قال عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية الشيخ حميد المبارك إن «تجربة النظام السياسي المنطلقة من الدين معرضة للفشل كغيرها من التجارب البشرية، فهي ليست ناجحة بالضرورة، وتسير ضمن ظروف الواقع ومتطلبات العقل».

جاء ذلك خلال ورشة عمل «الأئمة الاطهار وموقفهم من الحكومات القائمة» والتي نظمها مركز البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق الإسلامية مساء الخميس الماضي ضمن باقة من فعاليات موسم أئمة أهل البيت (ع) السياسي.

وأضاف المبارك أن «أئمة أهل البيت يسيرون في التاريخ ضمن الطبيعة البشرية وبشكل واقعي»، رافضا «النظر إلى ائمة أهل البيت بصورة استثنائية»، ملفتا إلى أن «ما يختلف فيه الرسول (ص) والأئمة من أهل البيت في حكمهم وإدارتهم لشئون العباد هو أخذهم بضابط العدل، وهو الأمر الذي لم يكن بالمستوى ذاته لمختلف تجارب الحكم والقيادة التي عايشها التاريخ البشري».

كما تحدث المبارك عن «أطروحة الدين الإسلامي في مجالات السياسة»، ملفتا إلى أن «الدين لا يقدم مشروعا سياسيا خاصا بعيدا عن التجربة البشرية، فهو يقدم تجربة راقية تستفيد من مجمل التجارب والمنتجات البشرية، ومستفيدة من القيم والمبادىء والأفكار الراقية التي يطرحها الدين»، مضيفاً أن «ارتباط التجربة بالدين لا يعني أنها غير خاضعة لمجريات النجاح والفشل، فهذا فهم خاطىء لها».

وأكد المبارك أن «التجربة الدينية والفهم الديني غير مقدس، فهو أمر مختلف عن حقيقة الدين ونصوصه المقدسة».

وفي معرض نقده للحركات الاسلامية أوضح الشيخ المبارك أن «التيارات الاسلامية بمختلف ألوانها تستخدم لغة المبادئ المطلقة، في الوقت الذي لا تفهم فيه الحكومات سوى لغة المصالح، بما يؤدي إلى صراع حاد بين تلك التيارات الدينية وبين الحكومات»، معلقا أن «الحل الأمثل لذلك يتمثل في أن يصل الطرفان إلى وعي أن مصالحهما لا تتصادم بالضرورة وقد تتفق»، منوها أنه «لا يعني بذلك اتباع البرغماتية في الحياة، وإنما اتباع منطقة وسطى بين المبادئ والمصالح، من دون أن يكون هناك تهوين في أصل المبادئ وغاياتها»، مضيفا «أنني أعترف بوجود ضبابية في تلك المساحة والتي يمكن تجاوزها من خلال النقد والمراجعة المتواصلين».

ومن جهته، قال رئيس دائرة المشاريع بمركز البحرين الشبابي محمد مطر إن: «موسم أئمة أهل البيت تضمن الكثير من الفعاليات والبرامج الثقافية والتعريفي بالمنهج السياسي لأئمة أهل البيت، مؤكداً أن موسم الأئمة يأتي بهدف تأصيل الحركة السياسية والثقافية لدى الشباب البحريني ومن أجل ترشيد حركتهم بما ينسجم مع الاتزان ورعاية المصالح الكبرى الذي تتمثل في سيرة أهل البيت