العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

بوتين يحاول استعادة الدور الروسي

يقول خبراء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوته حركة «حماس» لإجراء محادثات اتخذ خطوة جريئة، لكنها خطيرة بالانخراط في العملية السياسية في الشرق الأوسط على أمل أن يستعيد دور روسيا في الساحة الدولية.

ويضيفون أنه على رغم أن خطوة بوتين التي أعلنها (الخميس) الماضي منحت الولايات المتحدة و«إسرائيل» والقوى الغربية الأخرى أملا إلا أن بوتين ترك لنفسه فرصة للمناورة لضمان عدم الإضرار بعلاقاته مع شركائه الغربيين.

وأثارت تصريحات بوتين موجة اتصالات دبلوماسية بين روسيا وعواصم العالم أمس الأول بعد أن خرجت روسيا من ظل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الوسطاء الرئيسيين في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال الكسي مالاشينكو من مركز كارنيغي موسكو «ترقى هذه التصريحات لحد الأخذ بزمام مبادرة عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال المحلل سيرغي ماركوف وهو من مؤيدي خط الكرملين «في ظل وضع ثبت فيه عجز جميع الوسطاء الآخرين في عملية السلام، لدينا في روسيا فرصة لمنح عملية السلام دفعة ثانية». وقال محللون آخرون إن إشارة بوتين لاتصالات مع «حماس» كانت مفاجأة في حد ذاتها نظراً إلى أنه لم يكن معروفا أن هناك اتصالات بين الجانبين.

وحققت حركة «حماس» التي تعتبرها واشنطن منظمة «إرهابية» فوزاً ساحقاً في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في 25 يناير/ كانون الثاني. وروسيا عضو في اللجنة الرباعية التي تضم أيضاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة غير أن دور موسكو كان هامشيا. وتتفق روسيا مع موقف اللجنة الرباعية بضرورة قبول «حماس» حق «إسرائيل» في الوجود. وأكد بوتين هذا الموقف وسارع مسئولون روس بتكرار الموقف نفسه.ضونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن المبعوث الروسي في الشرق الأوسط الكسندر كالوغين قوله «يقول الجميع لحماس أنه ينبغي السير في مسار محسوب لأنها لن تتقدم كثيراً بهذه السياسات المتشددة. سندعو إلى تغيير في حماس خلال اجتماع مع ممثليها». لكن دبلوماسيا غربيا قال إن بوتين «يوسع بدرجة كبيرة جدول أعمال اللجنة الرباعية». وقال دبلوماسي يتابع سياسة روسيا في الشرق الأوسط «تجاوز المسار بكثير بدعوته قيادة حماس لإجراء محادثات من دون الاتفاق أولا بشأن المبادئ التي ينبغي الالتزام بها». وأبدت «إسرائيل» دهشتها وقالت واشنطن إنها تريد معرفة تفاصيل نوايا موسكو بينما قال مسئول في «حماس» إن قيادة «حماس» «يسعدها» قبول مبادرة بوتين. وأضاف الدبلوماسي أن بوتين يمكنه التراجع عن مبادرته تجاه «حماس»، إذا لم تعدل «حماس» سياستها تجاه «إسرائيل» حين تتولى السلطة. وعلى رغم المفاجأة السياسية التي فجرها بوتين يشير معلقون إلى أن المعونة التي تقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية أكبر كثيراً مما يمكن أن تقدمه موسكو في تأكيد على ضعف الثقل الحقيقي لروسيا في المنطقة. ويبدو أن الجرأة الواضحة التي اتسم بها تحرك ربما يكون غير مكلف في نهاية المطاف تعكس بصورة أكبر رغبة بوتين في دعم صورته وصورة روسيا خلال عام مهم تتولى فيه روسيا رئاسة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً