دعت أحزاب المعارضة بالمجر رئيس الوزراء فيرينك جيوركساني إلى الاستقالة بعد ليلة من أعمال الشغب أسفرت عن إصابة أكثر من مئة شخص، وذلك إثر اعترافه بالكذب، ولكنه رفض الطلب وتعهد بملاحقة المحتجين.
وفي اشتباكات وصفت بأنها الأعنف من نوعها منذ عقود رشق المحتجون على سياسات الحكومة مقر التلفزيون المجري بالحجارة وأضرموا النيران في السيارات قبل أن يتمكنوا من اقتحام المبنى صباح أمس.
وقال رئيس حزب المعارضة الرئيسي فيديش، تيبور نافراسيس (يمين وسط) في كلمة بثها التلفزيون أمس إن «هناك أزمة أخلاقية تتفاقم». وأرسل الحزب فعلاً خطاباً إلى الحكومة يطالب باستقالتها.
ودعت إبوليا ديفيد وهي أكثر شخصية سياسية تحظى بالشعبية في المجر وزعيمة حزب المنتدى الديمقراطي الأصغر جيوركساني «إلى الانسحاب من الحياة العامة».
ونشبت أعمال العنف بعد أن انشق عدة مئات من اليمينيين المتطرفين عن مسيرة سلمية خارج البرلمان ضمت نحو عشرة آلاف شخص كانت تطالب باستقالة جيوركساني.
وحاصرت هذه الجماعة المنشقة التي قال شهود عيان إنها تتكون أساسا من حليقي الرؤوس ومثيري الشغب في مباريات كرة القدم مبنى التلفزيون في ميدان «فريدوم سكوير» في محاولة لبث مطالبهم على شاشات التلفزيون.
وطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة الاشتراكية الليبرالية بعد أن سربت إحدى محطات الإذاعة تعليقات جيوركساني الأحد الماضي والتي قال فيها إن حزبه كذب قبل الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل/ نيسان الماضي.
وحاولت الشرطة السيطرة على الحشود باستخدام مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لكنها تراجعت أمام شراسة الاحتجاجات.
وفي حديث لبرنامج «ناب كيلت» التلفزيوني صباح الثلثاء قال نائب قائد الشرطة المجرية أرباد شابادفي إن ضباط الشرطة قرروا الدفاع عن المبنى من الداخل ولكنهم اضطروا إلى الانسحاب بعد أن أشعل المحتجون النيران في مدخل المبنى.
وأضاف أن 102 من الشرطة أصيبوا في المواجهات وأن أحدهم في حال حرجة للغاية. وأفادت وكالة الأنباء المجرية بأن 50 محتجا أصيبوا بجروح. وعاث المحتجون فسادا داخل المبنى ودمروا المكاتب وقاموا بعمليات نهب قبل أن يفروا منه فجرا.
وأغلقت الشرطة المبنى بالكامل من الصباح الباكر على رغم أن السيارات المقلوبة والمحترقة وكتل الحجارة وعربات التسوق لاتزال متراكمة أمام مدخل المبنى.
وأوضح جيوركساني أنه لا يعتزم الاستقالة بسبب هذه القضية وتعهد بملاحقة المحتجين. وعرض وزير العدل وتنفيذ القانون جوزيف بيتريتي أن يتنحى عن منصبه بسبب هذه الاحتجاجات لكن رئيس الوزراء رفض قبول استقالته.
وتجمع مئات الأشخاص مجددا أمس أمام مقر البرلمان في بودابست من دون أن تحصل أي أعمال عنف. ودعا رئيس الوزراء إلى اجتماع أمني مصغر للحكومة وأعلن عن عقد اجتماع استثنائي لمجلس النواب.
وكانت تصريحات جيورسكاني تسببت في إثارة غضب عام إذ اعترف بأن حزبه كذب قبل الانتخابات العامة. وأطلق رئيس الوزراء هذه التصريحات في مايو/ أيار خلال اجتماع للحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه ونقلها موقع الإذاعة المجرية على الانترنت الأحد.
وقال «من الواضح أننا كذبنا على مدى العامين الماضيين. ما كنا نقوله لم يكن صحيحا». وأضاف «لم نفعل أي شيء على مدى السنوات الأربع الماضية. لا يسعني ذكر أية خطوة سياسية يمكننا التفاخر بها عدا نجاحنا في الخروج بالحكومة من الوضع المتردي الذي كانت فيه»
العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ