عمّت الفرحة أمس الأربعاء (4 مايو/ أيار 2011) أجواء الأراضي الفلسطينية كافة بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، فيما اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «ضربة قاسية للسلام».
وتجمّع عشرات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله للتعبير عن فرحتهم بهذا الاتفاق الذي ينهي أربعة أعوام من الانقسام بين الحركتين. وحمل أحدهم لافتة كتب عليها «نهنئ قيادتنا، نجّتنا من زنقتنا». كما قام شبان بتوزيع الحلوى في الضفة الغربية وقطاع غزة وإطلاق بالونات وألعاب نارية.
وأقيم أمس احتفال رسمي في القاهرة باتفاق المصالحة، الذي وقعته أمس الأول «فتح» و«حماس» والفصائل الفلسطينية كافة، أكد خلاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل عزمهما على طيِّ «صفحة الانقسام السوداء» وتمسكهما بالهدف الوطني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة وغزة. في المقابل، قال نتنياهو في لندن: «ما حدث في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للإرهاب». وأضاف «قبل ثلاثة أيام مُني الإرهاب بهزيمة مدوية بالقضاء على بن لادن. واليوم في القاهرة حقق الإرهاب انتصاراً».
القاهرة - أ ف ب، رويترز
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في احتفال أقيم أمس الأربعاء (4 مايو/ أيار 2011) في القاهرة أنهما عازمان على طي «صفحة الانقسام السوداء»، وأعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي كلمة افتتح بها احتفال المصالحة بين «فتح» و «حماس»، قال عباس إن «صفحة الانقسام طويت إلى الأبد» واتهم إسرائيل بـ «التذرع» بالمصالحة للتهرب من السلام. وافتتح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، الذي وقعته أمس الأول في القاهرة حركتا «فتح» و «حماس» وجميع الفصائل الفلسطينية، متأخرا نحو ساعة وربع الساعة عن موعده المحدد أصلا، بسبب خلافات طرأت في اللحظات الأخيرة بشأن الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بحسب مصادر فلسطينية.
وأفادت مصادر فلسطينية أن خلافات نشبت بسبب رفض «فتح» جلوس مشعل على المنصة إلى جوار عباس باعتبار أن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» لا يشغل أي منصب رسمي كما رفضت «فتح» في البدء أن يلقي مشعل كلمة، لكن الأمر سوي.
وعند بدء الاحتفال رسميا، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال إلى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، بينما جلس مشعل في الصف الأول للقاعة إلى جوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وفق المصدر نفسه.
وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في العام 2007 الذي انتهى بسيطرة «حماس» بالقوة على القطاع.
وقال مشعل في كلمته إن حركته ستعمل على تحقيق «الهدف الفلسطيني الوطني» وهو إقامة «دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تناول عن شبر واحد أو عن حق العودة».
وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها حماس بوضوح لا لبس فيه قبولها بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن حركته مستعدة «لدفع أي ثمن من اجل المصالحة»، مؤكداً أن «معركتنا الوحيدة مع إسرائيل».
وأكد عباس أنه يرفض التدخل الإسرائيلي في الشئون الفلسطينية، مؤكداً أن «حماس جزء من شعبنا» و «ليس من حق احد أن يقول لنا لماذا تفعلون هذا أو ذاك» و «أقول (لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أنت يجب أن تختار بين الاستيطان والسلام». وحضر الاحتفال ممثلون عن 11 فصيلا فلسطينيا وقعت أمس الأول الاتفاق. وشارك ثلاثة من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي وهم أحمد الطيبي ومحمد بركة وطلب الصانع، بحسب ما صرح لـ «فرانس برس» الطيبي. وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثاً إلى القاهرة لحضور الاحتفال. وأوضح ناطق أن بان كي مون يدعو «بقوة» كل الأطراف إلى الالتزام بمبادئ اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، من دون أن يشير إلى رفض «حماس» الاعتراف بإسرائيل.
وفي وقت سابق قال عباس خلال لقاء في صحيفة «الأهرام» إن «إسرائيل لا تريد المصالحة والتصعيد الإسرائيلي على أشده ضد هذه المصالحة وكأن إسرائيل مستفيدة من الانقسام».
وأضاف أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي قال علينا الاختيار بين حماس والسلام ونحن نقول عليه الاختيار بين الاستيطان والسلام ونختار حماس باعتبارهم إخواننا ونختار إسرائيل باعتبارهم شركاء بالسلام».
لكنه أكد أنه «إذا وافق نتنياهو على وقف الاستيطان وتحديد مرجعية حدود العام 1967 للمفاوضات لا نمانع في العودة لها».
من جهته، اعتبر مشعل أن «الأجواء الجديدة التي تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير» ساهمت في إنجاز المصالحة «بيسر». وقال للصحافيين إثر لقاء مع موسى مساء الثلثاء «إننا فخورون بالثورة المصرية العظيمة وبشعب مصر الذي قدم نموذجا منيرا ونتطلع إلى مصر القائدة بدورها الإسلامي والإقليمي والدولي الكبير، وسعداء باحتضانها المصالحة الفلسطينية».
من جهتها، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونتنياهو كلا على حدة حول المصالحة، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر إن كلينتون أثارت خصوصا مسألة المساعدة الأميركية للسلطة الفلسطينية. ولكن مسئولا أميركيا فضل عدم كشف هويته قال إن وزيرة الخارجية لم تهدد بإلغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين «فتح» و «حماس».
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية المقالة التابعة لـ «حماس» تنفيذ حكم بالإعدام في فلسطيني أدين بالتخابر لحساب إسرائيل أمس في مدينة غزة
العدد 3162 - الأربعاء 04 مايو 2011م الموافق 01 جمادى الآخرة 1432هـ