استأنفت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة أمس الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2011) مناقشاتها بشأن تحقيق المصالحة الوطنية، وذلك غداة تفاهمها على تشكيل لجنة انتخابات وعلى مهلة محددة لتشكيل حكومة مستقلين.
واستأنفت كل الفصائل الفلسطينية لقاءها لمناقشة أخيار المجلس التشريعي المعطل منذ العام 2007 بعد الانقسام بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه المقاومة الإسلامية (حماس) والضفة الغربية التي تخضع للسلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس زعيم حركة «فتح».
من جهة أخرى، عقد لقاء مساء أمس بين عباس ورئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل في القاهرة، كان الثاني خلال أقل من شهر بعد اجتماعهما في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما أعلن عن هذه المحادثات.
وكانت الفصائل الفلسطينية كافة المجتمعة في القاهرة اتفقت مساء أمس الأول (الثلثاء) على تشكيل لجنة انتخابات من 9 أعضاء برئاسة الرئيس الحالي للجنة الانتخابات حنا ناصر المستقل والرئيس السابق لجامعة «بيرزيت».
من جانبه قال رئيس وفد حركة «فتح» للحوار، عزام الأحمد بعد اجتماع الفصائل، إن «المجتمعين أكدوا ضرورة تشكيل حكومة التوافق الوطني في موعد لا يتجاوز نهاية الشهر المقبل (على أساس) ما تم الاتفاق عليه» بين عباس ومشعل.
في الأثناء، طالب مسئول فلسطيني كبير أمس الدول الأوروبية بفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل رداً على استمرار سياساتها القائمة على البناء الاستيطاني ومنع تحقيق حل الدولتين. وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن الشعب الفلسطيني لم يعد يعنيه ما يصدر من إدانات دولية وأوروبية بخصوص استمرار البناء الاستيطاني وهو يريد إجراءات عملية للرد على هذه السياسات. واعتبر اشتية أن «المهم هو أن هذا المجتمع الدولي الذي يدين الاستيطان عليه أن يقوم بمجموعة إجراءات تنسجم مع المواقف السياسية لهذه الدول، فلا يعقل أن يتم إدانة الاستيطان وتقوم هذه الدول بالتعامل مع إسرائيل وتبقي علاقاتها الاقتصادية معها».
وتابع قائلاً: «إذا أرادت هذه الدول أن تكون منسجمة مع نفسها يجب عليها أن ترتقي بموقفها من الإدانات إلى مواقف أكثر جدية، وبالتالي على إسرائيل أن تدفع ثمن ممارساتها المنحرفة عن المواقف الدولية فيما يتعلق بالاستيطان وفيما يتعلق بانتهاك حقوق شعبنا».
وكان أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عبّروا أمس الأول عن القلق لتعطل عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وانتقدوا إسرائيل لسيرها قدماً في بناء مستوطنات جديدة. وجاء هذا الانتقاد بعد أن أبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو المجلس بأن عملية السلام «تبقى صعبة المنال في إطار التوترات على الأرض والشكوك العميقة بين الطرفين»
العدد 3393 - الأربعاء 21 ديسمبر 2011م الموافق 26 محرم 1433هـ