العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ

ذكرت التخرج... فبكيت

منذ أول يوم دراسي وقبل اكثر من 15 عاماً يبدأ مشوار العلم عند الطلاب فتراهم منذ اول يوم دراسي يفكرون ويسرحون في خيال واسع الافق عندما يرون من يقف امامهم يرددون: متى نقف نحن هنا؟ وعند انتهاء الــ 15 عاماً تراهم يبكون فرحا لوصولهم للحلم الذي طالما فكروا به ليجنوا ويحصدوا ما زرعوه طيلة فترة الدراسية.

الغريب في الامر اني عشت المرحلة نفسها التي عاشها أي طالب منذ بدايتها ولكن ليس لنهايتها كنت اتشوق كثيرا للوقوف امام كم هائل من الطلاب اشرح لهم واعلمهم واتقرب منهم واساعدهم في كل امور حياتهم التعليمية ليصبحوا مثل اخوتي، ولكن ما ان اقتربت من تحقيق ذلك الحلم اجد نفسي مهمّاً بالبكاء ليس لنيلي حلمي الذي تمنيت الحصول عليه وانما ابكي لخروجي من صرح تعليمي علمني الكثير وصقل من شخصيتي كشخصية طلابية قيادية قادرة على تخطي عقباتها دون عسر يذكر. قد يستغرب القارئ ذلك ولكن حينما اسرد له بعض ذكرياتي التي عشتها وانا اقترب من تحقيق الحلم قد يجد نفسه خلفي ليساندني.

منذ دخولي جامعة البحرين ومنذ اول يوم كنت جالسا لوحدي افكر كيف اقضي وقت فراغي الذي كان يمتد من 6 إلى 7 ساعات يوميا فهممت بالتجول داخل الحرم الجامعي اتنقل من مبنى إلى مبنى حتى لمحت عيني مبنى مكتوب عليه عمادة شئون الطلبة دخلت لأستكشف ذلك المكان فوجدت نفسي داخلاً نادي المسرح الجامعي لأنضم اليه كممثل وبمرور الزمن كنت اتابع عن قرب ما يجري بالجامعة فأجد نفسي مشاركا ومنظما لأي فعالية ليس بهدف رؤية الاخرين لي وانما لأستفيد من وقتي واستفيد مما يقدم إليّ، وتوالت الايام في العمل حتى اصبحت ناشطا طلابيا وعضو مجلس طلبة الجامعة، كنت افرح دائما عندما ارى البسمة على وجوه اخواني الطلبة. اصبح العمل روتينيا لا يمكن ان يمر يوم من دون عمل شيء فأجد نفسي في فترة الاجازة مسرعا لذلك الصرح كي أستغل وقتي، كانت اسرتي تستغرب ذلك ولكن ما ان يروا حصاد عملي في الاجازات حتى يشدوا على يدي، في الوقت نفسه ارى اخواني الطلبة يقتربون مني أكثر فأكثر وكنت اقترب منهم قبل ان يقتربوا مني، كل هذا ليس مدحاً في نفسي وإنما سيرة أبكي على فقدها في يوم من الايام.

اصبح ذلك الصرح جزءاً من حياتي بما فيه من طلبة واداريين وموظفين وأكاديميين لا يمكنني ان انساه. فهل يستطيع اي انسان ان يترك صرحا عاش فيه اجمل حياته وصقل شخصيته كشخصية قيادية وهل يفرح للخروج منه؟ لا اعتقد ذلك، فحين اذكر انني ساتخرج منه أبكي. فحين تذكري لتلك اللحظة اهم لنسيانها لأنها اصعب لحظة سأعيشها. فأتمنى ان يعيش اخوتي الطلبة وقتهم بكل ثوانيه كي لا يحرموا من اجمل ايامهم.

صادق الشعباني

العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً