أكد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث أمس أن فوز حركة «حماس» بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات المقبلة سيمكنها من تشكيل حكومة فلسطينية الأمر الذي «سيضرب العملية التفاوضية» مع «إسرائيل». وقال شعث في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطينية، المستقلة (رامتان) نشرت أمس «إن انتخاب (حماس) بغالبية تمكنها من تشكيل الحكومة سيضرب المفاوضات»، مبرراً ذلك بأن الحركة «لا تمتلك إلى الآن مشروعا سياسيا ذا رؤية واضحة بخصوص المفاوضات مع (إسرائيل)». وأشار شعث في الوقت ذاته «إلى وجود خطين داخل الحركة يتعلقان بالمفاوضات مع (إسرائيل)»، فبينما يقول أحدهما «بإمكان التفاوض مع (إسرائيل) بأساليب جديدة» يؤكد الآخر «عدمية هذه المفاوضات وعدم جدواها». وتوقع شعث أن يخلق وصول حركة «حماس» إلى السلطة «إشكالية في السياسة الخارجية والتفاوض مع (إسرائيل)»، مضيفاً أن هذه الإشكالات ستمتد لتشمل «القوانين الاجتماعية والطريقة التي ستدير بها (حماس) الأوضاع الاقتصادية للسلطة وللفلسطينيين في المستقبل بالإضافة إلى العلاقات العربية». ومضى يقول «إن حركة (حماس) تعيش حالياً المرحلة الزمنية نفسها التي كانت تعيشها حركة (فتح) قبل 35 سنة عندما قررت العمل على أن تكون هناك دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس عاصمة لفلسطين وضرورة حق العودة». وشدد شعث على أن «حماس» لم تحسم «موقفها بعد وهي تتحدث باتجاهين ولجمهورين وبخطين سياسيين مختلفين»، مؤكداً في الوقت نفسه «أنه لا يمكن العمل في إطار الكفاح المسلح بمفرده بعيدا عن الخوض في مفاوضات» سياسية مع «إسرائيل». وبخصوص التهديد الذي أطلقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين برغبته في الاستقالة إذا لم يتمكن من تنفيذ برنامجه السياسي الداخلي قال شعث «إن أبومازن لا يلومه أحد في موضوع الوحدة الوطنية فهو الذي عمل على مشروع التهدئة المشترك». وأضاف شعث «أبومازن يعرف أنه إذا لم تستطع (فتح) أن تكمل هذا المشروع وتولت (حماس) الحكم فقد تضيع سنوات مهمة جدا في السنوات القليلة المقبلة». وفي موضوع آخر، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إيران وسورية بالوقوف وراء العملية التي جرت في تل أبيب وأوقعت 19 جريحاً، في حين وضعت الشرطة الإسرائيلية في حال تأهب قصوى أمس. ونقل مصدر في وزارة الدفاع عن موفاز قوله خلال اجتماع أمني بعيد العملية «إن الاعتداء مولته طهران وتم التخطيط له في سورية ونفذه فلسطينيون». وأضاف موفاز «نملك أدلة قاطعة تكشف أن إيران قدمت المال وقيادة الجهاد الإسلامي في دمشق أعطت الأوامر، والبنية التحتية للجهاد الإسلامي في نابلس نفذت العملية (الإرهابية)». ووصف لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في دمشق أمس الأول بأنه «قمة إرهابية». وأوضح موفاز أن وزارة الدفاع سلمت معلومات إلى الولايات المتحدة ومصر والدول الأوروبية بشأن هذا التورط المزعوم للبلدين في العملية. في المقابل، نفى مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون والمحلل السياسي السوري فايز الصايغ أمس اتهامات موفاز، وأعرب عن اعتقاده بأن وجود الرئيس الإيراني في دمشق والمصادفة التي حصلت فيها العملية دعت «إسرائيل» للربط بينهما. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر فلسطينية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رفضت طلبا بإعادة فتح معبر المنطار خلال الاجتماع الأمني الذي عقد أمس الأول بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المعبر لذرائع وحجج واهية. ميدانياً، اعتقلت قوة إسرائيلية في مدينة نابلس أمس سبعة فلسطينيين بتهمة الانتماء لـ «حماس» والجهاد الإسلامي و«فتح». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن تبادلا لإطلاق النار جرى بين الجنود الإسرائيليين ومسلحين فلسطينيين ولم يبلغ عن وقوع إصابات. وكانت الإذاعة أعلنت تعرض قوات إسرائيلية في نابلس وبيت لحم لهجومين بالأسلحة النارية خلال حملات تمشيط ومداهمة في الضفة الغربية. وقالت مصادر عسكرية إن الحملة أسفرت عن اعتقال اثنين من «فتح» في نابلس وثالث من «حماس» في مدينة بيت لحم وزعمت القوات الإسرائيلية العثور على ثلاث قنابل وزجاجات حارقة وكمية من الذخيرة خلال حملات التمشيط. إلى ذلك، شيعت جماهير غفيرة من أهالي بلدة بيت كاحل، شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، أمس، في موكب جنائزي مهيب جثمان الشهيد زياد علي حسن الزهور (20 عاماً)، الطالب في جامعة القدس المفتوحة في الخليل، الذي قضى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، قرب مستعمرة «تيلم» الواقعة إلى الجنوب من البلدة
العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ