أشعلت جمعية المرسم الحسيني مع غروب يوم أمس الأربعاء، (ليلة العاشر من المحرم)، 15 ألف شمعة، إحياءً لذكرى سيد الشهداء وثلة الأخيار من أهل بيته وأنصاره الذين استشهدوا ظهيرة العاشر من المحرم.
كما شهد المرسم الحسيني هذا العام عمل لوحة تضم توقيعات مسئولي وفناني وفنانات المرسم لتقديمها إلى مكتب الأمم المتحدة في البحرين، استخداماً للفن نفسه في الاحتجاج على الإساءة التي تعرض لها نبي الإسلام الكريم (ص)، انطلاقاً من الاحتجاج على الهبوط الغربي الذي استخدمه بعض الفنانين في الإساءة إلى رسول الانسانية (ص). وقد اكتملت اللوحة مساء أمس، بتوقيع خمسة من كبار علماء الدين الذين زاروا المرسم، ومن المتوقع تقديمها الأسبوع المقبل إلى مكتب الأمم المتحدة في البحرين، ليتم نقلها إلى نيويورك.
هذا وبلغ عدد المشاركين في المرسم 110 مشاركين من الجنسين، لأول مرة في تاريخه، فمن الجانب الرجالي شارك ،63 تتراوح أعمارهم ما بين 12 و65 عاماً، فيما بلغ عدد المشاركات 47 فنانة، 75 في المئة منهن جامعيات. إلى جانب أعداد كبيرة من الأطفال الذين كانوا يتوافدون على المرسم منذ الثالثة عصراً حتى يقترب منتصف الليل، وخصوصاً في الليالي الأخيرة.
ومن المشاركين الجدد الفنان خالد موسى دادي (من منطقة السنابس)، الذي أدخل تجربة فنية جديدة هذا العام باستخدام طريقة «الرشّ» بالألوان. وكانت تستخدم خصوصاً لتلوين أدوات الزينة للرسم على السيارات و«الموتورسيكل»، وغالباً لدى الأجانب وليس البحرينيين، ونادراً ما تستخدم على النطاق المحلي في الرسوم أو اللوحات. من هنا جاءت مشاركة خالد إضافة نوعية تفتح المجال لتعدّد الطرق الفنية الحديثة في المرسم. وقد اختار تصوير «بورتريه» للأمام الخميني الراحل، مرتبطة بالشعار الذي اختاره المرسم الحسيني شعاراً له هذا العام، وهو «الامام الحسين وحقوق الانسان»، وقد توقف عندها الكثير من زوار المرسم.
خالد دادي الذي بدأ مشواره الفني العام ،1993 وكان عضواً بجمعية تشكيلية سابقاً، انقطع عن الفن لعدة سنوات نظراً لظروف عمله، ثم عاد قبل فترة إلى حظيرة الفن الجميل. وقد تلقى دعوات وتشجيعاً من قبل كثير من اصدقائه للمشاركة في المرسم، فاستجاب هذا العام.
يقول عن هذه التجربة: «عندما تريد أن ترسم فأنت تبدأ بالورقة والقلم الرصاص لتخطيط اللوحة، ولكني بدأت تجربتي من أصعب الطرق، وهي الرسم بالرش، لما يحتاجه من خلط ألوان وجهد ومراحل عدة للوحة، ونريد أن نطور هذا الفن ونجلب إليه طاقات شبابية».
من التجارب التي لفت النظر إليها لوحة فظيعة للحظة هجوم خيول الجيش الاموي على جسد الحسين بعد قتله يوم العاشر من المحرم، ووطأ جسده الشريف. وكان الفنان الكبير إسماعيل نيروز قد رسم اللوحة هذا العام، وعرضت طوال أيام عاشوراء.
من التجارب اللافتة أيضاً، تجربة الفنانة البحرينية هيفاء الخزاعي، المقيمة في قطر، والتي بعثت بثلاث لوحات للمشاركة للعام الثاني على التوالي في المرسم، والتي تتابع فعالياته على الانترنت وعن طريق التواصل مع الأهل. وكان من المتوقع أن تزور البحرين خلال هذه الموسم، إلاّ أن ظروف عملها حالت دون ذلك كما قالت في اتصال خاص أجرته معها «الوسط» عصر أمس (الأربعاء).
وقد شاركت بلوحة كبيرة تصور مسيرة أهل البيت في الغربة من الكوفة إلى الشام، فيما تبدو الدموع تنزل على خد الحصان، وقد علقت عليها قائلة: «إن المأساة أبكت حتى الحيوان ، فما بالك بالإنسان».
وفي ختام الاتصال اعربت الخزاعي عن أملها بتهيؤ الظروف للمشاركة في مثل هذه الفعاليات المهمة الموسم المقبل.
كل هذه الانجازات الكبيرة التي حققتها جمعية المرسم الحسيني على مدى خمسة اعوام، أصبحت تواجه اليوم يوم الحقيقة، ببروز احتمال بناء الأرض التي يقام عليها المرسم، وهي قطعة أرض لمأتم العريض، الذين تبرعوا لإقامة المعرض عليها طوال هذه السنوات مشكورين، ولكن هناك احتمال ان تتحول إلى مشروع مبنى لصالح المأتم، ما يضع المشروع كله أما تحدٍ صعب في الفترة المقبلة. وهي مسألة مطروحة للعموم للتفكير في حل بعد أن استطاعت الإدارة الحالية المنتخبة، وقبلها الإدارة المؤقتة، إيقاف المشروع على رجليه وبكل اقتدار.
الإدارة أعربت عن ثقتها بتبني الجميع هذه المسئولية، كما أعربت عن شكرها العميق لعائلة العريض لما قدمته من دعم وتفهم طوال الفترة السابقة
العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ