فرضت الشرطة الروسية طوقاً أمنياً في أجزاء من وسط موسكو أمس السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2011) حيث بدأ متظاهرون يزعمون أن الحزب الحاكم سرق نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي، مظاهراتهم في مختلف أنحاء روسيا.
وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء قد قالت في وقت سابق إن نحو ألف شخص من أنصار الحزب الشيوعي المعارض احتشدوا في مدينة فلاديفوستوك الساحلية المطلة علي المحيط الهادي في إطار سلسلة من الاحتجاجات المستمرة على ما يتردد عن قيام حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بالتلاعب بالانتخابات. وهتف المتظاهرون «لا نريد ثورة. نريد انتخابات عادلة». وفي موسكو جرى تطويق الميدان الأحمر ومناطق عامة أخرى بأسوار متنقلة واحتشدت الشرطة بأعداد ضخمة.
وقالت السلطات إن مدافع المياه في وضع الاستعداد «للطوارئ». ومن المتوقع أيضاً أن ينظم المحتجون مظاهرات في نحو 12 مدينة أخرى. وقال منظمون إن 35 ألف شخص وافقوا على شبكات التواصل الاجتماعي على المشاركة في الاحتجاجات. وأظهرت النتائج الرسمية الجمعة أن حزب «روسيا الموحدة» فاز بـ32ر49 بالمئة من الأصوات مما يسمح بالاحتفاظ بسيطرته على الدوما (البرلمان الروسي). وهذا يعني أن الحزب سيسيطر على 238 من المقاعد في البرلمان المكون من 450 مقعداً بخسارة 77 مقعداً عن الانتخابات البرلمانية السابقة.
وعلى الرغم من هذا التراجع زعم متظاهرون مناهضون للحكومة أن النتائج الحقيقية يتعين أن تكون أقل بكثير ووجهوا اتهامات بتزوير الانتخابات. ومن جهة أخرى انسحبت صحفيتان روسيتان بارزتان من مجلس الكرملين لحقوق الإنسان؛ احتجاجاً على ما وصفتاه بـ «تزوير الانتخابات البرلمانية».
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الصحفيتين، سفيتلانا سوروكينا وإيرينا ياسينا، انتقدتا تصدي الشرطة العنيف لمظاهرات المعارضين للحكومة. ودعا مجلس حقوق الإنسان الروسي في تلك الأثناء إلى إعادة الانتخابات حال ثبوت وقائع تزوير خلال عملية الاقتراع التي جرت يوم الأحد الماضي.
وأعلن رئيس المجلس، ميخائيل فيدوتوف، أن أعضاء المجلس سيراقبون المظاهرات الحاشدة للمعارضة المقررة في موسكو. وكان فيدوتوف انتقد من قبل الاعتقالات الجماعية لمعارضي الحكومة خلال الاحتجاجات التي نظمت في الأيام الماضية.
واعتقلت الشرطة الروسية عشرات الأشخاص في عدد من المدن خلال التظاهرات.وفي مدينة سان بطرسبرج، فرقت شرطة مكافحة الشغب التابعة للشرطة الروسية الخاصة ، مظاهرة لم يتم منحها ترخيص. وضرب نحو عشرة متظاهرين وتم تجميعهم في حافلات شرطة كانت متوقفة.وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» أن مظاهرة منفصلة حاصلة على ترخيص من السلطات حضرها نحو خسمة آلاف شخص يدعون وجود تزوير في الانتخابات ، ومرت دون وقوع حوادث.
وعلى صعيد متصل، وجهت الولايات المتحدة الجمعة دعوة إلى السلطات الروسية ومعارضي فلاديمير بوتين في آن معاً لالتزام الهدوء عشية تظاهرات متوقعة للاحتجاج على فوز رئيس الوزراء في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
واتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الخميس الولايات المتحدة بالتحريض على الحركة الاحتجاجية ضد الانتخابات التشريعية، محدداً بشكل خاص وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي انتقدت علناً ملابسات العملية الانتخابية.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الجمعة بدعم الولايات المتحدة لحق الشعب الروسي كما سائر الشعوب بالتظاهر السلمي.
من جعة أخرى، قرر حزب «روسيا العادلة» ترشيح زعيمه سيرجي ميرونوف لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 4 مارس/ آذار المقبل. أعلن ذلك نيكولاي ليفيتشيف زعيم الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الدوما الروسي، حسبما ذكرت وكالة «ريانوفوستي» .
و ميرونوف، الذي فقد منصبه كرئيس للمجلس الأعلى في البرلمان الروسي في شهر مايو الماضي ، قد أكد أن النقاط الرئيسية لبرنامج الحزب الانتخابي هى مكافحة الفقر والفساد والنضال ضد احتكار السلطة من جانب حزب «روسيا الموحدة» بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين
العدد 3382 - السبت 10 ديسمبر 2011م الموافق 15 محرم 1433هـ