اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد (4 مارس/ آذار 2012) الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بالرغبة في التراجع عن «إعلان الدوحة» الأخير والتهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبوزهري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن إعلان عباس استعداده عدم تكليفه برئاسة حكومة التوافق بموجب اتفاق الدوحة «مؤشر على وجود نوايا لديه بالتراجع عما تم الاتفاق عليه والتهرب من المصالحة». وشدد أبوزهري على أن حركته لم تتحفظ على إعلان الدوحة بسبب اعتبارات قانونية بل قالت عبر كتلتها البرلمانية إن المسألة تحتاج إلى تكليف قانوني.
وأضاف أن حركته لم تطلب إرجاء تشكيل حكومة التوافق «بل عباس هو من طلب ذلك أمام جميع الفصائل في اجتماع الإطار القيادي المؤقت بسبب ربطه تشكيل الحكومة بموضوع الانتخابات». ولم يحدد المتحدث باسم «حماس» موقف حركته بشأن احتمال التراجع عن اتفاق الدوحة، لكنه قال إنها متمسكة بالاتفاق ولا خلافات بين قادتها بشأن البدء في تنفيذه. وكان عباس أعلن في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، أنه مستعد للتراجع عن «إعلان الدوحة» الذي وقعه مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في السادس من الشهر الماضي، في ظل تعثر توصل الحركتين على تفاهمات لتنفيذه.
وقال عباس «ليس لدي مانع إذا كانت هذه قضية (رئاسة حكومة التوافق) غير قانونية، أنا أتراجع بكل احترام... ما عندي مشكلة وغير متمسك وغير متشبث بهذا الموضوع إطلاقاً». وشدد عباس على أنه «قبل تولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة لحل إشكال، ولأنها حكومة انتقالية فقط، وتكنوقراط ومهمتها إجراء الانتخابات وإعادة إعمار قطاع غزة».
في سياق آخر، اعتصم فلسطينيون قبالة مقر السفارة المصرية في قطاع غزة المغلقة منذ 5 أعوام أمس للمطالبة بتحرك مصري لحل أزمة الوقود والكهرباء في القطاع. وأقام محتجون بدعوة من لجنة حراك شبابي، خيمة اعتصام مفتوح قبالة مقر السفارة وسط مدينة غزة، بمشاركة طلبة مدارس وموظفين وسائقي سيارات، وهم يرفعون شعارات تطالب بإنهاء الأزمة وإعادة ضخ الوقود المصري إلى القطاع. وفي اطار آخر أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس أن خيار التفاوض لاستعادة القدس المحتلة ليس خياراً واقعياً، وأنه لم «يبق سوى خيار المقاومة».
وقال نصرالله، في ملتقى إعلان «القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين»، الذي افتتح في ضاحية بيروت الجنوبية أمس إن «كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمل مسئولية وطنية وقومية وأخلاقية ودينية إزاء المدينة المقدسة». واعتبر أنه « يبقى إلا خيار المقاومة لاستعادة القدس». وحذر نصرالله من أن «أهل القدس يتعرضون للإبعاد لإفراغها ولتصبح من لون واحد معروف»، مشدداً «على وجوب الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومواجهة تهويد القدس عبر برامج موضوعة ومدروسة».
ولفت نصرالله إلى أن «الجدية والعمل مطلوبان في هذه المواجهة في سبيل الحفاظ على هوية القدس وسكانها». وقال إن التحولات الكبرى الجارية في العالم على أكثر من صعيد «تجعلنا نشعر أننا أقرب إلى تحرير القدس من أي زمن مضى». واعتبر أن «من علامات ذلك انتصار المقاومة في حربي يوليو/ تموز في لبنان وغزة «، مشيراً إلى أن «كل هذه المعطيات تؤكد أننا دخلنا زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم»
العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ