أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس الأمن بأن إيران لم تعلق أنشطة تخصيب اليورانيوم مع انتهاء المهلة التي حددتها
الأمم المتحدة. ووصف نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي تقرير الوكالة بأنه «ليس سلبياً»، وقال إن «نشاطات التخصيب تتواصل في إطار الأبحاث»، فيما قال مسئول في الوكالة الذرية إن المفتشين لا يملكون «أدلة ملموسة» على أن البرنامج الإيراني له جانب عسكري. وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مجدداً أن بلاده لن ترضخ للضغوط بشأن حقوقها النووية. في حين أعربت «إسرائيل» عن أملها في أن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
طهران، باريس - د ب أ، أ ف ب
أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس مجلس الأمن الدولي أن إيران لم تعلق أنشطة تخصيب اليورانيوم قبل 31 أغسطس/ آب وهو الموعد النهائي الذي حددته لذلك الأمم المتحدة.
وتم تسليم تقرير الوكالة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي وأعضاء الوكالة. ولم يتكشف بعد المزيد من التفاصيل عن فحوى التقرير. وقال موقع الوكالة على شبكة الانترنت إنها لا تستطيع الإذن بنشر التقرير «إلا إذا قرر مجلس محافظي الوكالة ومجلس الأمن أمرا آخر».
ومن جانبه، قال نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «ليس سلبيا» وإن «نشاطات التخصيب تتواصل في إطار الأبحاث». وفي هذه الأثناء، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مجددا أمس أن بلاده لن ترضخ للضغوط بشأن حقوقها النووية، وذلك قبل ساعات من انقضاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لطهران.
وقال أحمدي نجاد في خطاب في مدينة أرومية شمال غربي إيران نقله التلفزيون الرسمي إن «العالم يجب أن يعرف أن إيران لن ترضخ لأي ضغوط من جانب أي طرف ولن تتخلى عن حقوقها النووية المعترف بها دوليا».
وأضاف الرئيس الإيراني أن التقنية النووية هي إنجاز محلي «حققه علماء البلاد» ولا يحق لأي دولة أو منظمة دولية حرمان إيران من تطوير هذه التقنية وإحراز تقدم في هذا المجال.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن فرنسا «تأسف» للرد الإيراني «غير المرضي» على صعيد ملفها النووي، لكنها على اقتناع بضرورة «تغليب الحوار».
وأعرب عن الأسف أيضا من «عدم التمكن من عقد لقاء قبل 31 أغسطس» بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني.
وفي واشنطن، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس النقاب عن أن الولايات المتحدة وثلاثاً من حلفائها الأوروبيين تعد قائمة عقوبات ستسعى إلى تمريرها في مجلس الأمن، تبدأ بقيود على واردات المعدات والمواد المرتبطة بالمجال النووي.
وإلى جانب هذا المسعى عبر مجلس الأمن، تحاول إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إقناع المؤسسات المالية الأوروبية بإنهاء تقديم أي قروض جديدة لإيران. ووافقت بعض المصارف السويسرية فعلاً بهدوء على الحد من إقراضها كما قال مسئولون أميركيون، لكن الصحيفة ذكرت أنه بينما يحرز الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تقدما، فإن السعي إلى فرض عقوبات يواجه عقبة كبيرة في المجلس مع الأخذ في الاعتبار امتلاك روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ومعارضتهما مناقشة فرض عقوبات خطيرة على طهران.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك -والتر شتاينماير في مقابلة نشرت أمس إن الرئيس الإيراني يسعى إلى أن يصبح «زعيم العالم الإسلامي» من خلال تطلعاته النووية.
وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية إن تصرفات أحمدي نجاد «غريبة» إلا أن المجتمع الدولي على رغم ذلك لايزال يسعى إلى التوصل إلى حل للأزمة النووية الإيرانية عن طريق التفاوض. وأوضح أن «الرئيس الحالي يريد إظهار نفسه قائداً للعالم الإسلامي، وعرضه الغريب لإجراء مناظرة تلفزيونية مع الرئيس الأميركي يوضح ذلك».
وتابع «لكن جيرانه العرب والمسلمين يشاركوننا مخاوفنا ورفضنا لفكرة حصول طهران على أسلحة نووية». وأكد شتاينماير أن عرض الحوافز الأمنية والتجارية والتكنولوجية الذي قدمته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، إلى طهران لايزال قائما. وأضاف أن «أيدينا لاتزال ممدودة. ونحن نريد حلا دبلوماسيا». واستبعد شن أي عمل عسكري ضد إيران.
الشونة - أ ف ب
قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس في الأردن إن ثمة محاولات لعقد اجتماع بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا. وأضاف عنان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب «أعلم بأن ثمة محاولات تبذل لتنظيم اجتماع بين إيران والدول الست. والاجتماع لم يعقد بعد». وتابع رداً على سؤال عن احتمال فرض عقوبات على إيران أن «الأوضاع باتت بأيدي مجلس الأمن وعلى رغم انتهاء المهلة، فإنني لا أعتقد أن المجلس سيتحرك غدا (اليوم). لست متأكدا من أنهم جاهزون لاتخاذ أي خطوة». وأكد الأمين العام «أنني بحاجة إلى إجراء اتصالات بالمعنيين لكي أعرف ما الذي ينوون القيام به»
العدد 1456 - الخميس 31 أغسطس 2006م الموافق 06 شعبان 1427هـ