لا يبدو دخول علماء الدين في العمل السياسي أمراً غريباً بالنسبة إلى البحرين على الأقل، ففي طوال تاريخ البحرين السياسي كان لرجال الدين دور مؤثر في الحياة العامة، وترشح عدد منهم إلى المجلس الوطني في العام ، وتأثروا بالحوادث المتعاقبة على المنطقة، وأبرزها الثورة الإسلامية في إيران، وتلا ذلك تنامي المد الاسلامي السني (السلفي والاخواني) تحديداً في مصر والمملكة العربية السعودية، وتنامى معه الدور السياسي لعلماء الدين في البحرين وخصوصاً في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين.
ومع عودة الانفتاح إلى البحرين بفضل المبادرة الإصلاحية لجلالة الملك عاد أكثر من معمم من الخارج، كما برز بشكل علني وواضح النشاط السياسي لعلماء الدين السنة الذين دخلوا الانتخابات البلدية والنيابية في العام فيما قاطع قسم كبير من علماء الدين الشيعة هذه الانتخابات لاعتبارات سياسية. ولكن بعد أربعة أعوام من مجلس نيابي سيطر عليه الإسلاميون بالغالبية المطلقة، وبعد أن انتشرت الانتقادات الموجهة إلى أدائهم، عادت الى السطح مرة أخرى بوادر مجلس نيابي محافظ أيضاً، فقد أعلن عدد كبير من علماء الدين من كل التيارات الاسلامية رغبتهم في خوض انتخابات بروح جديدة.
الوسط - حيدر محمد
لعب علماء الدين طوال تاريخ البحرين السياسي دوراً مؤثراً في الحياة العامة، وترشح عدد منهم إلى المجلس الوطني في العام ، وبعد حل المجلس انقسم التيار الإسلامي في البحرين إلى تيارات مختلفة الهوى والاتجاهات، تأثرت في غالبيتها بالحوادث المتعاقبة على المنطقة.
ومع عودة الانفتاح في البحرين بفضل المبادرة الإصلاحية لجلالة الملك عاد أكثر من مُعمم من الخارج، كما برز بشكل علني وواضح النشاط السياسي لعلماء الدين السنة الذين دخلوا الانتخابات البلدية والنيابية في العام ، فيما قاطع قسم كبير من علماء الدين الشيعة هذه الانتخابات لاعتبارات سياسية، ولكن بعد أربعة أعوام من مجلس نيابي سيطر عليه الإسلاميون بالغالبية المطلقة عادت إلى السطح مرة أخرى بوادر مجلس نيابي محافظ وأكثر التزاماً دينياً، فقد أعلن عدد كبير من علماء الدين من كل التيارات الإسلامية رغبتهم في خوض انتخابات بروح جديدة، وبدا التنافس بين علماء الدين وغيرهم من المرشحين العامين واضحاً للعيان، فلا تكاد تخلو دائرة من الدوائر الانتخابية من عالم دين (سنياً كان أو شيعياً) يرغب في دخول معركة انتخابات حارة بدأت رائحة الحماس فيها مبكراً... وترصد «الوسط» اليوم أسماء ونبذاً تعريفية عن عالم دين أعلنوا حتى الآن دخول الانتخابات النيابية المقبلة.
- الشيخ محمد سعيد العرادي: أعلن ترشح نفسه في الدائرة الثانية من محافظة العاصمة، متزوج وله أربعة أولاد وهو من مواليد منطقة رأس الرمان، أكمل دراسته الأكاديمية وحصل على شهادة الثانوية العامة (القسم العلمي) في العام والتحق بجامعة الرياض في الدرعية (كلية العلوم) لمدة سنة ونصف السنة، ثم إلى كلية الهندسة، ولكنه لم يكمل الدراسة الجامعية لأسباب اضطرته للمغادرة إلى الحوزة العلمية بقم في العام وهو يقيم حالياً في إسكان سلماباد ويواجه مترشحاً من بينهم النائب عيسى بن رجب.
- الشيخ جاسم المؤمن: من مواليد المنامة في العام ، مدرس في وزارة التربية والتعليم منذ بعد أن حصل على بكالوريوس تربية إسلامية من جامعة البحرين ، وحالياً يحضّر رسالة الماجستير في الدراسات الإسلامية ببيروت، وهو عضو مجلس شورى الوفاق، ويتوقع على نطاق واسع أن ينزل الانتخابات في الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة (منطقة النعيم) ويواجه نحو مرشحين آخرين من بينهم النائب الحالي إبراهيم العبدالله، ومن أبرز منافسيه الآخرين أمين سر جمعية العمل الإسلامي رضوان الموسوي.
- الشيخ علي سلمان: ولد في البلاد القديم في العام ، التحق بقسم الرياضيات في جامعة الملك فيصل بالرياض في العام ليدرس أربع سنوات، وبعدها التحق بدراسة العلوم الإسلامية في مدينة قم في العام . وعاد إلى البحرين قادماً من مدينة قم في العام وشارك في العام نفسه في العريضة النخبوية التي انطلقت للمطالبة بإعادة تفعيل دستور دولة البحرين الصادر في العام ، ومن بعدها اعتقل في نهاية العام حتى تاريخ منتصف يناير/ كانون الثاني ، إذ تم إبعاده إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها انتقل إلى لندن في تاريخ يناير/ كانون الثاني ، وعاد إلى البحرين في العام بعد أن طرح مشروع ميثاق العمل الوطني، وانتخب أميناً عاماً لجمعية الوفاق الإسلامية، ومن المتوقع أن ينزل الانتخابات النيابية مترشحاً عن الدائرة الأولى من المحافظة الشمالية، ومن المتوقع أن يواجه النائب الحالي القريب من جمعية الرابطة الإسلامية (تيار المرحوم الشيخ سليمان المدني) محمد حسين الخياط.
- الشيخ حسن سلطان: من مواليد دار كليب (المنطقة الغربية)، وكان من قادة مبادرة التسعينات، وهو الآن رئيس الملف النيابي في الأمانة العامة بجمعية الوفاق، ومن المتوقع أن ينزل الانتخابات في الدائرة السابعة من المحافظة الشمالية في مواجهة النائب الحالي يوسف زين العابدين زينل.
- الشيخ حمزة الديري: من مواليد الدير في العام ، واصل دراسته حتى الصف الثاني إعدادي، وبدأ في دراسة العلوم الدينية في البحرين، وبعدها قرر السفر إلى قم، ومكث فيها في الفترة ما بين العام و، والديري ليس عضواً في جمعية الوفاق لكنه كان أحد علماء الدين الثلاثة الذين تم نفيهم في يناير/ كانون الثاني من البحرين واتجهوا إلى لندن وشاركوا في إصدار البيانات التوجيهية والسياسية مع حركة أحرار البحرين طوال انتفاضة التسعينات. وسيواجه الديري في الدائرة السادسة رئيس الكتلة الإسلامية في مجلس النواب النائب علي السماهيجي وعضو شورى الوفاق عباس بوصفوان.
- الشيخ عبدالله جعفر العالي: من مواليد المنامة في العام ، حاصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن في العام ، ممثل الدائرة الثامنة من محافظة العاصمة (البلاد القديم) في مجلس النواب، وسيعيد ترشيح نفسه في مواجهة عضو وفاقي بارز.
- الشيخ حمزة الحواج: من مواليد البلاد القديم، اعتقل في التسعينات، رشح نفسه للانتخابات البلدية في العام ، وخسر أمام مرشح الوفاق سيدجميل سيدكاظم، ورشح نفسه أيضاً في انتخابات شورى الوفاق تحت قائمة «الصقور» مع الشيخ محمد الماضي، ولكنه لم يفز أيضاً، ويتردد على نطاق واسع أنه سيترشح في الانتخابات النيابية المقبلة في مواجهة النائب الحالي الشيخ عبدالله العالي.
- الشيخ جاسم الخياط: من مواليد البلاد القديم، بدأ دراسة العلوم الدينية في البحرين ودرس في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة ووصل لمرحلة البحث الخارج، واعتقل في عقد التسعينات، ويشغل حالياً منصب رئيس هيئة التحكيم في جمعية الوفاق الإسلامية، ويتوقع أن ينزل الانتخابات النيابية المقبلة ممثلاً الوفاق في الدائرة الثامنة من محافظة العاصمة (البلاد القديم) ليواجه النائب الحالي الشيخ عبدالله العالي.
- الشيخ محمد علي المحفوظ: من مواليد بني جمرة، هاجر إلى سورية في الثمانينات، وقاد (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين)، عاد إلى البحرين بعد الانفتاح، وأسس مع نشطاء في تيار السيد محمد الشيرازي جمعية العمل الاسلامي، وانتخب رئيساً لها، ويتوقع على نطاق واسع أن يدخل الانتخابات النيابية المقبلة ضمن مرشحي التحالف الرباعي في الدائرة الثالثة من المحافظة الشمالية التي يمثلها النائب سمير الشويخ، التي يتردد أيضاً ان نائب رئيس شورى الوفاق محمد جميل الجمري سيرشح نفسه فيها.
- الشيخ ماجد الماجد: عاد إلى البحرين بعد الميثاق، رئيس سابق لجمعية الرسالة الإسلامية، مؤسس وعضو جمعية العمل الاسلامي، ومن المتوقع أن ينزل الانتخابات النيابية في مواجهة النائب جاسم عبدالعال.
- الشيخ عبدالمجيد العصفور: عاد من الدنمارك بعد ميثاق العمل الوطني، قريب من التيار الشيرازي، باحث شرعي في وزارة الشئون الإسلامية وخطيب حسيني، ومن المتوقع أن يدخل الانتخابات النيابية المقبلة في الدائرة الخامسة من المحافظة الوسطى التي يمثلها النائب أحمد حسين ومن المتوقع أن يواجه رئيس مجلس شورى الوفاق عبدعلي محمد حسن.
- الشيخ عبدالهادي خمدن: من مواليد المنامة، اعتقل في الثمانينات إبان امن الدولة، رشح نفسه للانتخابات النيابية في العام ولكنه لم يفز، وسيعيد الكرة مرة أخرى في مواجهة عضو مجلس النواب أحمد حاجي وعضو الأمانة العامة في الوفاق جواد فيروز.
- الشيخ محمد التوبلاني: من مواليد توبلي في العام ، ودرس في النجف الاشرف في نهاية الثمانينات، ومن ثم عاد إلى بلده ومازال يواصل دراسته الحوزوية في مدرسة العلمين، ورشح نفسه للانتخابات النيابية في العام ولم يفز، ويواجه حالياً النائب فريد غازي وعضو شورى الوفاق جلال فيروز أيضاً.
- السيدحيدر الستري: من مواليد سترة، وسفرته السلطات إلى الخارج بعد اعتقال الشيخ علي سلمان، لينتقل إلى لندن، عاد بعد ميثاق العمل الوطني، ويشغل الآن منصب عضو الهيئة المركزية في المجلس العلمائي وعضو شورى الوفاق ويحمل أفكارا تقدمية، وسيرشح نفسه في الدائرة من المحافظة الوسطى(سترة) في مواجهة النائب الحالي محمد آل الشيخ.
- الملا محمد الماضي: من مواليد النعيم، خطيب حسيني، درس العلوم الدينية، ورشح نفسه في انتخابات شورى الوفاق تحت قائمة «الصقور» مع الشيخ حمزة الحواج ولكنه لم يفز، ومن المتوقع أن ينزل الانتخابات النيابية في الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة (النعيم) التي يمثلها النائب إبراهيم العبدالله.
- الشيخ أحمد الماحوزي: عاد إلى أرض الوطن بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها بالمهجر، وأعلن عزمه دخول المعترك السياسي عن طريق الترشح
العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ