لاتزال إفريقيا تشهد نزاعات مسلحة عدة على رغم بدء بعض عمليات السلام في هذه القارة:
الحروب بين الدول
جمهورية الكونغو الديمقراطية: شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية من أغسطس/ آب 1998 إلى ديسمبر/ كانون الأول 2002 حرباً بدأت بحركة تمرد شنها مقاتلون من اتنية التوتسي، تحولت بعدها إلى نزاع إقليمي. ودار النزاع بين القوات الحكومية المدعومة من انغولا وناميبيا وزيمبابوي، وبين فصائل المتمردين المدعومة من رواندا واوغندا وبوروندي. اسفر النزاع عن سقوط 3 ملايين قتيل بسبب العنف والمجاعة والأمراض. وشكل اعتماد الدستور المقبل بموافقة أكثر من 84 في المئة خلال استفتاء في ديسمبر 2005 المرحلة الأولى للخروج من الفترة الانتقالية التي بدأت العام .2003 ومن المقرر اجراء انتخابات عامة نهاية يونيو/ حزيران .2006 لكن البلاد لاتزال عرضة لعمليات تسلل وأعمال عنف متفرقة ينفذها مسلحون أجانب وميليشيات محلية. ويعتبر المجتمع الدولي ان وجود متمردين روانييدن هوتو في الشرق والذين تتهمهم كيغالي بالمشاركة في مجارز الابادة الرواندية العام 1994 يشكل تهديداً للسلام في منطقة البحيرات العظمى. كما يشهد إقليم ايتوري (شمال شرق) أعمال عنف اودت بحياة اكثر من ستين الف شخص منذ .1999 اريتريا وأثيوبيا: خاض البلدان حرباً حدودية من 1998 إلى 2000 السنة التي وقعا خلالها اتفاق سلام. لكن منذ اشهر قليلة تشهد العلاقات بين الدولتين الجارتين توتراً شديداً. وتأخذ اسمرة علي اديس ابابا رفضها لترسيم الحدود الذي وضعته لجنة مستقلة العام .2002 وأكدت مهمة الأمم المتحدة بداية يناير/ كانون الثاني أن حدة التوتر «تراجعت» أخيراً في المنطقة الحدودية بعدما اشارت في أكتوبر/ تشرين الأول 2005 إلى وجود «تحركات جنود» من قبل البلدين عند الحدود بينهما.
حروب اهلية وحركات تمرد.
السودان: في يناير 2005 وقع اتفاق سلام بين متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق والحكومة المركزية. وضع الاتفاق حداً لحرب استمرت 21 عاماً واوقعت 1,5 مليون قتيل و4 ملايين نازح ولاجئ. ولايزال الاتفاق هشا على رغم انه تجاوز عقبات عدة. ويشهد اقليم دارفور (غرب) منذ فبراير/ شباط 2003 حرباً أهلية بين المجموعات المتمردة والخرطوم والميليشيات العربية الموالية لها. وأدى النزاع إلى سقوط نحو 300 ألف قتيل فضلاً عن نزوح أكثر من مليوني شخص. وفي شرق البلاد تتواجه الحكومة بشكل متقطع مع متمردين يتهمون الخرطوم بـ «تهميش» منطقتهم. ساحل العاج: لاتزال ساحل العاج مقسمة إلى جزأين منذ محاولة الانقلاب على نظام لوران غباغبو في سبتمبر/ أيلول 2002 التي قامت بها حركة تمرد مسلحة تسيطر منذ ذلك الحين على شمال البلاد. وقعت عدة اتفاقات سلام منذ يناير 2003 لكنها لم تطبق. وارجئت انتخابات رئاسية كانت مقررة في 30 اكتوبر 2005 بسبب استمرار الأزمة. وقررت الأمم المتحدة بتوصية من الاتحاد الإفريقي ابقاء الرئيس لوران غباغبو في منصبه لسنة إضافية كحد اقصى مع تعيين رئيس للوزراء يتمتع بصلاحيات واسعة. بوروندي: تحاول بوروندي وضع حد لحرب أهلية مستمرة منذ 1993 بين الجيش الذي تغلب عليه الاقلية التوتسي وبين حركات تمرد من الهوتو. وأدى النزاع إلى سقوط نحو 300 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين. ونجحت البلاد في تحقيق عملية انتقال سياسي أدت في 2005 إلى انتخاب رئيس للبلاد ينتمي إلى حركة التمرد السابقة قوات الدفاع عن الديمقراطية. وترفض حركة تمرد أخرى التي مازالت ناشطة، (هي القوى الوطنية للتحرير)، الاعتراف بالسلطة الجديدة التي تهيمن عليها غالبية الهوتو. اوغندا: تواجه اوغندا حركة تمرد يخوضها «جيش الرب للمقاومة» منذ العام 1988 بهدف اطاحة النظام. وأدت الحرب التي تشهد عمليات خطف أطفال ينفذها المتمردون، إلى سقوط عشرات الاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص. ويتهم «جيش الرب للمقاومة» بارتكاب فظائع كثيرة في حق المدنيين في شمال البلاد. وفي ديسمبر 2005 شن الجيش الكونغولي والأمم المتحدة هجوماً على المتمردين الاوغنديين في القوات الديمقراطية المتحالفة في شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ليبيريا: توصلت ليبيريا التي دمرتها حروب أهلية استمرت 14 عاماً واسفرت عن مقتل 300 ألف شخص إلى احلال السلام في 2003 عبر اتفاق بين الفصائل المتحاربة ورحيل تشارلز تايلور إلى المنفى في نيجيريا. وبعد انتخابات عامة نظمت في ختام عملية انتقالية فازت ايلن جونسون سيرليف في نوفمبر في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لتصبح أول امرأة تنتخب رئيسة لبلد إفريقي. واقسمت سيرليف اليمين في 16 يناير .2006 الصومال: تشهد الصومال منذ 1991 معارك بين زعماء حرب وقبائل متناحرين اسفرت عن سقوط ما بين 300 و500 ألف شخص. وأقامت منذ سنة مؤسسات جديدة (رئيس ورئيس وزراء وبرلمان) لكن اعضاءها منقسمون جدا. الجزائر: أدت أعمال العنف المرتبطة بمجموعات إسلامية مسلحة والمستمرة منذ مطلع العام 1992 إلى سقوط أكثر من 150 الف قتيل وآلاف المفقودين. واقر في سبتمبر 2005 «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» عبر استفتاء لوضع حد لاعمال العنف التي تشهد تراجعاً واضحاً منذ العام .2003 انغولا: وقع الجيش الانغولي في أبريل/ نيسان 2002 اتفاق وقف اطلاق نار وضع حداً لحرب اهلية استمرت 27 عاماً مع الاتحاد الوطني لاستقلال انغولا التام (يونيتا). الا ان اقليم كابيندا مازال يشهد حركة تمرد انفصالية. تشاد: يعاني نظام الرئيس ادريس ديبي وضعاً صعباً منذ اكتوبر 2005 مع موجة من الانشقاقات داخل معسكره ومع ظهور حركات متمردة في شرق البلاد. وهو يتهم السودان بدعم هذه الحركات بغية زعزعة استقراره. السنغال: تشهد منطقة كازامانس جنوب السنغال حركة تمرد انفصالية اوقعت مئات القتلى منذ 1982 لكن تم توقيع اتفاق سلام مع الحكومة في ديسمبر 2004 ما أدى إلى تحسن الوضع ميدانيا إلى حد كبير. وينص الاتفاق على اجراء مفاوضات لانهاء النزاع بيد انها لم تبدأ بعد.
نزاعات أخرى
الصحراء الغربية: تتنازع المغرب وجبهة بوليساريو التي تدعمها الجزائر منذ 1975 السيادة على هذه المستعمرة الاسبانية السابقة. وتم التوصل الى وقف اطلاق نار العام 1991 برعاية الأمم المتحدة التي تسعى منذ ذلك الوقت لايجاد حل سياسي للازمة. نيجيريا: تشهد منطقة دلتا النيجر (جنوب) النفطية موجة عنف جديدة. والنزاعات الاتنية والدينية كثيرة. موريتانيا: استولى المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية على السلطة منذ بداية اغسطس من دون اراقة دماء، بينما كان الرئيس معاوية ولد سيد الطايع خارج البلاد. ووعد باعادة السلطة الى المدنيين في غضون 19 شهراً بنتيجة انتخابات. توغو: رافقت اعمال عنف الانتخابات الرئاسية التي جرت في ابريل واسفرت عن سقوط ما «بين 400 و500 قتيل» بحسب الأمم المتحدة و154 قتيلاً بحسب لجنة وطنية. اثيوبيا: سبب الاعتراض على الانتخابات التشريعية في مايو/ أيار 2005 موجة من أعمال العنف في يونيو ثم في بداية نوفمبر. كذلك شهدت مصر أعمال عنف دامية بسبب الانتخابات في .200
العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ