العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ

مقاتلات حزب العمال الكردستاني اخترن حمل السلاح

جبل قنديل (العراق) - عبدالحميد زيباري 

25 مايو 2006

يلفت انتباه زائر المنطقة التي يتمركز فيها عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في جبل قنديل على الحدود العراقية - الإيرانية منظر نساء شابات بالملابس الكردية الرجالية وهن يحملن السلاح جنباً إلى جنب مع الرجال.

وتقول زاخو زاكروس (33 عاماً) التي تشغل منصب نائبة الرئيس التنفيذي لحزب العمال الكردستاني مراد قريالان لوكالة «فرانس برس»: «نحن لم نحمل السلاح طوعاً وإنما أُجبرنا على ذلك بعد أن شاهدنا اعتقالات يومية تطال أمهاتنا وأباؤنا وإخواننا والحكومة التركية تشن حرباً شعواء ضدنا لا تفرق بين طفل أوامرأة أوشيخ».

وتضيف «نحن ندافع عن أنفسنا ونحاول أن نبني حياتنا بأنفسنا من جديد».

وتعتبر زاكروس وجودها مع هؤلاء الرجال على قمم الجبال «رد فعل طبيعياً لما يمارس ضدنا من قبل القوات التركية».

وتفتخر زاكروس التي قضت معظم أيام شبابها في تنظيمات حزب العمال الكردستاني المحظور بأنها تعيش فوق هذه الجبال وتقول: «نحن سعداء؛ لأننا نعيش ونفكر بشكل مستقل في هذه الجبال وهذا شيء لا تتمتع به كل نساء الشرق الأوسط في الوقت الجاري».

وترى أن «الحياة كلها صعوبات ورغم صعوبة الحياة هنا في الجبال الوعرة إلا أننا تعودنا على وتيرتها».

من جانبها، تقول باران (22 عاماً) التي جاءت من تركيا قبل أكثر من ثمانية أعوام: «لا نريد أن نحمل السلاح وأن نبقى فوق قمم هذه الجبال، ولكن الاضطهاد والقتل الذي يمارس ضد شعبنا هو الذي دفعنا لأن نسلك هذا الطريق».

وأضافت «هدفنا هو تحرير شعبنا ونحن مستعدون لتنفيذ أي واجب يسند إلينا ومستعدون للتضحية بحياتنا من أجل شعبنا الكردي المضطهد».

وتابعت «جئت من أجل كل الأمهات والآباء ولكي أخفف الضغوط السياسية التي تمارس ضدهم ولم يكن أمامي أي خيار آخر سوى التوجه إلى هذا المكان».

ولا تستطيع باران التي لم ترغب بإعطاء اسمها الكامل أن تخفي حنينها واشتياقها لعائلتها التي لم ترها منذ أكثر من ثمانية أعوام وتقول: «سأكون كاذبة إن قلت إنني لا أشتاق إليهم ولا أشعر بالحنين إلى الأهل والوطن، لكن هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم ويجب القبول به».

وتقلل زميلتها التي أطلقت على نفسها اسم درسيم (32 عاماً) من وطأة قساوة الحياة في قمم الجبال وتقول: «نحن هنا لا نشعر بأننا معزولون عن العالم بل على العكس تماماً فنحن نحس أننا بين شعبنا ونناضل من أجلهم ومن أجل حريتهم وحريتنا».

وتقول نشبير (33 عاماً) التي انضمت بحسب قولها إلى تنظيات الحزب العمال الكردستاني منذ العام 1992 إنها تحارب من «أجل تحقيق العدالة والمساواة وحقوق الإنسان».

وتقول: أنا «مسرورة لوجودي هنا ولا أرغب في قتل أي إنسان، لأن المرأة بطبيعتها عاطفية وحساسة ولا تحب القتل (....) ولكن نحن مضطرات إلى سلوك هذا الطريق؛ لأننا نحارب من أجل قضية مقدسة ومن أجل تحقيق العدالة».

وتطلب أنقرة منذ مدة طويلة من الولايات المتحدة طرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في العراق ولا سيما أن الولايات المتحدة وأوروبا تصنفان الحزب ومقاتليه الخمسة آلاف كمنظمة إرهابية.

ولم يتجاوب الأميركيون مع الطلب التركي وتشير الإدارة الأميركية إلى أن جيشها منشغل بالأحداث الدائرة في أماكن أخرى من العراق. وأوقع النزاع الكردي في تركيا أكثر من 37 ألف قتيل منذ بدء تمرد حزب العمال الكردستاني العام .1984

وأعلن الجيش التركي في الثاني من الشهر الجاري أنه يحتفظ لنفسه بحق دخول العراق لملاحقة المتمردين الانفصاليين الأكراد الذين أقاموا فيه قواعد، لكنه نفى أن تكون مثل هذه العمليات حاصلة حالياً. وقتل 20 عنصراً على الأقل من القوات الأمنية منذ مطلع السنة في مواجهات مع حزب العمال الكردستاني أو في انفجار ألغام زرعها المتمردون. من جهته، خسر حزب العمال الكردستاني ما لا يقل عن 53 ناشطاً

العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً