العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ

طهران تحذر أميركا من «أذى وألم»

فيينا - مارك هاينريش وباريسا حافظي 

09 مارس 2006

أنذرت إيران الولايات المتحدة بالقول إنها قادرة على إلحاق «أذى وألم» يعادل العقوبة التي قد تقنع واشنطن مجلس الأمن بها بسبب المخاوف من أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وقال مسئول الأمن القومي الإيراني جواد وعيدي «إذا رغبت الولايات المتحدة في سلك ذلك الطريق فلها ذلك».

وهناك حال عداء شديدة بين إيران والولايات المتحدة منذ الثورة الإيرانية العام 1979. واشتبك الجانبان في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هدفه دراسة تقرير الوكالة الذي يقول إن إيران تسرع الخطى في البحوث النووية. وبعد ساعتين ونصف الساعة من الضغوط الاميركية على الوكالة لإحالة الأمر لمجلس الأمن أزال المجلس آخر عقبة في طريق هذه الخطوة. وجاء ذلك بعدما رفضت إيران مقترحات للقوى الغربية بان يكون هناك حل وسط.

وارسل تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى مجلس الامن وسيكون جزءا من أساس تستند الية أية خطوة للامم المتحدة بشأن برنامج ايران النووي. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن قد يبدأ مناقشة إيران الأسبوع المقبل وقال وكيل وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز إن ذلك سيكون يوم الاثنين أو الثلثاء.

وقرر مجلس محافظي الوكالة قبل شهر إرسال تقرير عن نشاط إيران النووي لمجلس الامن مرجئا أي إجراء لحين صدور تقرير البرادعي. ومن المقرر أن تكون أولى خطوات المجلس دعوة طهران الى وقف بحوث تخصيب الوقود النووي والتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة من دون تحديد موعد أو التهديد باتخاذ إجراء.

ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن فرض عقوبات من جانب مجلس الأمن الدولي على إيران لن يفيد في إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وقالت إيران التي هي رابع أكبر مصدر للنفط في العالم إنها ستراجع سياستها الخاصة بتصدير النفط إذا تعامل المجلس مع هذه القضية التي قالت قوى الاتحاد الأوروبي إنها صارت حتمية الآن. وقال وعيدي «الولايات المتحدة قد تكون لديها القدرة على إلحاق الأذى والألم لكنها عرضة أيضا للأذى والألم».

وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان عن التحذير الإيراني فقال في نيواورليانز «إن البيانات والخطوات المستفزة ليس من شأنها إلا زيادة عزل إيران عن بقية العالم».

وتصر إيران على أنها لا تريد إلا توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية ولكنها اخفت أنشطتها النووية عن مفتشي الأمم المتحدة لمدة 18 عاما. وأدت دعوات إيران في الآونة الأخيرة لمحو «إسرائيل» من الخريطة الى حال قلق لدى الغرب. وأضاف بيرنز في إفادة أمام الكونغرس أن إيران «تهدد المصالح الحيوية

الاميركية بشكل مباشر». وتابع انه في مجلس الأمن «نخطط لطريقة تعامل مكثفة... تصعد الضغوط على إيران».

ولكن حلفاء واشنطن الكبار (المانيا وفرنسا وبريطانيا) تبنوا نبرة حذرة. فقالت في اجتماع مجلس المحافظين الذي مقره فيينا «هذه ليست نهاية العملية الدبلوماسية».

ومن شأن أية خطوة تقودها الولايات المتحدة لفرض عقوبات أن تواجه مقاومة عنيدة من جانب روسيا والصين العضوين الدائمين بمجلس الأمن اللذين يشاركان الغرب رغبته في حرمان إيران من التكنولوجيا النووية ولكن يريدان الحفاظ على استثماراتهما المجزية في مجال الطاقة في إيران.

واستبعد لافروف الذي تحدث للصحافيين بعد محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حلا عسكريا أيضا للازمة الإيرانية. وقال لافروف «نحن على قناعة بأنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة». وأشار الى أن مسئولين بريطانيين وألمانا قالوا علنا انهم يشاركونه هذا الرأي. وقال السفير الاميركي لدى الوكالة جريجوري شولت إن إيران قد تواجه «عواقب ملموسة» لتحديها قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الرابع من فبراير/ شباط الماضي بوقف محاولة الوصول الى تكنولوجيا لإنتاج وقود لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالطاقة النووية.

العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً