العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ

العطور تحتوي على مواد كيماوية تؤثر على الصحة

متوسط أسعارها بين 10 و40 ديناراً

ذكرت استشارية الأمراض الجلدية ورئيسة رابطة أطباء الجلد البحرينية نضال خليفة أن جميع العطور «العربية والأوربية» تحتوي على مواد كيماوية، وهذه المواد أما لإعطاء العطر رائحة أو لحفظه مدة أطول أو لتحديد مدى لزوجة هذه العطور.

مضيفة أن وضع هذه العطور يسبب حساسية ومشكلات جليدية عند وضعها على الجلد،كما أن تفاعل هذه العطور يسبب حساسية تلامسية تؤدي إلى احمرار الجلد مع الإصابة بحكة مع ترك بقع مؤقتة لونها بني تترك أثراً وذلك بسبب تفاعل المواد الكيماوية الموجودة في العطور مع أشعة الشمس.

وأشارت الاستشارية إلى أن هناك بعض الحالات ترددت على العيادة وذلك بسبب تفاعل المواد المكونة منها العطور مع أشعة الشمس، وتفاديا لهذه المشكلات تقول خليفة: «إن بعض الشركات المنتجة لهذه العطور أصبحت تتفادى وضع المواد التي تسبب حساسية وتهيج الجلد ما جعل نسبة الحالات التي تصاب بحساسية من العطور أقل من السابق».

ونصحت نضال بأن يتم اعتبار هذه العطور جانبا إضافيا يضفي رائحة طيبة إذ إن هذه العطور لا تغني عن النظافة الشخصية مع اتخاذ أسلوب لبق عند وضع هذه العطور مع عدم المبالغة عند وضعها ورشها على الملابس وليس على الجلد مباشرة وذلك لتجنب حصول حساسية.

تنافس بين العطور العربية والفرنسية

واستخدم الناس العطور في السابق غالباً لإعطاء الجسم رائحة زكية، وذلك بسبب عدم وجود أنواع أخرى للتطيب، إذ إن غالبية الناس كانوا يقتصرون على الصابون ومعجون الأسنان وبعض المراهم والمستحضرات البسيطة، وكانت هذه العطور تستخرج من الأزهار والمواد الطبيعية، أما اليوم فهي تصنع من مواد كيماوية اصطناعية يستخرج معظمها من النفط، وكثير من هذه المواد لها تأثيرات على صحة الإنسان.

ومن أهم العطور الموجودة في أسواقنا العطور العربية والعطور الفرنسية والعطور الأوروبية، ويفضل الكثير العطور العربية على الفرنسية وذلك لما تمتاز به من رائحة زكية تظل لفترة أطول من العطور الفرنسية، ويميل الشباب إلى العطور بصورة كبيرة وخصوصا الفرنسية في حين يفضل الكبار العطور العربية بشكل ملحوظ.

أما عن أسعار هذه العطور فليس هناك سعر محدد لها، اذ ان العطور العربية كانت في السابق تمتاز برخصها أما الآن فأصبحت تمتاز إلى جانب رائحتها الطيبة بغلاء ثمنها وأصبح السعر يصل إلى خمسين ديناراً و ما فوق، وكذلك العطور الفرنسية أصبحت تتراوح من عشرة دنانير إلى الأربعين ديناراً وأكثر.

في السابق كانت الفتيات هن من يقمن باستخدام هذه العطور وشرائها بكثرة وذلك باعتبار ان هذه العطور تضفي الجمال على واضعها من جهة والأناقة والذوق الرفيع من جهة أخرى وذلك بسبب رائحتها، أما الآن فأصبحت هذه العطور مجالا للتنافس بين الشباب والفتيات الذين يتسارعون إلى شراء هذه العطور بمجرد نزولها في الأسواق وذلك لجذب الطرف الآخر بواسطة الرائحة المنبثقة من هذه العطور.

وعلى رغم الرائحة الطيبة التي تبثها هذه العطور فإن هناك بعض المخاطر الصحية التي تسببها المواد المكونة لهذه العطور وذلك بسب التركيب الكيماوي الذي تحتوي عليها.

مركبات العطور وتأثيرها على الصحة

وتعتبر تركيبات العطور من الأسرار التجارية، إذ ان الشركات المنتجة ليست ملزمة بالكشف عن المواد التي تحويها، وبسبب عدم التزام الشركات المنتجة للعطور بالكشف عن هذه المواد الموجودة في هذه العطور تستطيع هذه الشركات أن تضيف أي عدد من المواد الكيماوية إلى منتجاتها من دون أن تكشف عن هذه المواد وكيف تؤثر على صحة الإنسان، وبالإمكان أن تدخل 600 مادة كيماوية أو أكثر في صنع عطر واحد، وتحوي العطور عددا كبيرا من المواد السامة المنصوص عليها في لوائح النفايات الخطرة وتتحد هذه المواد مع بعضها لتسبب عند الاستنشاق أضراراً، وذكر أحد المنتديات نقلاً عن بعض المصادر أنه يتم اختبار نحو 1300 مادة فقط من أصل ما يزيد على 5000 مادة تستعمل في صنع العطور.

وتسبب هذه العطور عدة مشكلات صحية إذ إن المواد الموجودة في هذه العطور تنتقل مباشرة إلى مجرى الدم عند وضعها على الجلد، ومن المشكلات الصحية التي تسببها العطور اضطرابات الجهاز العصبي، وصداع وإرهاق، إضافة إلى فقدان القدرة على التنسيق، مع اختلاط اللفظ والنعاس، وتهيج في الفم والحنجرة والعينين والجلد والرئتين والمعدة والأمعاء، وتلف في الكليتين وفشل في جهاز التنفس.

تأثيرها في مرتبة دخان السجائر غير المباشر

وذكرت بعض المصادر أن هناك دراسات أثبتت أن استنشاق العطور يسبب ضيق التنفس وأعراضاً شبيهة بنوبات الربو، كما تؤثر هذه الروائح على الذين يضعونها إذ تسبب لهم نوبات فورية وحادة من الصداع، وصنف معهد الطب الأميركي العطور في مرتبة دخان السجائر غير المباشر الذي يستنشقه غير المدخن. والأطفال أكثر عرضة من البالغين لتأثير هذه المواد الكيماوية الموجودة في العطور وذلك بسبب صغر حجمهم وارتفاع معدل تنفسهم ورقة بشرتهم، والأم التي تضع عطراً يحتمل أن تتسبب بتسمم الهواء الذي يتنفسه أطفالها، كما ان تعرض الطفل لهذه العطور يجعله يعاني من صعوبة في التركيز وعجز في تحصيل العلم وتخلف في النمو ونوبات مرضية في الحالات القصوى

العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً