العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ

فوائد الثرثرة

يقولون إن المرأة «تسولف وايد»، يعني «تثرثر» بالفصحى، وما يدرون أن هذي طريقة ممتازة «للتنفيس». صدقوني قرأت دراسة أخيراً أثبتت أن الرجل أكثر إصابة بأمراض القلب وضغط الدم والسكري وعوار الرأس وكل أمراض الدنيا من المرأة، والسبب الرئيسي أن المرأة تعبر عن مشاعرها، يعني تتكلم، تسولف، تثرثر، بعكس الرجل اللي يحط رجل على رجل وما يتكلم عن أي شيء، وفي المقابل تطلع عليه أمراض الدنيا كلها. على رغم أني كل ما أكتب هالعمود، قالوا عني «هذارة» وما عندي سالفة، لكني ما راح أسكت لو شنو قالوا، خلوني أتكلم أحسن من تصيدني كل هالأمراض. ذبحونا الرجال وهم يطلعون عيوب الدنيا كلها فينا، المرأة ما تفهم وما تقدر وما تعرف، يعني اللي يسمع يقول هم اللي يقدرون أو يفهمون أو يعرفون كل شي. أصلاً لو هم يعرفون أي شي ما كانت هذي حال الدنيا.

قالوا لهم المرأة بتصوت في الانتخابات وبترشح عضو في البرلمان، قالوا شيفهمها المرأة في السياسة، يعني هم اللي يفهمون، قاعدين يتخبطون شمال ويمين و«قاصين» علينا، مسوين روحهم يعني يفهمون سياسة، اللي يصرح من هني، واللي يكذب من هناك، واللي يبوق من هني، واللي يتفلسف علينا من هناك، وعبالهم الناس مو فاهمين ولا عارفين شي. احنا ما قلنا المرأة تفهم سياسة، ولا قلنا إنها فلتة زمانها يعني، بدليل المرشحات اللي بيدخلون الانتخابات البلدية أو النيابية، مساكين سووا لهم برنامج تمكين، وذبحوا روحهم علشان يوعونهم ويفهمونهم السياسة، وللحين كل واحدة ما تعرف تقول كلمتين على بعض، أسماء ما ندري من وين طلعت لنا فجأة بصراحة، والله يستر لو فازوا وصاروا نائبات. لكن يا جماعة بالله عليكم، الحين هالمرشحات أسوأ من المرشحين يعني؟ كلهم في الهوا سوا. كل يوم بعد يطلع لنا اسم مرشح هني أو هناك، ما ندري من وين طلع لنا، الأخ كان موظف، والأخ صاحب شركة أو رجل أعمال أو مدرس، كل العالم تبي تستفيد، ولا أحد منهم فاهم شي في الدنيا. تسألهم عن برامجهم وأهدافهم، كل واحد حفظ له كم كلمة سمعوها له، وقالها، كلام مكرر ومعاد و«ماصخ» بعد.

لا وكله ولا اللي يسمونهم «المتسلقين»، اللي غصب زور لصقوا روحهم في تيارات وجمعيات، وسووا روحهم خطيرين وحصيفين سياسياً، والله أعلم عن دوافعهم الحقيقية. على الأقل راح نضمن أن المرشحات النسوان مساكين ما عندهم نوايا سيئة، ولا راح «يقصون» علينا أو يستغفلونا لأن اللي في قلبهم على لسانهم، بناء على نظرية «الثرثرة» اللي قلناها سابقاً، يعني المرأة إذا صارت عضوة في البرلمان، بتطيح بلسانها، ويمكن تفضح لنا ما وراء الكواليس وتقول الحقيقية، لكن الرجل، الله يستر منه، ما يشتغل، ولا يتعب عمره، وكله «يسوي» روحه يفهم وخطير، وبعد ما نقدر نأخذ منه «لا حق ولا باطل». يعني لو فكرنا في الموضوع من وجهة نظر «علمية معملية فذة» نستنتج أن ترشيح النسوان له عدة فوائد، أولاً أن نكسر عيون الرجال ونفشلهم ولو مرة، وثانياً أن نضمن على الأقل نطالع وجوه «عدلة» في البرلمان وفي الجرايد، وثالثاً وهو الأهم، أن نعرف شنو صاير في هالبلد وخلف الكواليس. يعني تخيلوا لو البرلمان كله «نسوان»، بتكون سابقة طبعاً محد غلبنا فيها في العالم، والمشاريع في البرلمان بتكون غير، يعني إضافة إلى الجلسة اللي ممكن تستمر يومين متواصلين، صدقوني الفضايح في هالبلد كلها بتطلع «وعلى عينك يا تاجر»، محد يقدر «يشلخ» علينا بعدين ويقول ما في ميزانية. هذي فائدة الثرثرة.

أنثى

إن لم تعجبكم... فاحسبوها ثرثرة

العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً