قال مسؤول عسكري اميركي ان ضابطا في القوات الجوية أعفي من الخدمة بعد اتهامه الرئيس الاميركي جورج بوش السماح بهجمات 11 ايلول (سبتمبر) لانه كان في حاجة الى حرب. وقال ناطق باسم الجيش ان اللفتنانت كولونيل ستيف بتلر أعفي من الخدمة كنائب لمستشار شؤون الطلاب في « معهد اللغات العسكري » الى حين الانتهاء من التحقيق في رسالته التي نشرت في صحيفة «مونتيري كاونتي هيرالد» في 26 ايار(مايو) الماضي.
واتهم بتلر في رسالته بوش، بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة الاميركية، السماح بحدوث هجمات 11 ايلول لتحقيق اهداف سياسية خاصة به . وجاء فيها :
« طبعاً عرف بوش بالهجمات الوشيكة على اميركا . ولم يفعل شيئا لتحذير الشعب الاميركي لانه يحتاج هذه الحرب ضد الارهاب . فوالده ( الرئيس السابق) وجد صدام واحتاج هو الى اسامة بن لادن». ومضى يقول : «لم تكن لرئاسته وجهة. فالشعب الاميركي لم ينتخبه وانما جاء به الى البيت الابيض حكم المحكمة العليا المحافظة ... والاقتصاد كان ينزلق بسبب أخطاء الجمهوريين المعتادة وكان يحتاج الى شيء يقيم رئاسته عليه».
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من بتلر، الضابط المخضرم الذي يخدم في القوات الجوية منذ 24 عاما وشارك في حرب الخليج 1991، وقالت زوجته شلي للصحيفة ان القادة «وبخوا بشدة» زوجها بسبب الرسالة وانه كلف بعدها بعمل مؤقت في قاعدة ترافيس التابعة للقوات الجوية في فيرفيلد في ولاية كاليفورنيا.
وا ضافت : ان زوجها ينوي ان يتقاعد في غضون اسابيع قليلة . واستند وقف يتلر عن الخدمة الى المادة 88 من قانون العدالة العسكري التي تنص على جواز معاقبة اي ضابط يستخدم «عبارات ازدراء» ضد الرئيس او كبار المسؤولين.
الى ذلك، صرح مصدر برلماني بأن لجنة مشتركة من مجلسي الكونغرس الاميركي بدأت جلسات مغلقة مخصصة لالقاء الضوء على الثغرات في اجهزة الامن قبل هجمات 11 ايلول. واجتمع اعضاء هذه اللجنة التي تضم اللجنتين المكلفتين الشؤون المرتبطة بنشاطات الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ في القاعة، التي يمنع الصحافيون من دخولها، في الطابق الرابع من مبنى الكابيتول.
وقالت عضو مجلس الشيوخ عن ميريلاند بربارا ميكولسكي قبل بدء الجلسة ان « من حق الناس معرفة ما جرى وكذلك من حقهم التمتع بالحماية». ووعدت بإجراء «تحقيق كامل وصارم وجرئ». واوضحت ميكولسكي للصحافيين ان اعضاء المجلسين يسعون الى تحديد «من كان يعرف، وفي حال لم يكونوا يعرفون، ما هو سبب جهلهم».
ويفترض ان يقوم اعضاء اللجنة في الجلسات الاولى بدراسة آلاف الوثائق المتعلقة بنشاطات اجهزة الاستخبارات في الاشهر التي سبقت الهجمات. وستعقد جلسة علنية واحدة على الاقل في حزيران (يونيو) الجاري، يدلي خلالها مديرا وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) جورج تينيت ومكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) روبرت ميولر بشهادتيهما.
وتأتي هذه الجلسات، التي يفترض ان تستمر حتى الخريف، بعدما كشفت الصحف الاميركية فشل اجهزة الاستخبارات في توقع الاعتداءات التي اسفرت عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، وعجزها عن استغلال المعلومات وتبادلها. وكان الكونغرس شكل في شباط (فبراير) الماضي هذه اللجنة التي كلفت مهمة محددة هي التحقيق في الخلل في عمل اجهزة الاستخبارات، ويشترك في رئاستها جمهوري وديموقراطي. ومن المحتمل ان يستمر عملها حتى الخريف المقبل.
وستبدأ اللجنة تحقيقاتها بالفترة التي تلت فوراً إنشاء مركز لمكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات المركزية في 1986 واداء الادارات الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة منذ عهد الرئيس رونالد ريغان.
وقال بوش انه لم يكن ممكنا تفادي الاعتداءات واقر للمرة الاولى بالتنافس بين الـ « سي اي اي» والـ « اف بي اي» في العاصمة واشنطن اذ تفضح واحدة تقصير الاخرى في شكل يومي
العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ