من أجلك يا وطن...
إذا كان حب الملك والوطن جريمة فليشهد الثقلان بأني أكبر مجرم وأستحق الإعدام ذلك أنه ليس لي في حب الملك والوطن توبة. فالملك هو الوطن والوطن هو ذلك الحب المقدس الذي لا تقبل فيه المزايدات أو المساومة عليه. ولا يقاس بالذهب والفضة ويفتدى بكل ما هو غال ونفيس. فمن أجل الوطن بدأت الكتابة ورصد بؤر الضعف في أجهزة المملكة، ومن أجل الوطن شكرت مواقع الخير والإحسان حتى تكون المكاشفة بعينين، الميزان فيها النقد والشكر بالإنصاف. ومن أجلك يا وطن تحملت الذل والهوان من قبل وزارة شئون البلديات وتحديداً بلدية الوسطى التي يحارب فيها أحد الإداريين عهد أمان جلالة الملك الذي كفل حرية التعبير عبر وسائل «التهميش والتطفيش» حتى لا يترك لي خيارا إما الانصياع أو «التفنيش» وتضييق الخناق والحرمان من الدرجات... الخ حتى أصبحت القضية بالنسبة إلي مسألة مبدأ أو مبلغ يتم بها رهن الكلمة وساعتها يتحدد المصير وعلى صاحب الكلمة أن يختار، السكوت المطبق والخوف على الأرزاق، أو الكفاح المطلق من أجلك يا وطن. إذ بدأ ذلك المسلسل مباشرة بعد مقال التغيير الحقيقي الذي لفت فيه الأنظار عبر التلميح لقضايا الحدائق في الوسطى وما كان بها من تعد على الأملاك العامة كحديقة محمد فارس والتلميح إلى المشروعات والتخطيط في وزارة شئون البلديات بالمناصحة والتلميح للفت الأعيان إلى ترشيد الاستهلاك وتقنين صرف الموازنات والمال العام وذلك كوني مواطنا غيورا على وطنه وحرمة أمواله... ولم أكتف بذلك يا وطن فتقدمت باعتباري موظفا بالمجاهرة والإسرار لكل مسئول عن سلبيات نظام العمل البلدي في صرف السجلات ومقترحات التطوير الإدارية والدراسات وكل ذلك من أجلك يا وطن، فقوبلت بالتجاهل، حتى ظهر المركز البلدي الشامل فعاودت الكتابة في الصحافة للوقوف على شرعيته. فما كان منهم الا أن جرموني حتى غدت الأيام سريعاً في محاولة النيل مني وكل ذلك من أجلك يا وطن. وثقت بعهدك وميثاقك، فتجرأت بكفالتك لي فبدأت أكتب، لأني أعلم أن سلطانك أقوى من نفوذهم، فما تقوله أنت يا وطن في وضح النهار يحاك ضده في الليل! فهل أصمت وأنصاع إلى خيارهم وأنت أغلى ما أملك؟! فأخبروني بأن لي الحق في الكتابة عن كل شيء إلا وزارة شئون البلديات! فهل يعني أن حقوق المواطنين تسقط في وزارتهم!؟ ويجب أن يتقيدوا بنظام (صم بكم عمي) وأنت يا وطن من علمني أن الحياة يعيش فيها ثلاثة أنواع من أمثال البهائم (الأسود والثعالب والكلاب) وقلت لي إن «الكلاب» ترضى بالدنية وما يقذف لها، فتسكت وتلهو عن النباح لدنو همتها، وأما «الأسود» فهي الحرة الأبية التي لا ترضى إلا بالحق من دون منة أو فضل لأحد عليها، وأما «الثعالب» فهم أهل المكر والخديعة والرذائل يحاولون مجارات الأسود وليس لهم مبدأ للثبات فلا يترددون في التدني إلى الكلاب.
وأنت يا وطن... ما الحياة التي ترتضي لي أن أعيشها؟! وهل علي أن أكف عن حبك والتنازل عن التمسك بعهد أمانك أو أمضي في محاربة الاستبداد الإداري ومقارعة من ينقض أمانك ولا يرضى بالنزول عند عهدك وسلطانك؟ مع العلم بأني موظف حاصل على الدرجة النهائية لمدة سنتين على التوالي وتم ترشيحي من قبل اللجنة التي تم اعتمادها من هذه الإدارة باعتباري موظف الشهر المثالي إلا أنه تم استثنائي من دون توضيح الأسباب، فما كان جزائي الا الحرمان من كل شيء حتى الدراسة التي كانت مرصودة لي من قبل المدير العام السابق تجاهلوها وتجاهلوا معها كل المراسلات والمطالبات المهنية! فهل هذا جزائي منك يا وطن في أن تتخلى عني؟!
وبعد كل ما كتبت في هذا المقال، لعله يصل إليك وتقرأه يا وطن... هل ستقف معي وتنصفني من العدوان؟ أم ستسلمني إليهم طواعية، وعند ذلك تفقد الكلمة عذريتها وأسقط في شراك الطغيان! وآه يا وطن.
عارف الجسمي
ربما أصبحت كلمة جامعة النيلين، كلمة غير مستغربة على القارئ، لما تدور حولها من لقاءات وتحقيقات بشأن مصير شهادة الدارسين فيها... ومازلنا، نحن طلبة، الجامعة نشعر بحيرة من أمرنا... فهل سترى شهادتنا النور؟ وهل سنخرج ما درسناه إلى حيز الوجود؟ والكثير من الأسئلة التي تدمي فؤادنا كلما طرحناها... فكما نعرف ويعرفون وكما قيل سابقاً ومازال يقال «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد». فهل لهذا العلم الذي نصحنا بالاستزادة منه معايير وقوانين لابد أن يخضع لها؟ فالعلم نور يبث في النفوس ليجعلها تسمو وترتقي إن تم تحصيله بالطرق السليمة المفيدة... فكيف تحكم وزارة التربية على شهادتنا بعدم الاعتراف بها لأنها غير مستوفاة الشروط والقوانين؟ وهل قوانين العلم في وزارتنا العريقة تختلف عن القوانين في وزارات الدول المجاورة؟ فعلى حد علمي أن كل الدول العربية معترفة بشهادة جامعة النيلين وتحترم هذه الشهادة كباقي الشهادات الصادرة من الجامعات الآخرى... فلماذا تصر وزارة التربية على تجاهل طموحاتنا وكسر الأمل في نفوسنا؟ نحن نجد ونتعب ونتحمل المشاق بين عمل ودراسة وضغوط مالية! فهل يكون هذا جزاءنا؟ ألسنا من الوطن؟ أم أن هناك مقصداً آخر لعدم إعطاء شهاداتنا حقها؟... فنحن كل يوم نتصفح الصحف المحلية وهي تطرح هذا الموضوع... وما إن ننتهي من آخر حرف في المقال حتى نصاب بخيبة أمل وحسرة على سلبية وزارة التربية معنا، وتجاهلها لكل المحاورات وسد الأبواب من دون إعطائنا أسباباً مقنعة لما يفترضونه من إدعاءات بحسب وجهة نظرهم.
وفي نهاية مقالي أوجه نداءً خاصاً وعاجلاً إلى المعنيين لأن يبحثوا في موضوعنا... فإن كانت وزارة التربية تتجاهلنا فلابد أن هناك من يقدم الدعم إلينا... ونحن طلبة الجامعة سنظل نناشد وزارة التربية الأ تهضمنا حقنا. فجامعة النيلين جامعة عريقة ولنا الشرف بالانضمام إليها.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
«الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» (آل عمران: 134). أولئك الثلة من الرجال الأقوياء بإيمانهم الراسخ والذين اعتادوا الإنفاق في اليسر والرخاء والعسر والبأساء، هؤلاء الذين يتصفون بالتقوى والإنفاق وكظم الغيظ والعفو عند المقدرة. أولئك سفراء الله وأولياؤه على أرضه ما كان أن ينالوا شرف التسمية والمدح الإلهي التي أودعها الباري جل اسمه في ذاتهم وزينهم بها في كتابه المجيد إلا بعد أن رأى فيهم صمود الإيمان والتقوى وفخر الحلم والحكمة الإلهية.
وإذا ما مررنا على معلم من معالم قريتنا الحبيبة... الدير... ألا وهو المرحوم الوجيه ورجل الدير الأول الحاج أحمد عباس - طيب الله ثراه- لرأينا سجله الطاهر يزخر بمواقفه المشرفة، إذ إن هذا الرجل غني عن التعريف وكان مقصداً للقاصي والداني، حياته الزهد ونبذ الطمع والجشع وفض كل ما كان يدعو إلى حب الدنيا والتقرب إليها، التصق بالله وذاب في حبه والبكاء من خشيته. وكان خيره للبعيد قبل القريب حتى أخذه الفقراء والمحتاجون وذوو العوز شعاراً لهم ومثلاً يحتذى به في أوساط مجتمعنا.
كانت سيرته الكريمة امتداداً لسير ومنهاج أسلافه الطاهرين وهم أئمة أهل البيت (ع) إذ يقوم هذا الرجل العظيم بوضع ولبس الشماغ على هيئة لثام لكي يتفادى معرفة الناس إليه ثم يقوم بتوزيع مئونة الفقراء والمحتاجين من مواد غذائية ومدرسية وأموال في أوقات السحر... ناهيك عما كان يدور في مجلسه العامر، إذ إن مجلسه المبارك كان مفتوحا كل ليلة لاستقبال السائلين والمحتاجين... وأتذكر في ليلة من الليالي جاء شخص من أبناء القرية كان يعاني من شح مالي وقال له إن العيد قريب ولا أملك المبلغ لشراء ثياب العيد لأولادي ولسد حوائج البيت... وقبل أن يكمل السائل كلامه أخذ الحاج أحمد عباس يجهش بالبكاء وما هدأ حتى أعطاه ثلاثمئة دينار وقال له إذا لم تف لسد حاجتك أرجوك معاودتي مرة أخرى وبأسرع وقت.
من ناحية أخرى، قام الحاج احمد عباس رحمة الله عليه ببناء بعض الشقق وجعل ريع تلك الشقق وقفا خاصا يوزع ويستفيد منه الفقراء والمعوزون من أبناء القرية وخارجها وحتى السادة القرشيين مازالوا ينتفعون من رحيق (بركاته) الذي يقوم بتوزيعه الآن ابناه الباران عباس وعبدالله أبقاهما الله.
إني والله لا أستطيع سرد وذكر كل الأعمال الخيرة التي قام بها رحمه الله، وهذا الذي ذكرت غيض من فيض... قال الإمام علي (ع):
أخ طاهر الأخلاق عذب كأنه
جنى النحل ممزوجاً بماء غمام
كان راعي الفقراء وأباهم ومرضي الأيتام وله خصلة لا يتحلى بها غير الأولياء والصالحين ألا وهي سؤاله عن الأيتام والبحث عنهم بصورة دائمة، إذ كان يضع نفسه الشريفة معهم ويحسسهم بعطف وحنان الأبوة، وعندما علمت جموع الناس من المحتاجين بفقده أخذوا يتهافتون على بيته بالبكاء والنحيب تأسيا وندما وحسرة على فقيدهم وساد حوائجهم. رحمك الله يا حاج أحمد عباس رحمة الأبرار، وأسكنك الله فسيح جناته وحشرك مع كل من تتولاه من الأئمة الطاهرين في جنات النعيم الخالدة.
مصطفى الخوخي
يعرف قلق الامتحان بأنه حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزان الطالب النفسي وقدرته على استدعاء المادة الدراسية أثناء الامتحان تصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والانفعال والتحفز، وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل، والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الطالب لنفسه أو يضعها الوالدان له، أو ضعف الثقة بالنفس. ويعتبر هذا القلق الذي يعتري الطالب أثناء وقبل الامتحان أمراً مألوفاً بل ضرورياً لحفزه على الدراسة ما دام يتراوح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولا يؤثر بشكل سلبي على أدائه المهمات العقلية المطلوبة.
دور الأسرة في قلق الامتحان
تتأهب بعض الأسر عند اقتراب موعد الامتحانات ويتحول البيت إلى حال طوارئ، إذ يغلق جهاز التلفاز وتمنع الزيارات وتنخفض الأصوات، ويمنع الأطفال الصغار من الاقتراب من أخيهم الذي يدرس... وما إلى هنالك من سلوكات تشيع الرهبة في نفس الطالب، كأن تتبدى علامات القلق على وجه الأم في انتظار النتائج النهائية للامتحانات، والحث المستمر على الدراسة لإحضار علامات مرتفعة، لذلك كانت أهمية خفض مستوى القلق والتوتر عند الوالدين لأنها تنعكس على راحة الطالب النفسية والانفعالية قبل وأثناء تأدية الامتحان، ويمكن أن يساهم الوالدان في ذلك من خلال مجموعة من التوجيهات أهمها:
عدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الطالب، واحترام قدراته، توفير جو عائلي يسوده الحنان والمودة والاستقرار، والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة وعدم القسوة أو الحماية الزائدة، إرشاد الطالب نحو الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والبعيد عن المنبهات، الاستذكار والدراسة في مكان هادئ ومناسب ومريح للبصر وبعيداً عن أماكن النوم، وإرشاده إلى عدم السهر الطويل والحصول على ساعات نوم كافية، تفريغ الطالب للدراسة وعدم انشغاله بواجبات بيتيه وعائلية، متابعة الامتحانات التي يؤديها الطالب عن طريق الأسرة أولاً بأول ومناقشتها معه لتحقيق رضاه عن النتيجة، تقوية عزيمة الطالب وثقته بنفسه، وتعزيزه عند الحصول على نتائج طيبة، ورفع معنوياته عند الحصول على نتائج متدنية، عدم حرمان الطالب نهائياً من الترفيه أوقات الامتحانات، بل يجب تخصيص وقت لذلك بين حين وآخر على أن يرتبط الترفيه بالفترات الزمنية التي يمضيها في الدراسة، عدم مقارنة الطالب بزميل أو أخ له متفوق، لكي لا يحبطه ذلك أو يعوق تقدمه، تعويده على مكافأة نفسه عندما ينجز بعض الأعمال الدراسية.
دور المدرسة
يمثل المعلمون أحياناً مصدراً لإثارة قلق الامتحانات وذلك عند تهويل قيمة الامتحان واعتباره مرحلة مصيرية في حياة الطالب، وتحدي الطلاب عن طريق وضع أسئلة صعبة ومعقدة والتهديد بترسيب البعض... ولكي تلعب المدرسة دوراً إيجابياً في التخفيف من قلق الامتحان لا بد أن يتبع المعلمون مجموعة من السلوكات أهمها: توجيه الطلاب نحو العادات الدراسية السليمة، ومساعدتهم على تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة المطلوبة على الطالب، رفع ثقة الطالب بذاته وبقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتوجيهه نحو التخصصات العلمية التي يرغب فيها والتي تتناسب مع ميوله وقدراته، تدريب الطلاب على تمارين التنفس والتحكم بالذات والاسترخاء البدني قبل وأثناء الدخول في الامتحان، وشرب الماء مثلاً أو الذهاب إلى الحمام، تدريب الطالب على أداء بعض الامتحانات التجريبية لكسر الحاجز النفسي بينهم وبينها، وخلق بيئة آمنة غير مهددة من قبل المعلمين أثناء تأدية الامتحان، زرع التفكير الإيجابي عن الامتحان في نفس الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار السلبية عن الامتحانات، وضرب قصص وأمثلة إيجابية عمن تخطوا هذه الامتحانات بجدارة واعتبارهم نموذجاً له، وأن الامتحان هو مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس هو الغاية في حد ذاتها.
وبقي أن نقول إن قدراً قليلاً من القلق هو مفيد للطالب ويشكل مصدرا يدفعه للدراسة وتحقيق نتائج مرضية، إلا أن المستوى المرتفع من القلق سيؤثر على طريقة الاستذكار السليم للمادة الدراسية حتى لو أمضى الطالب ساعات طويلة في الدراسة.
إدارة حماية المستهلك بوزارة التجارة
العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ