طالت التحركات التصحيحة الأسبوع الماضي سوق الأسهم السعودية وذلك للمرة الأولى خلال العام الجديد، وانخفض المؤشر بنسبة كبيرة بلغت نحو 10 في المئة، كذلك واصلت سوق الدوحة تكبدها الخسائر الفادحة وانحدر المؤشر بنسبة 6,5 في المئة، وبالمقارنة فقد كان تراجع مؤشر السوقين البحرينية والكويتية شبه طبيعي في ظل خلو الكثير من الأسهم من الأرباح الموزعة، في حين ارتفع مؤشر سوقي الامارات ومسقط.

تراجع حاد في أداء السوق السعودية

بعد الارتفاعات الكبيرة وغير المبررة للكثير من الأسهم المدرجة في السوق وبشكل خاص أسهم المضاربة خلال الأسابيع الماضية، تراجع أداء سوق الأسهم السعودية بشكل حاد خلال هذا الأسبوع. فبعد وصول مؤشر السوق إلى 20,634,86 نقطة كأعلى قيمة إغلاق له يوم السبت 25 فبراير/ شباط، شهدت السوق تراجعاً تصحيحياً قوياً أفقد المؤشر 9 في المئة من قيمته خلال يومي الأحد والاثنين بعد أن انخفضت معظم الأسهم المدرجة بالنسبة القصوى (5 في المئة) في هذين اليومين. فيما تمكنت السوق من تعويض بعض خسائره يوم الثلثاء 28 فبراير مدفوعاً بارتفاع الأسهم القيادية، إلا أن موجة تراجع تصحيحي أخرى في اليومين التاليين أفقدت المؤشر جميع مكاسبه. ويلاحظ أن أسهم المضاربة كانت الأكثر تراجعاً خلال الأسبوع.

ويأتي هذا التراجع التصحيحي لسوق الأسهم السعودية كنتيجة طبيعية للارتفاعات الحادة غير المبنية على أسس استثمارية لمعظم الأسهم وخصوصاً أسهم المضاربة في الفترة الماضية بالإضافة إلى قرارات هيئة السوق المالية التي حدت من عمليات التلاعب بأسعار الأسهم من قبل بعض المضاربين وبعد أن كشفت تلك القرارات للكثير من المستثمرين عدم صدق الشائعات التي يتم ترويجها في منتديات الانترنت وصالات التداول بشكل خاص والتي تخدم في الغالب مصالح عدد من المتلاعبين في السوق. أما بالنسبة إلى قيمة التداول السوقي فقد انخفضت هذا الأسبوع إذ بلغت 109 مليارات ريال مقابل 239,3 مليار ريال للأسبوع الماضي. وقد استحوذت أسهم «السعودية للكهرباء» لهذا الأسبوع على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 9 في المئة، تلاها أسهم «سابك» بنسبة 7 في المئة ثم أسهم «التصنيع الوطنية» بنسبة 5 في المئة.

هذا وقد ارتفع خلال الأسبوع سعر سهم شركة واحدة، فيما تراجعت أسعار أسهم 76 شركة، واستقر سعر سهم شركة واحدة. أما بالنسبة إلى أكبر 10 أسهم ممتازة فقد كان الارتفاع الوحيد لسهم «بنك الرياض» بنسبة 0,7 في المئة. فيما كان أعلى انخفاض لسهم «السعودية للكهرباء» و«سافكو» بنسبة 25,5 في المئة و14 في المئة على التوالي.

مؤشر الكويت ينهي تداولات الأسبوع منخفضاً

وأنهى مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بلغ 75,40 نقطة ليغلق اجمالي المؤشر على تراجع، إذ انهى تداولاته عند مستوى 11467,5 نقطة. وقد جرى التداول في آخر يوم للتداول على كمية اسهم بلغت 107,723 ملايين سهم بقيمة اجمالية بلغت 64,9 مليون دينار وجرى ذلك عبر اتمام 4679 صفقة نقدية. وأثناء المراقبة لأداء المؤشر طوال تذبذبه بين الارتفاع والتراجع علق مراقبون بأن السوق تستعد فعلياً لإنهاء موجة التراجع وسيشهد في الأسبوع المقبل بداية تداولات ربما لا تكون نشطة بما يرضي طموح المتداولين ولكنها ستكون متوازنة في معظم الأحيان وسيشهد ارتفاعات طفيفة ولكنها ستكون بداية للتأسيس لمرحلة سابقة مر بها في بداية شهر فبراير من العام 2006. وقالوا إن كل عوامل التراجع انتهت وبالتالي مازال الأمل يحدو الجميع بتحسن أداء المؤشر اعتباراً من الأسبوع المقبل. وفيما يتعلق بأداء القطاعات فقد تراجعت مؤشرات كل القطاعات المدرجة باستثناء قطاعي المصارف والتأمين ليسجل بذلك قطاع التأمين ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي ليرتفع نحو 16,3 نقطة تقريباً. وفي المقابل ارتفع قطاع المصارف الأربعاء الماضي بشكل ملحوظ إذ بلغت مكاسبه بحدود 120 نقطة لينهي تداولاته عند مستوى 8666 نقطة. ومن حيث الكمية وقيمة التداول فقد حقق قطاع الاستثمار المرتبة الأولى من حيث كمية الأسهم المتداولة والتي بلغت نحو 52 مليون سهم بقيمة بلغت 26,3 مليون دينار بعدد صفقات بلغ 1794 صفقة. وقد احتل قطاع العقار المركز الثاني إذ جرى تداول كمية أسهم بلغت 20,6 مليون سهم بقيمة اجمالية بلغت 7,8 ملايين دينار بعدد صفقات قدرها 909 صفقات.

تباين الأسعار في الأسواق الإماراتية

وفي أسواق الأسهم الاماراتية، تباينت حركة أسعار الأسهم خلال الأسبوع الماضي لتتراوح بين الاستقرار والتراجع المحدود بعدما سجلت في بداية الأسبوع تحسنا ملموسا ما جعل القيمة السوقية للأسهم تسجل في المحصلة النهائية مكاسب بواقع 3,35 مليارات درهم لتصل الى 743,587 مليار درهم، فيما بلغت التداولات الأسبوعية 9,212 مليارات درهم توزعت بواقع 7,017 مليارات درهم تداولات سوق دبي المالي و2,194 مليار درهم تداولات سوق أبوظبي للأوراق المالية. وتصدرت «إعمار» السوق من حيث قيمة التداولات الأسبوعية بواقع 4,758 مليارات درهم تلاها سهم «أملاك» بواقع 734,6 مليون درهم واتصالات 572,2 مليون درهم ودبي الاسلامي 434,1 مليون درهم. وعلى صعيد الأسعار سجل أعلى نسبة ارتفاع أسبوعي سهم بنك الامارات العربية للاستثمار بنسبة 28,26 في المئة والتجاري الدولي بنسبة 16,67 في المئة والوطنية للتأمينات العامة بنسبة 13,64 في المئة والاسكندنافية للتأمين بنسبة 12,4 في المئة، فيما كان أكثر الأسهم انخفاضا سهم تكافل بنسبة 51,64 في المئة ودبي للتأمين 15 في المئة والاسمنت الوطنية 14,55 في المئة واسمنت الخليج 9,5 في المئة. وخفت خلال الاسبوع الماضي حدة التقلبات في الأسعار التي شهدتها الأسهم في الأسابيع الماضية مع اقتراب الاسواق من حال الاستقرار النسبي عند نقاط دعم قوية في ظل حال من الترقب لانعقاد الجمعيات العمومية للشركات المساهمة وما تسفر عنه من قرارات على صعيد توزيعات الأرباح، فيما تبقى الأنظار مركزة نحو نتائج الربع الأول التي ستبدأ بالظهور في ابريل/ نيسان المقبل باعتبارها العامل الحاسم الذي سيقرر مسار السوق في المرحلة المقبلة، بالاضافة الى الدور الحيوي الذي تلعبه مستويات السيولة في الأسواق كوقود للتداول يقرر اتجاه حركة الأسعار.

تحسن في مؤشرات سوق مسقط

في سوق مسقط للأوراق المالية، شهد مؤشر الأسعار تحسنا 35,26 نقطة أي بنسبة 0,66 في المئة خلال الاسبوع الماضي ليقفل عند 5342,27 نقطة، مدفوعا بتحسن أسهم قطاع المصارف والاستثمار الذي يمثل الثقل الرئيسي في السوق، إذ ارتفع مؤشره 1,64 في المئة، كما ارتفع مؤشر الصناعة 1,77 في المئة في حين انخفض مؤشر قطاع التأمين والخدمات 1,34 في المئة. وقد انخفضت كمية الأسهم المتداولة بنسبة 2,5 في المئة لتبلغ 7,64 ملايين سهم في حين ارتفعت قيمتها بنسبة 5,8 في المئة لتبلغ 19,15 مليون ريال. وقد بلغت حصة السوق النظامي 90 في المئة من اجمالي قيمة التداول خلال الاسبوع الماضي والسوق الموازي 8,1 في المئة. كما تصدر قطاع المصارف والاستثمار التداول في السوق بحصة قدرها 45 في المئة من قيمة التداول ثم قطاع الخدمات والتأمين 44 في المئة والصناعة 11 في المئة. وتصدرت الشركة العمانية للاتصالات قائمة الشركات الأكثر نشاطاً في السوق بحصة قدرها 23,3 في المئة من اجمالي قيمة التداول يليها بنك عمان الدولي 7,7 في المئة ثم بنك مسقط 7,3 في المئة. كما كان سهم العمانية العالمية القابضة الأعلى ارتفاعا في السوق وبنسبة 25,40 في المئة ثم كلية مجان بنسبة 9,80 في المئة و«إيه إي أس بركاء» بنسبة 7,58 في المئة. بينما كان سهم الفجر العالمية الأكثر انخفاضا في السوق وبنسبة 9,66 في المئة ثم عمان كلورين 7,27 في المئة ثم الخدمات المالية 7,14 في المئة.

سوق الدوحة يتكبد خسائر

وواصل مؤشر سوق الدوحة للأوراق المالية تراجعه الكبير وتكبد خسارة بمقدار 601,28 نقطة، أو ما نسبته 6,58 في المئة مقارنة الأسبوع قبل الماضي ليصل إلى 8,533,72 نقطة. وارتفعت قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 3,77 في المئة لتصل إلى 1,3 مليار ريال، كما ارتفع عدد الأسهم المتداولة بنسبة 0,39 في المئة ليصل إلى 22,5 مليون سهم. وانخفضت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في السوق في نهاية الاسبوع الماضي بنسبة 5,67 في المئة لتصل إلى 250 مليار ريال.

وقد تصدر قطاع الخدمات التداول في السوق واحتل المرتبة الأولى من حيث قيمة الأسهم المتداولة، إذ بلغت حصته 48,94 في المئة، يليه قطاع المصارف بنسبة 31,25 في المئة، ثم قطاع الصناعة بنسبة 18,24 في المئة وأخيرا قطاع التأمين بنسبة 1,57 في المئة. ومن حيث الشركات، قادت شركة بروة تعاملات الأسبوع الماضي بحصة بلغت نسبتها 16,39 في المئة من قيمة التداول الإجمالية، تليها شركة قطر لنقل الغاز (ناقلات) بنسبة 15,97 في المئة، وحلت ثالثاً شركة صناعات قطر بنسبة 14,49 في المئة. وقد شهد الأسبوع الماضي التداول في 23 شركة إذ ارتفعت أسعار شركتين من الشركات الثلاث والثلاثين المدرجة في السوق خلال الأسبوع، وانخفضت أسعار أسهم ثلاثين شركة فيما لم يتم تداول أسهم شركة واحدة.

تفاعل سلبي لسوق البحرين مع إعلانات الأرباح

وفي سوق البحرين للأوراق المالية، سجل المؤشر انخفاضا بمقدار 29,93 نقطة وبنسبة 1,31 في المئة خلال الاسبوع الماضي وأقفل عند 2247,61 نقطة نتيجة تفاعل السوق سلبا مع إعلانات أرباح البنك الأهلي المتحد في قطاع المصارف وكذلك خلو الكثير من الأسهم من الأرباح النقدية وأسهم المنحة الموزعة في الكثير من القطاعات في السوق. في الوقت الذي شهد النشاط في السوق ارتفاعاً ملحوظاً إذ تم تداول 7 ملايين سهم بقيمة 5 ملايين دينار نفذت من خلال 555 صفقة. وشمل التراجع في السوق خلال الأسبوع الماضي أسهم المصارف التجارية وشركات الاستثمار وهي الشركات المسيطرة في السوق مما أدى الى انخفاض مؤش