بدأت تصدعات الصلابة الأميركية بخصوص شن حملة عسكرية ضد صدام حسين في الظهور، بعدما ذكر جمهوري رفيع المستوى في (البرلمان الأميركي) أن أي هجوم غير مبرر، وسيفقد الولايات المتحدة أصدقاءها حول العالم.
قام زعيم الغالبية في مجلس النواب بتقديم مداخلته في الوقت الذي كانت ست جماعات من المعارضة العراقية تستعد ليومين من المحادثات مع المسئولين في إدارة بوش.
وقد بدأت هذه المجموعات المتمركزة في لندن وإيران في حث الولايات المتحدة على التقدم بخطط للتخلص من صدام بالقوة. وقد تعهد الرئيس بوش «بتغيير النظام» في العراق، غير أن المسئولين يصرون على نفي اتخاذ قرار بخصوص شن أي هجوم.
وقد أظهر تصويت جديد لمحطة «سي بي إس» التلفزيونية أن ثلثي الاميركان يؤيدون الهجوم على العراق من حيث المبدأ، غير أن عدداً مماثلاً ذكر أن الولايات المتحدة تحتاج اولاً إلى كسب دعم الدول الأخرى، وهو أمر يبدو - بدرجة متزايدة - صعباً، كما يرون أيضاً أن بوش يجب أن يستشير الكونغرس أولاً.
ومع أن الاجواء في الكونغرس تبدو مؤيدة - وبقوة - إسقاط صدام، فإن تعليقات السيد آرمي، وهو شخصية محافظة ذات نفوذ في المجلس وحليف لبوش، ستكون مقلقة للبيت الأبيض. وذكر أنه لا يعتقد أن صدام فعل ما يبرّر هجوم الولايات المتحدة، مضيفاً: «دعوه يهدد ويتشدق ويهذي بكل ما يريد». وعندما سألة الصحافيون عن احتمال استهداف صدام، أجاب: «ما دام محترماً لنفسه في نطاق حدوده، لا ينبغي أن نشن عليه أي هجوم. أما إذا حاولنا القيام بأي هجوم ضده من دون استفزاز، فلن نحصل على مساندة الدول الاخرى»، وتابع موضحاً: «نحن كأميركان لا نهاجم الدول الاخرى من دون سبب». وأعرب عن اعتقاده بأن الإخفاق في محاولات الأمم المتحدة لإعادة مفتشي الأسلحة للعراق ليس كافياً لتبرير عمل عسكري.
في المقابل أصر قادة المعارضة العراقية على أن أي هجوم على البلاد سيؤدي إلى هلاك صدام بسرعة، وقال عضو التجمع الوطني العراقي ومقره في لندن، شريف علي: «جميع العراق معارض لصدام، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تستطيع بسهولة إسقاط نظامه».
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ