رفعت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي أمس الأول الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2011) جزءاً كبيراً من العقوبات المفروضة على ليبيا أبان عهد الزعيم المخلوع، معمر القذافي، في تدبير يرمي إلى المساعدة على إعادة إعمار البلاد بحسب البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جاي كارني «بعد مشاورات مع الحكومة الليبية الجديدة، رفعت الولايات المتحدة غالبية العقوبات الأميركية» على هذا البلد، مشيراً إلى أن «أرصدة عائلة القذافي وأعضاء آخرين في نظام القذافي في الولايات المتحدة لاتزال مجمدة».
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية في وقت لاحق أن قيمة المبالغ التي تم رفع التجميد عنها تبلغ «أكثر من 30 مليار دولار». وبحسب البيت الأبيض، فإن هذا التدبير «يحرر كل الأموال الحكومية وأموال البنك المركزي (الليبي) الواقعة تحت سيادة القوانين الأميركية، مع بعض الاستثناءات المحدودة». وبالفعل، فإن «أرصدة عائلة القذافي وأعضاء سابقين آخرين في نظام القذافي في الولايات المتحدة لاتزال مجمدة».
وكان دبلوماسيون أشاروا قبل دقائق من ذلك إلى أن مجلس الأمن رفع العقوبات المفروضة على البنك المركزي الليبي ومصرف للاستثمارات الأجنبية في البلاد لتفادي أي أزمة في السيولة. وتم تجميد أرصدة البنك المركزي الليبي في فبراير/ شباط الماضي في إطار العقوبات المفروضة على نظام القذافي قبل مقتله في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ولفت كارني إلى أن رفع تجميد الأرصدة العائدة للحكومة الليبية في الولايات المتحدة «والتدابير المتخذة من جانب مجلس الأمن ستسمح للحكومة الليبية بالوصول إلى غالبية أرصدتها في العالم وستساعد الحكومة الجديدة على الإشراف على العملية الانتقالية وإعادة إعمار البلاد بطريقة مسئولة».
جاء ذلك فيما قال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا أمس (السبت) إن ليبيا تواجه طريقاً «طويلاً وصعباً» للانتقال من حكم الرجل الواحد الذي استمر 42 عاماً وتوحيد المليشيات التي أطاحت بالقذافي. ووصل بانيتا إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء القيادة المؤقتة التي تكافح لتأكيد سلطاتها بعد شهرين من اعتقال ومقتل القذافي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء، عبدالرحيم الكيب قال بانيتا إن ليبيا تواجه تحديات قاسية في توحيد القوات التي أطاحت بالقذافي وتأمين مخازن السلاح وبناء جيش وقوة شرطة ومؤسسات ديمقراطية. وأضاف «سيكون هذا انتقالاً طويلاً وصعباً لكني واثق من أنكم ستنجحون».
وأجاب بانيتا رداً على سؤال عن المليشيات التي تمسك بالسلطة الحقيقية في شوارع ليبيا قائلاً «أنا واثق من أنهم (القادة المؤقتون) يتخذون الخطوات الصحيحة للتواصل مع كل هذه الجماعات وجمعها معاً لكي تكون جزءاً من ليبيا واحدة ونظام دفاعي واحد. لديّ شعور جيد بأنهم يعرفون كيف يتعاملون مع ذلك»
العدد 3389 - السبت 17 ديسمبر 2011م الموافق 22 محرم 1433هـ