قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في رد على سؤال بشأن عدم مطالبة الولايات المتحدة حتى الآن بتنحي الرئيس السوري، إن واشنطن تريد من دول أخرى أن تعبر عن دعمها لهذا المطلب. وأوضحت كلينتون أن الولايات المتحدة كانت واضحة تماماً في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للشرعية. وأضافت أن «من الضروري ألا يكون هو الصوت الأميركي فقط. ونريد أن نتأكد أن تلك الأصوات تأتي من أنحاء العالم».
وحثت كلينتون كلاً من الصين وروسيا على زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لوقف حملة القمع التي تشنها حكومته ضد المتظاهرين.
من جانب آخر، قتل 14 مدنياً أمس الخميس (11 أغسطس/ آب 2011) في عمليات جديدة للقوات السورية على الرغم من الاحتجاجات الدولية، وغداة تقرير في الأمم المتحدة تحدث عن انتهاكات «جسيمة» لحقوق الإنسان.
دمشق - أ ف ب
قتل 14 مدنياً أمس الخميس (11 أغسطس/ آب 2011) في عمليات جديدة للقوات السورية على الرغم من الاحتجاجات الدولية وغداة تقرير في الأمم المتحدة تحدث عن انتهاكات «جسيمة» لحقوق الإنسان.
ويبدو أن العقوبات الأميركية الجديدة وزيارتي مبعوث تركي ووفد يضم ثلاث دول تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن الدولي لم تقنع نظام بشار الأسد في التراجع عن تصميمه على قمع الحركة الاحتجاجية وإن كان أقر بوقوع «أخطاء» منذ اندلاع حركة الاحتجاج منتصف مارس/ آذار الماضي.
وغداة خروج الجيش من حماة، أفاد ناشطون حقوقيون أن القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح الخميس مدينتي سراقب بمحافظة إدلب (شمال غرب) والقصير بمنطقة حمص (وسط).
وقتل 11 مدنياً على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح الخميس برصاص قوات الأمن السورية في مدينة القصير حيث اعتقل حوالى مئة شخص بحسب ناشط في حمص.
وقال الناشط لـ «فرانس برس» من مدينة حمص إن القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير صباح الخميس «قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب إلى منطقة البساتين»وأفاد أن عدد القتلى ارتفع إلى 11 قتيلاً.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور وأحرقت منازل».
وفي حمص أيضاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «اطلاق رصاص كثيف سمع حتى الساعة التاسعة (7,00 تغ) من الخميس في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة». وتحدث عن «حملة اعتقالات أمنية كبيرة ما زالت مستمرة»، موضحاً أن «تعزيزات أمنية شوهدت تتوجه إلى الحي».
من جهة أخرى، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن «دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح الخميس».
وأضاف أنه سمع أصوات إطلاق الرصاص «بشكل كثيف» في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام.
وأكد عبد الرحمن أن «الدبابات انتشرت في وسط المدينة» حيث بدأت «الأجهزة الأمنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من مئة شخص حتى الآن بينهم 35 طفلاً».
وتابع أن «قوات الجيش تقوم بتحطيم أبواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثاً عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة» التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسبما ذكر الناشط نفسه.
وكان الجيش السوري أعلن انسحابه من منطقة إدلب أمس الأول. وشاهدت مراسلة «فرانس برس» التي كانت في أريحا في إطار زيارة منظمة من قبل السلطات انسحاب القوات من هذه المدينة.
وكثفت الدول الغربية ضغوطها الأربعاء لمطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ «إجراءات إضافية» ضد نظام الأسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله.
وفي مسعى منها لإبقاء الملف السوري في مقدم أولويات مجلس الأمن، طالبت الدول الغربية بتقرير ثان يقدم إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل ويتم خلاله الاستماع إلى كبار مسئولي الأمم المتحدة في مجالي حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية.
وبعد الاجتماع قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال إنه إذا لم تتحسن الأحوال في سورية بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ «إجراءات إضافية». وقال مساعد السفير البريطاني في الأمم المتحدة، فيليب بارهام للصحافيين إن التقرير الذي قدمه تارانكو رسم صورة للوضع في سورية «محبطة».
وأضاف أن تارانكو قال إن «الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان» أضحت سمة أساسية لحملة القمع، في حين ليست هناك أي مؤشرات على أن النظام السوري مستعد للانصات إلى نداءات الأسرة الدولية مع استمرار العمليات العسكرية وتواصل حملات الاعتقال.
وقال مسئولون أميركيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما قد تطالب الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة مع تصعيدها الضغوط على النظام لإنهاء حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين.
وصرح مسئول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته بأن «الولايات المتحدة تدرس دعوة الأسد صراحة إلى التنحي لكن توقيت هذه الدعوة لا يزال غير معروف». واضاف ان تلك الدعوة هي «جزء من خطوات لزيادة الضغوط (على سورية) نظراً للحملة الوحشية المستمرة التي يشنها الأسد» ضد المحتجين.
وذكر مسئول أميركي آخر أن الدعوة إلى تنحي الأسد قد تصدر قريباً
العدد 3261 - الخميس 11 أغسطس 2011م الموافق 11 رمضان 1432هـ