قتل عراقياً وأصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة أمام مدخل مسجد هبهب الكبير شمال بعقوبة أثناء خروج المصلين. وفي البصرة، أعلن مصدر أمني أن عراقيين قتلوا وأصيب آخرون عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة وسط المدنيين في سوق شعبية.
وللمرة الأولى منذ شهور وقعت «حرب شوارع» في بغداد بين عناصر من «جيش المهدي» وعناصر مسلحة أخرى وتدخلت الشرطة والجيش العراقيان بمساندة المروحيات الأميركية لإيقاف هذه الحرب وفرض حظر تجوال مؤقت استمر ثلاث ساعات.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده في عمليات عسكرية ووفاة خامس ليرتفع بذلك عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق إلى .
وأطلقت السلطات العراقية والقوات المتعددة الجنسية سراح دفعة جديدة ضمت معتقل عراقي من سجن أبوغريب في إطار المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد.
بغداد، واشنطن - وكالات
يعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طرح مسودة برنامج المصالحة الوطنية على مجلس النواب غدا (الأحد) لمناقشة بنوده وإقراره، فيما قتل عراقيا و جرح آخرون في تفجيرين انتحاريين في هبهب والبصرة، وشهدت بغداد «اشتباكات شوارع» للمرة الأولى منذ شهور قتل فيها ستة أشخاص، ما دفع حكومة المالكي إلى فرض حظر تجوال مفاجئ في العاصمة استمر ثلاث ساعات.
ويأتي برنامج المصالحة في إطار الخطوات التي شرع المالكي في اتخاذها لإنهاء أعمال العنف وتجاوز الخلافات وفتح الأبواب أمام الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد إلى جانب استبعاد من حمل السلاح ضد الحكومة والعراقيين من الحوار وإحالتهم إلى القضاء. ورأى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني أن المصالحة «ينبغي أن تكون شاملة وإن بقيت ثمة نتوءات هنا وهناك لا تستجيب للمصالحة فينبغي التعامل معها بحذر».
من ناحية أخرى، اتهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي إيران بتقديم دعم سري للميليشيات الشيعية في العراق. وقال إن إيران تقوم من خلال قواتها الخاصة بتدريب هذه الميليشيات وتزويدها بالأسلحة ومعدات صنع القنابل، مضيفا أنه لا توجد أدلة على عمليات إيرانية مباشرة، لكنه قال إنه يعتقد أن التوجيهات العامة تأتي من طهران.
وردا على ذلك، أعرب وزير النقل العراقي السابق ورئيس لجنة الطوارئ في محافظة البصرة والقيادي في التيار الصدري سلام المالكي عن اعتقاده بخطأ هذه الاتهامات. وقال - في تصريحات لقناة العربية - «اعتدنا سماع هذه التصريحات، والكل يعرف أن هناك خلافا بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي، لكنني لا اعتقد أن هناك تدخلا إيرانيا في البصرة أو باقي المحافظات».
ميدانيا، قتل عراقيا وأصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة أمام مسجد هبهب الكبير في بعقوبة أثناء خروج المصلين. كما أصيب ستة مدنيين بينهم طفلتان بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة على دورية للجيش العراقي بالقرب من سوق المدينة.
وفي البصرة، أعلن مصدر أمني أن عراقيين قتلوا وأصيب آخرون عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة في سوق المدينة بالقرب من محطة للوقود. كما ذكر شهود عيان أن مسلحين اغتالوا مسئولا بارزا في شركة الموانئ العراقية قرب منزله في المدينة. وأعلنت الناطقة الإعلامية باسم القوات البريطانية في البصرة كلي جور دال أن تسعة عراقيين أصيبوا اثر سقوط قذائف هاون على القاعدة البريطانية جنوب المدينة.
وفي بغداد، وقعت للمرة الأولى منذ شهور«اشتباكات شوارع» بدأت قبيل الظهر واستمرت بشكل متقطع لمدة ساعتين. وقال مصدر أمني إن الاشتباكات بدأت عندما كان موكب سيارات تابع لـ «جيش المهدي» متجها إلى مسجد براثا لتأمين الحماية للمصلين بعد التفجير الانتحاري الذي وقع الجمعة الماضي. وأوضح المصدر أن الموكب تعرض لقصف بقذائف «آر. بي. جي» من مسلحين لدى وصوله شارع حيفا القريب من المسجد. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة من أعضاء «جيش المهدي» واحتراق ثمانية من سياراتهم. كما قتل مدني عراقي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح عندما كانوا يتجهون كذلك إلى المسجد. وأضاف المصدر أن الشرطة التي جاءت إلى المنطقة تعرضت أيضا لإطلاق النار وأصيب أحد أفرادها بجروح قبل أن يطوق الجيش العراقي المنطقة بمساندة المروحيات الأميركية.
وعلى إثر ذلك، أعلنت الحكومة حظر التجوال في بغداد، وقال أحد مساعدي وزير الدولة للأمن الوطني شيروان الوائلي إن رئيس الوزراء عقد اجتماعا وزاريا طارئا مع مسئولي الملف الأمني في حكومته.
من جانب آخر، أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده في عملية عسكرية في محافظة الأنبار ووفاة آخر في ظروف لم يحددها ليصل بذلك عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق إلى . كما أعلن الجيش الأميركي في بيان له أنه قتل أربعة مسلحين أجانب في عمليات دهم لمبنى كان يشتبه باستخدامه من قبل المتمردين شمال الفلوجة. وأكد البيان «العثور على كميات من الأسلحة والمتفجرات»، مضيفا أن «طائرات قوات التحالف قامت بتدمير المبنى لدى مغادرتها المكان».
من جانب آخر، أفرجت السلطات العراقية والقوات المتعددة الجنسيات عن دفعة خامسة من المعتقلين ضمت معتقل في إطار المبادرة التي أطلقها المالكي لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد. لكن الشيخ صدرالدين القبانجي المقرب من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق انتقد عمليات الإطلاق وقال في خطبة الجمعة «نحن غير راضين عن إطلاق سراح الإرهابيين بالجملة ومن دون موازين قانونية».
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية العثور على جثث خمسة من موظفي وزارة الصناعة الذين اختطفوا الأربعاء الماضي لدى خروجهم من عملهم في منطقة التاجي شمال بغداد، وبذلك يرتفع عدد القتلى من المخطوفين إلى سبعة أشخاص.
بغداد، عمّان - وكالات
قال متحدث باسم الجيش الأميركي في العراق إن الرئيس المخلوع صدام حسين وعددا من معاونيه انهوا إضرابهم عن الطعام الذي باشروه احتجاجاً على مقتل نائب رئيس هيئة الدفاع خميس العبيدي. وصرح المتحدث بأن صدام أنهى إضراباً قصيراً عن الطعام بعد رفضه وجبة العشاء فقط، بينما رفض معاونوه تناول ثلاث وجبات منذ مساء الأربعاء، لكنهم أنهوا إضرابهم عن الطعام مع رئيسهم. وأضاف المتحدث «كلهم أخذوا وجبة العشاء». ونفى رئيس هيئة الدفاع خليل الدليمي هذا الخبر. وقال إنه «عار عن الصحة... لأن الرئيس أبلغني الليلة (قبل) الماضية أنه لن يتوقف عن الإضراب قبل اعتقال الجناة وتوفير حماية أميركية أو دولية لأعضاء هيئة الدفاع». وكان نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي أعلن أن هيئة الدفاع ستلتئم بكامل أعضائها في عمان في بداية شهر يوليو/ تموز المقبل لتدارس الموقف
العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ