العدد 3234 - الجمعة 15 يوليو 2011م الموافق 13 شعبان 1432هـ

فلسطينيون يشكون من تزايد عنف المستوطنين ضدهم بالضفة الغربية

تكشف التلال التي تحمل آثار الحريق وبساتين الزيتون المتفحمة قرب نابلس أحدث ممارسات الحرق العمد التي يرتكبها مستوطنون يهود ضد الفلسطينيين، الذين يقولون إنهم أصبحوا ضحايا لهذه الهجمات بشكل متزايد في الضفة الغربية المحتلة. يقول محمد زيبان وهو مزارع فلسطيني متأسفاً على الأضرار التي لحقت بمئات من أشجار الزيتون جراء حريق اشتعل مؤخراً قرب قرية حوارة «شجرة الزيتون هي المصدر الوحيد للدخل للمزارعين... يريدون إبادتنا».

ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية الذي يوثق أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية إلى أن الحوادث المرتبطة بالمستوطنين التي أسفرت عن إصابات بين فلسطينيين أو أضرار بممتلكاتهم ارتفعت بنسبة 57 في المئة هذا العام. ويقول مسئولون فلسطينيون إن هذه علامة مثيرة للقلق من تفاقم المشاعر العدائية التي يخشون من أن تثير أعمال عنف أوسع نطاقاً في الوقت الذي يطبق فيه مستوطنون متشددون قانونهم الخاص بشكل متزايد بينما يتنامى غضب الفلسطينيين من تبدد احتمالات تحقيق السلام.

وبالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون في أنحاء نابلس فإن المواجهات مع إسرائيليين تحركهم قناعة إيديولوجية استوطنوا المنطقة منذ أوائل الثمانينيات باتت معتادة في الأعوام القليلة الماضية. لكن قرويين يقولون إن العام الجاري أسوأ من المعتاد. ويتحدثون عن أعداد أكبر من المستوطنين وأكثر تنظيماً من قبل ينزلون من مستوطناتهم المقامة على قمم التلال ليرشقوا منازل الفلسطينيين بالحجارة ويخربوا أرضهم الزراعية.

ويرد الفلسطينيون عادة برشق الحجارة ليسقط جرحى من الجانبين. وقضت المحكمة الدولية بأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير مشروعة، ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات ستحرمهم من إقامة دولة قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة. والمستوطنون في محيط نابلس هم الأكثر تمسكاً بايديولوجيتهم الخاصة في الضفة الغربية، ويمثلون أقلية على هامش المجتمع الإسرائيلي. وهم جزء صغير من نصف مليون مستوطن يعيشون اليوم في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما إسرائيل في حرب العام 1967 .

وهم يعتبرون أنفسهم رواداً يمارسون حقهم التوراتي في الضفة الغربية التي تمثل إلى جانب قطاع غزة والقدس الشرقية الأرض التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم إلى جانب إسرائيل. ويحجم هؤلاء عادة عن الحديث إلى وسائل الإعلام وقد اشتكوا فيما مضى من هجمات الفلسطينيين على ممتلكاتهم. ومن المرجح أن مقتل زوجين يهوديين وثلاثة من ابنائهما في مارس/ آذار بمستوطنة قرب نابلس ساعد في إذكاء موجة من الهجمات ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة. حيث وجه الاتهام لشابين فلسطينيين.

وحتى الآن تم رشق 178 فلسطينياً بالحجارة أو دهسهم بالسيارات أو إصابتهم بالرصاص على أيدي مستوطنين مقابل ما مجمله 176 في العام 2010 بكامله. وقتل مستوطنون ثلاثة فلسطينيين حتى الآن هذا العام. ويثير دور قوات الأمن الاسرائيلية في التعامل مع عنف المستوطنين جدلاً.

وقالت منظمة «بتسيلم الإسرائيلية» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن الجيش عادة لا يتحرك أو لا يفعل شيئاً يذكر لحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من المستوطنين. وإذا تم إلقاء القبض على المستوطنين فإن النظام القضائي الإسرائيلي يعاملهم برأفة. وفي لقطات سجلها فلسطينيون في وقت سابق هذا الشهر بكاميرا وفرتها لهم منظمة «بتسيلم» بدا أن الجنود لا يفعلون شيئاً يذكر لمنع المستوطنين من رشق قرية عصيرة بالحجارة. وقالت ساريت ميخائيلي المتحدثة باسم بتسيلم «حين وصل سكان القرية وردوا برشق المستوطنين بالحجارة أمكن رؤية الجنود يطلقون الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين». وتظهر لقطات أخرى سجلها فلسطيني في قرية بورين القريبة مستوطناً يشعل النيران في حقل. وانتشرت النيران بسرعة واجتاحت الحشائش البرية التي جفت بفعل حرارة شمس الصيف وساعدت في إضرام ما وصفه فلسطينيون بأنه أكبر حريق منذ أكثر من خمس سنوات.

ورداً على سؤال من «رويترز» عن أعمال العنف التي وقعت في ذلك اليوم قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المدنيين الإسرائيليين اقتربوا من حوارة ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وواجهوا القرويين الفلسطينيين وأشعلوا عدداً من الحرائق. وقال الجيش في بيان إن قوات الجيش الإسرائيلي «بدأت تفصل بين المشاركين في المناوشات في محاولة لمنع المزيد من الاشتباكات... وبدأت القوات تبعد المعنيين عن المنطقة واتصلت بخدمة الإطفاء لإخماد الحرائق بالمنطقة».

وأضاف أنه تم اعتقال أربعة إسرائيليين وفلسطيني وتسليمهم للشرطة. ويشكك زيبان المزارع الفلسطيني في رواية الجيش ويقول إن القوات الإسرائيلية منعت السكان المحليين من إخماد الحرائق. وقدر خسائره في ذلك اليوم بمئة شجرة زيتون. وقال زيبان وهو يتفقد شجرة محترقة متحسراً «ما الذي فعلته شجرة الزيتون هذه لهم؟ «استغرقت 20 عاماً لتنمو. ستحتاج 20 عاماً أخرى لتتعافى»

العدد 3234 - الجمعة 15 يوليو 2011م الموافق 13 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً