صرح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني بأن دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيداً لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري، وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق. وطالب الزياني المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سورية من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة.

وكانت وزارة الخارجية أهابت بكل المواطنين المتواجدين في الجمهورية العربية السورية أخذ الحيطة والحذر، ومغادرة الأراضي السورية فوراً، وفي حال طلب المساعدة يتم الاتصال بسفارة مملكة البحرين بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، على الرقمين التاليين: مسئول الشئون القنصلية: 00962795601607، 00962799334411.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة الخميس عن «تضامنه مع الشعب السوري وتطلعاته المشروعة نحو الكرامة والحرية والعدالة»، وذلك في الذكرى الاولى للانتفاضة الشعبية في سورية.

العثور على 23 جثة عليها آثار تعذيب... عدد اللاجئين في تركيا يرتفع إلى ألف خلال يوم

عرض قوة للنظام السوري مع دخول الانتفاضة عامها الثاني

دمشق، القاهرة - أ ف ب، د ب أ

دخلت الانتفاضة السورية عامها الثاني أمس الخميس (15 مارس/ آذار 2012) مع تسجيل ارتفاع في وتيرة العنف في وقت قام النظام بعرض قوة عبر تجمعات ضمت عشرات الآلاف في مناطق عدة «من أجل سورية» ودعماً لنظام الرئيس بشار الأسد.

في هذا الوقت، تكثفت الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان لوقف القتل، ترافقت مع العثور على مزيد من الجثث عليها آثار أعيرة نارية وتعذيب. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية... توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح إلى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من أجل سورية».

وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الأمويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الأعلام السورية. كما شوهد علم سوري عملاق طوله أمتار عدة. كما بث التلفزيون لقطات لعشرات آلاف المشاركين في حلب والسويداء واللاذقية والحسكة ودرعا ودير الزور. وبقيت التجمعات قائمة لساعات، وسط أجواء من الرقص والموسيقى والغناء والتلويح بالأعلام السورية والروسية.

وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعنوان «لايك من أجل سورية»، السوريين في الداخل إلى التظاهر، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت. وكتبوا على صفحتهم «من أرض السلام سنبدأ في 15 مارس مسيرتنا العالمية من أجل سورية».

وفي مشهد آخر، أفادت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية عن خروج مظاهرات عدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق السورية. وذكرت اللجان في بيانات متلاحقة أن تظاهرات خرجت في تل رفعت تهتف لحمص وإدلب، وفي حي سيف الدولة في حلب تهتف لـ «الجيش السوري الحر» والمدن المحاصرة. كما خرجت من جامعة حلب تظاهرة طلابية «هاجمتها قوى الأمن بالغازات المسيلة للدموع»، بحسب البيان. في شمال شرق البلاد، خرجت تظاهرة أمام جامع قاسمو في القامشلي تهتف للثورة وتطالب بإسقاط النظام، بحسب اللجان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن العثور صباحاً «على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة إدلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها آثار التعذيب الشديد». وأشار إلى أن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعاً بعيارات نارية». كما أفاد المرصد بأنه سمع دوي انفجارات في ساعات الصباح الأولى بمحافظتي دمشق وريف دمشق. وأوضح أن سيارة انفجرت في حي برزة بدمشق بعد منتصف الليلة قبل الماضية، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وكذلك في إدلب، قتل 4 مواطنين على إثر «إطلاق الرصاص من قوات الأمن السورية على سيارة كانت تقلهم على طريق إدلب كفريا». كما سقط 5 قتلى برصاص الأمن السوري في معرة حرمة وخان شيخون وكفرنبل. ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ مساء الثلثاء الماضي على مدينة إدلب، بعد هجوم استغرق أربعة أيام ودفع «الجيش السوري الحر» إلى الانسحاب، بحسب ناشطين.

وحضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان نشر أمس «مجلس الأمن أن يتحد ويتبنى قراراً يدعو الحكومة السورية إلى وقف القصف العشوائي للأحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان وصول العاملين الإنسانيين والصحافيين ومراقبي حقوق الإنسان».

وقال زياد عبد التواب من معهد القاهرة لحقوق الإنسان «خلال عام، ارتفع عدد القتلى في سورية إلى أكثر من ثمانية آلاف وخصوصاً مئات الأطفال. ألم يحن الوقت كي يتحد العالم لاتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا الأمر؟». وقال كينيث روث من «هيومن رايتس ووتش» إن «روسيا والصين جمدتا مرتين عمل مجلس الأمن» وهو دعم قوي اعتبره الأسد «رخصة للقتل».

وتسببت الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري وحملة القمع التي تواجه بها منذ عام بمقتل أكثر من 8500 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري. وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية التركية، سلجوك أونال في مؤتمر صحافي في أنقرة أن «عدد اللاجئين السوريين (إلى تركيا) ارتفع إلى ألف في يوم واحد وبلغ 14700» لاجئ.

«الغارديان» تنشر سلسلة «رسائل إلكترونية» للأسد وزوجته

لندن - أ ف ب

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس الأول الأربعاء (14 مارس/ آذار 2012) رسائل إلكترونية قالت إن الرئيس السوري، بشار الأسد أرسلها أو تلقاها ثم رصدها معارضون ويفترض بموجبها أن الرئيس السوري «يتلقى النصائح من إيران» لجهة قمع حركة الاحتجاج في بلاده. وأقرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني «بأنه يستحيل أن نستبعد تماماً إمكانية الخطأ» بين هذه الرسائل الثلاثة آلاف، لكنها أوضحت أنها عمدت إلى عمليات تحقق تدفعها إلى أن تصدق صحتها.

وبحسب «الغارديان»، فإن هذه الرسائل الإلكترونية أرسلها أو تلقاها الأسد وزوجته أسماء بين نهاية مارس 2011 وفبراير/ شباط 2012 قبل أن تقع بين أيدي «مصدر في المعارضة السورية». وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسائل الإلكترونية تدل على أن الرئيس السوري تلقى نصائح من قبل إيران أو من أشخاص على علاقة مع هذا البلد. وهي تشير إلى عرض باللجوء قدمته قطر للأسد وزوجته، كما تظهر هذه الرسائل نمط حياة الترف التي يعيشها الأسد.

وفي إحدى هذه الرسائل التي ترجمت إلى الإنجليزية، قدم رجل يعتبر بمثابة مستشار إعلامي، توصيات قبل خطاب ألقاه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأوضح أن مستشاريه يستندون إلى «مشاورات مع عدد كبير من الأشخاص»، خصوصاً مع «المستشار السياسي للسفير الإيراني».