أغلقت هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أمس أبواب المسجد الأقصى ولم تسمح إلا للمسلمين بالدخول، ووضع حراس المسجد في حال طوارئ قصوى لإحباط تهديدات مجموعات يهودية متطرفة باقتحامه. جاء ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني أمس أنه سيعرض وثيقة «الوفاق الوطني» التي توصل إليها الأسرى، على استفتاء شعبي خلال 40 يوماً في حال لم يتم الاتفاق عليها وإقرارها خلال 10 أيام في الحوار الوطني.
غزة، رام الله، القدس المحتلة - وكالات
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني الذي انطلق أمس في رام الله وغزة، أنه سيعرض وثيقة «الوفاق الوطني» التي توصل إليها الأسرى، على استفتاء شعبي خلال 40 يوماً في حال لم يتم الاتفاق بشأنها وإقرارها في الحوار الوطني خلال 10 أيام.
وقال عباس في خطابه: «إن الوطن في خطر ولا يمكن الانتظار، ومستقبل قضيتنا كله على كف عفريت، وفي حال لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق فيجب عرض الوثيقة على استفتاء شعبي». وقال في تصريح عقب انتهاء الجلسة «أنا لا أتحدى أحدا ولكن لا أريد حواراً أبدياً»، محذراً من مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق.
وتدعو الوثيقة التي صاغها سجناء من «فتح» و«حماس» إلى المقاومة لكن في الوقت نفسه للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض مع «إسرائيل» في حال انسحابها بشكل كامل من أراضي الضفة الغربية التي احتلتها في حرب العام 1967.
وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وان تكون القدس العاصمة.
وفي كلمته، أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية في جلسة الحوار في غزة أن «الحكومة الفلسطينية عازمة على وضع حد للفلتان الأمني»، مؤكداً «ضرورة إعادة تشكيل وتفعيل المجلس الأعلى للأمن القومي الفلسطيني وبان يتمتع وزير الداخلية بجميع الصلاحيات الممنوحة إليه وفقاً للقانون وضرورة الاستمرار في الإجراءات الإدارية لتنسيب أفراد القوة الخاصة في أجهزة الأمن الفلسطينية».
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن الحكومة ليست ضد الاستفتاء حول وثيقة الأسرى التي دعا عباس الحوار الوطني المنعقد إلى تبنيها. وقال: إن الحكومة ستحترم خيار الشعب الفلسطيني والنتيجة التي سيسفر عنها الاستفتاء مهما كانت.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت أن «وثيقة الأسرى في سجون الاحتلال تضمنت التمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية والدعوة لمؤتمر دولي، وهذه المبادئ تتلاءم مع ما تتمسك به اللجنة التنفيذية». واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ما أعلنه عباس بمثابة «قرار تاريخي تمثل في العودة إلى الشعب إن لم تتوصل الفصائل لاتفاق».
وأعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك ترحيبه بالمبادرة وقال: «نرحب بمبادرة الأسرى وفى حال اتفاق المتحاورين عليها لابد من تشكيل لجنة لبحث بعض القضايا وتوضيحها كموضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية». ومن جانب آخر، استهجن الناطق الرسمي باسم «حماس« سامي أبوزهري دعوة عباس وقال: «إن كلام الرئيس فاجأنا واستهجناه واستغربناه أن يصدر في جلسة الحوار الافتتاحية وبدا كشرط مسبق للحوار». وأضاف أبوزهري «إن وثيقة الأسرى من الوثائق والمبادرات المطروحة على جدول الأعمال للاسترشاد والاستئناس بها كإحدى المبادرات شأنها شأن مبادرة القطاع الخاص والقوى لكنها في الوقت ذاته تحمل قيمة وخرجت من أبطال الشعب في السجون».
ومن جهتها، عبرت حركة «الجهاد» عن رفضها القاطع لطرح وثيقة الأسرى للاستفتاء الشعبي مؤكدة تحفظها على عدد من بنود الوثيقة. وقال القيادي باسم حركة «الجهاد» خالد البطش إن «قضية (إما أن نتفق وإما أن نذهب في استفتاء) هذا كلام غير مقبول ولا يمكن أن نختصر القضية الفلسطينية في عشرة أيام ثم نقدم مبادرة مجانية للعدو». وأكد البطش «لا يمكن أن نقبل باستفتاء يمكن أن يؤثر على حق العودة واللاجئين فحق العودة لا نقبل أية مساومة إليه ولا استفتاء عليه».
ميدانياً، أفادت مصادر أن 15 فلسطينياً أصيبوا بجروح وصفت حال أحدهم بالخطرة في اشتباكات تجددت عصر أمس بين مسلحين من أفراد الأمن الوقائي والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في شارع الثلاثيني وسط غزة. وأوضحت المصادر أن معظم الإصابات في صفوف عناصر الأمن الوقائي. ومن جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرئيلي في الضفة الغربية الليلة قبل الماضية أحد عشر فلسطينياً ينتمون إلى «الجهاد» و«حماس» و«فتح».
ومن جانب آخر، أغلقت هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس أمس، أبواب المسجد الأقصى ولم تسمح إلا للمسلمين بالدخول ووضع الحراس في حال طوارئ قصوى. أثر تهديدات من مجموعات يهودية متطرفة باقتحام المسجد، وبالذات من قبل منظمة « أمناء جبل الهيكل». وكان قد أعلن عن تسيير مسيرات للمتطرفين داخل البلدة القديمة بالقدس في ساعات ما بعد عصر أمس، احتفالاً من قبل الإسرائيليين باحتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى العام 1967
العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ