العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ

السباق للسيطرة على الفضاء

اوروبا تستعد لبناء شبكة صواريخ منافسة للولايات المتحدة

بعد ان ضمت اوروبا نصف السوق العالمية لعمليات الاطلاق التجارية لصاروخ اريان، اصبحت الان جاهزة لاعطاء الضوء الأخضر لإنشاء نظام منافس لنظام تحديد المواقع الامريكية (Gps) بكلفة بكلفة تقدر بثلاثة بلايين دولار. وسيحيي القرار مشروع (Galile) المجمد منذ اكثر من سنة لاعتبارات مالية وتعرض حديثاً لانتقادات من البنتاغون الذي يسيطر على شبكة (Gps)، ويعتقد بعض الاوروبيين انه يخشى ان يخسر احتكاره للمجال.

ويصر مسؤولون امريكيون انهم لا يحاولون فرض الاموال على اوروبا، ويشيرون الى ان شبكة ِاالتي يجري تقويتها، متوافرة عالمياً من دون مقابل. وقال مسؤول وزارة الخارجية الامريكية راف بريبانتي، الذي يقود المحادثات مع الجانب الاوروبي عن المشروع، ان الولايات المتحدة لا ترى ان هناك حاجة ملحة لمشروع (Galil) .

ومع ذلك فإن المحاولة المتخيلة للتدخل الامريكي ربما كان له دور في إحياء غاليليو، في وقت انتقل النقاش من مسألة التكلفة قبل عدة اشهر الى الاعتبارات الجيوسياسية. وحذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأن اوروبا تجازف بالبقاء في « مرتبة التابع » اذا ما تخلفت عن السباق الفضائي.

وتحدثت مفوضة النقل الاوروبية الاسبانية لويولا دي بالاسيو عن مخاطر «ترك الامور في متناول عربدة الآخرين». وتساءل رئيس وكالة الفضاء الاوروبية انطونيو روداتا: «أليس جوهرياً بالنسبة لاوروبا ان يكون لنا استقلالنا الاستراتيجي». وكانت المانيا البلد الاوروبي الوحيد المتردد الا انها قررت اخيراً الانضمام الى الركب في نهاية فبراير الماضي، حين قال وزير النقل الالماني كورت بودفيغ في برلين : «الملاحة بالاقمار الاصطناعية هي واحدة من التكنولوجيات الرئيسية للمستقبل ». كان مهماً للغاية من النواحي السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لاوروبا انضمام المانيا الى المشروع . فأسست وكالة الفضاء الاوروبية، وهي مستقلة عن الاتحاد الاوروبي، في العام 1975 بمهمة واضحة وهي مساعدة اوروبا «على اللحاق» بالبرنامجين الفضائيين للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. الوكالة لها تاريخ طويل من التعاون في البعثات العلمية التي قامت بها وكالة الطيران والفضاء الامريكية ( ناسا). وتشهد على ذلك الصور الفوتوغرافية التي تزين مكتب روداتا. وقدمت الوكالة لوحات الطاقة الشمية واحد الاجهزة الرئيسية لتسلكوب هابل - على سبيل المثال - وصنعت مسباراً حملته المركبة الفضائية (كاسيني) التي اطلقتها (ناسا) وهي في طريقها الى الكوكب زحل .

وتعتقد اوروبا ان عليها ان تعمل اكثر من مجرد « تقديم القطع » لمشاريع ناسا حتى تحافظ على قدراتها التنافسية في اقتصاد القرن الحادي والعشرين .

وفي شهر مارس الماضي اطلقت الوكالة قمرها الاصطناعي لمراقبة الكرة الارضية و كلف بليوني دولار، وذلك لمساعدة الابحاث المتعلقة بالمتغبرات المناخية . وبحسب الوكالة حقق كل يورو انفق منذ 1970 على صواريخ «اريان» مردودا قارب ثلاثة او اربعة اضعاف مردود الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية الاخرى.

ويقول روداتا، وهو مهندس عمل اكثر من 30 سنة في مؤسسات كهربائية ايطالية، انه «من الاهمية بمكان ان نتقن هذه التكنولوجية من اجل إيجاد فرص العمل في اوروبا». ويقول مؤيد المشروع ان الاستثمار الخاص سيساعد على تحمل تكاليف بناء واطلاق 30 قمراً اصطناعيا.

ويرجح ان تتحمل حكومات الاتحاد الاوروبي تكاليف اطلاق شبكة اقمار غاليليو والمباشرة بتشغيلها. وأثار ذلك خشية البعض، وخصوصاً بريطانيا وهولندا اللتين تمكنتا من حشد التأييد الكافي لارجاء الافراج عن اموال التطوير في نهاية العام الماضي. ووصف الناطق باسم الاتحاد الاوروبي جيل غانتيليه مثل هذه المخاوف بأنها «ذرائع» والسبب هو الضغوط المجحفة للوبي الامريكي

العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً