لا يزال الغموض يحيط بمصير إلياس كشميري أحد القياديين العسكريين الأكثر خطورة في تنظيم «القاعدة» في ضربة أميركية في باكستان، فيما تشكك عائلته نفسها في مقتله في قريته النائية بمنطقة كشمير.
ويقول شودري أصغر (50 عاماً) الشقيق الأكبر لكشميري إن العائلة لم تتلق أي أنباء منه منذ ست سنوات، حاملاً على شقيقه الذي تبع خطى أسامة بن لادن في دعوته إلى «الجهاد العالمي».
ويوضح أصغر أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية تستجوب العائلة بشكل متواصل لمعرفة إن كانت تلقت تأكيداً لمقتله قبل خمسة ايام في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار.
وأكد المتحدثان باسم وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين أنه لا يسعهما «تأكيد» مقتله في غياب جثة يمكن التعرف عليها.
كما قال مسئول كبير في الجيش الباكستاني رداً على أسئلة «فرانس برس» إن العسكريين غير قادرين في الوقت الحاضر على تأكيد مقتل كشميري. وتساءلت افتتاحيات بعض الصحف الباكستانية الخميس بشأن السرعة غير المعهودة التي أبدتها مجموعة كشميري المتمردة في إعلان مقتله في بيان مريب لم يتم التثبت منه، معتبرة أن ذلك قد يعكس محاولة لوضع زعيمها بمأمن من طائرات السي آي إيه التي كثفت في الأيام الماضية غاراتها على المناطق القبلية شمال غرب باكستان حيث معقل «طالبان» و «القاعدة».
وقال شودري أصغر «لا نصدق مقتله» متحدثاً في قرية تهاتهي الواقعة في أولى مرتفعات الهملايا في الشطر الباكستاني من كشمير.
وينتقد أصغر بشدة شقيقه الذي هجر زوجته وأطفاله الأربعة ولم يرسل لهم روبية واحدة منذ ست سنوات.
وهو يستقبل صحافي «فرانس برس» في محله الصغير رافضاً اصطحابه إلى المنزل العائلي الذي يظهر في البعيد من حاجز للشرطة يمنع سلوك الطريق المؤدي إليه. ويظهر قرب المنزل العائلي جامع ومدرسة دينية من الطين يقول أصغر إن شقيقه إلياس كشميري شيدهما بنفسه، على مقربة من الخط الفاصل مع شطر كشمير الواقع تحت سيطرة الهند عدوة باكستان التي أقسم القيادي الإسلامي على مقاتلتها عند عودته من الجهاد ضد القوات السوفياتية في أفغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
ويقول شقيقه «لم نر جثته ولا يمكننا أن نصدق أنه قتل إلى أن يثبت العكس، نريد أدلة دامغة».
ويؤكد الأئمة أن عناصر جماعة كشميري ملزمون بحسب تعاليم الإسلام والعادات المحلية في حال مقتله بإبلاغ العائلة على الأقل إن لم يكن من الممكن تسليم جثته. وقال أصغر «هناك حتى ضباط في الاستخبارات يأتون ليسألوننا إن كانت لدينا أي معلومات عن مصيره».
وكان كشميري لا يزال في مطلع الألفية يأتي لزيارة عائلته ليوم او يومين لكن في العام 2005 تشاجر الشقيقان حين طلب منه اصغر التخلي عن نشاطاته الجهادية فغادر كشميري نهائياً «لمقاتلة الأميركيين في أفغانستان» قائلا لأولاده «لا فرق عندي إن عشتم أو متم، لديّ مهمة عليّ إنجازها».
ويعتبر إلياس كشميري من أكثر قادة «القاعدة» نشاطاً وخطورة، إذ يقف وراء هجمات أو محاولات اعتداء عدة في باكستان والهند وأيضاً في بلدان غربية.
وهذا الرجل البالغ من العمر 47 عاماً ملاحق من جانب الولايات المتحدة التي تخصص مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لقاء أية معلومة تساعد على تحديد مكانه.
وإذا ما تم تأكيد مقتل كشميري، سيكون ذلك الضربة الأقسى لـ «القاعدة» منذ مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن بيد مجموعة كومندوس أميركي في شمال باكستان في الثاني من مايو/ أيار
العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ