكة وفي قرى المنطقة الغربية خصوصاً باحتفالات متميزة يقوم فيها الأطفال بإلقاء الأضاحي «الحجية بلهجة أهالي المنطقة الغربية»، على رغم مطالبة الأهالي بإنشاء حدائق أو متنزهات يمكن لهم الركون إليها في مثل هذه الأيام بدلاً من الخروج إلى مناطق بعيدة للتنفيس عنهم وعن أطفالهم. فقد قام أهالي قرى المنطقة الغربية بالاحتفال الجماعي على الساحل وتبادل التهاني وحرصوا على قضاء أول أيام عيد الأضحى المبارك في ربوع قراهم وزيارة المجالس التي تشهد مظاهر احتفالية متنوعة.
فإلى جانب أجواء التسامح والتواصل التي يفرضها العيد باعتباره مناسبة حقيقية لتأكيد روح المحبة والألفة، فإن العادة السنوية التي يشهدها ساحل القرية تعمل على منح طابع مميز لفرحة العيد وخصوصاً لدى الأطفال الذين بدوا بأفضل زينة مع أهاليهم وهم يلقون الأضاحي.
من الواضح أن غياب المنتزهات والحدائق العامة في قرية كرزكان وغيرها من قرى المنطقة الغربية أثر كثيراً على فرحة العيد. وقال عضو المجلس البلدي محمد جابر الفردان: «إن الناس في المنطقة مهضوم حقهم من قبل الدولة لغياب المرافق الحيوية التي يمكن أن توفر متنفسا حقيقيا لهم في مثل هذه الأيام».
وأكد أن القرية تخلو من أية حديقة يرجع لها أطفال القرية، على رغم تقدم المجلس البلدي بطلب إنشاء حديقة في شرق القرية التي تشهد بناء وحدات سكنية جديدة.
وقال الفردان «إن وزارة الأشغال والإسكان قامت بالكشف على المنطقة لتحديد إمكان إقامة مشروع حديقة أو متنزه أطفال ومن ثم رفع خطاب من لجنة التخطيط إلى الوزير الذي بدوره يرفع خطابا إلى الديوان الملكي - مالك الأرض - من أجل تخصيص قطعة من المنطقة لإنشاء حديقة للقرية».
وأضاف أن «الجهود المبذولة الآن من قبل المجلس البلدي تسعى من أجل إنشاء أي متنفس للأهالي في المنطقة، سواء بالرجوع إلى الحكومة أو بالسعي وراء القطاع الخاص إلى إنشاء متنزه خاص بالقرب من الساحل الذي يحتاج إلى بعض المرافق وتحويل أحد البساتين أو الأراضي الخاصة القريبة من الساحل إلى متنزه ساحلي من خلال التنسيق مع صاحب الأرض».
وأشار الفردان إلى أن المنطقة تعاني من عدم جدية الحكومة في إيجاد متنفس لأهالي القرية ولذلك فهم يولون وجوههم في كل أمورهم شطر المرفأ البحري الذي يعد جزءا بسيطا من ساحل كبير كان يمتد على طول ساحل القرية، موضحاً أن ملف السواحل لم تتم مناقشته من قبل مجلس بلدي الشمالية.
وأكد أنه طلب من الديوان الملكي استملاك قطعة أرض محاذية لساحل القرية يملكها أحد الخليجيين، وذلك بعد أن سعرت ورفع الأمر للديوان، وأما فيما يتعلق بمرفأ قرية دمستان فقد أكد أنه لا جديد سوى مقترحات بشأن إنشاء مرفأ. وأكد الفردان أن السواحل في الماضي كانت مفتوحة لكل الناس، اما الآن فهي حبيسة أسوار وأبواب خصصت لبشر معينين وحرم منها معظم الناس، مشيراً إلى أن من استملكوا هذه السواحل لا يستفيدون منها أبدا ولا يزورونها.
الأهالي أكدوا مواصلتهم واستمرارهم في إحياء عادة رمي الاضحيات كل عام على سواحل قراهم مهما كانت الظروف ومن الصباح الباكر كما كانت من قبل على زمن آبائهم وأجدادهم.
يذكر أن وزير البلديات افتتح أخيراً حديقة دمستان التي ظلت سنوات من دون أي اهتمام من قبل المسئولين
العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ