قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس إن على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم قبل المحادثات الرامية لنزع فتيل الأزمة النووية.
وقال شيراك بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي جورج بوش «لا يمكن أن تكون هناك محادثات قبل وقف تخصيب اليورانيوم من جانب الإيرانيين». وأعلن الرئيس الفرنسي أن لدى فرنسا والولايات المتحدة «المقاربة نفسها تماما» من الملف النووي الإيراني من جانبه، قال الرئيس الأميركي انه إذا واصلت إيران المماطلة في الاستجابة لمطلب الغرب تعليق تخصيب اليورانيوم فسيسعى إلى فرض عقوبات دولية عليها. وقال بوش للصحافيين «على الإيرانيين أن يأتوا الآن إلى الطاولة. الوقت هو العنصر الجوهري». وأكد بوش أن الولايات المتحدة مستعدة للانضمام إلى المفاوضات مع إيران إلى جانب الأوروبيين ما أن يتم التحقق من أن طهران علقت تخصيب اليورانيوم.
كذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن المجتمع الدولي سيواجه «قضية صدقية» إن هو لم يفرض عقوبات دولية على إيران لرفضها وقف الأنشطة النووية.
وكان دبلوماسيون غربيون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقوا أمس الأول بتحفظ دعوة الرئيس الفرنسي الدول الكبرى إلى التخلي عن فرض عقوبات في مجلس الأمن الدولي على إيران. وعبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي عن أسفه لأن تصريحات الرئيس الفرنسي «تضعف موقفنا». وأضاف هذا الدبلوماسي أن هذه التصريحات «تقتل عملية التفاوض التي تقوم بها ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)» التي قدمت منذ خريف 2004 عرضا مشروطا لإيران بشأن برنامجها النووي. واكتفى دبلوماسي غربي آخر بالقول إن «الترويكا الأوروبية أعلنت موقفها والملف أصبح بين يدي مجلس الأمن الدولي».
وفي السياق ذاته، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس الأول انه سيلتقي خلال الأسبوع الجاري المفاوض الإيراني بشأن الملف النووي علي لاريجاني في مناسبة وجوده في نيويورك لدى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، قال مسئول أميركي أمس الأول إن مؤسسات أميركية تخطط لبناء نحو 30 منشأة جديدة للطاقة النووية خلال العقد المقبل كما أن إعلان بدء تنفيذ أول منشأة منها سيكون على الأرجح بحلول مطلع العام 2008.
فيينا - أ ف ب
بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس مناقشة فكرة إنشاء بنك دولي للوقود النووي لتفادي أن تسعى دول مثل إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنفسها.
وقدم هذا الاقتراح مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي إلى الجمعية العامة للوكالة التي تنعقد الأسبوع الجاري في فيينا. وتأتي هذه الفكرة «في الوقت الذي تزداد المخاوف من الانتشار» النووي، بحسب ما قالت الوكالة في بيان.
وقال البرادعي «أريد أن أتأكد من أن كل دولة تستخدم بحسن نية الطاقة النووية وتحترم التزاماتها في مجال عدم الانتشار ستحصل على الوقود النووي».
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في حديث إلى صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية إن مثل هذه الآلية ستسمح لدول مثل إيران «بالحصول على وقود نووي لغايات مدنية وتحت مراقبة صارمة». وقال العضو في مجلس الشيوخ الأميركي السابق سام نان وهو خبير في منع الانتشار النووي، أمس أمام الوكالة انه في حال لم تطبق مثل هذه المبادرة «بسرعة»، ستتمكن «عشرات البلدان» من صنع القنبلة النووية.
وأشارت كل من واشنطن وموسكو إلى أنهما مستعدتان إلى المساهمة في مشروع بنك وقود نووي. لكن نائب الرئيس الإيراني غلام رضا آغا زادة شدد أمس في فيينا على «الحق المشروط للدول النامية في تطوير قطاع الطاقة النووية». وقال إن مشروعات مثل بنك الوقود «أثيرت عدة مرات خلال العقود الثلاثة الخيرة. لكن لم يتم التوصل إلى أية نتيجة ملموسة في هذا المجال».
طهران - أ ف ب
صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل أن يشارك أمس في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إيران لديها مقترحات «لإدارة العالم». وقال الرئيس الإيراني لصحافيين إيرانيين عند وصوله إلى مطار كينيدي في نيويورك: «لا يمكن أن نجد شخصاً يمكن أن يقول بحزم إن مستقبل الجنس البشري مشرق». لكنه أضاف أن الجمهورية الإسلامية «لديها رؤية واضحة جدا وشفافة لطريقة إدارة العالم». وقال احمدي نجاد: «إن الجمهورية الإسلامية وشعبنا لديهما نظام فعال لإدارة العالم وسيقدمانه ويناقشانه». وأضاف أن «كل العالم مضطرب بسبب أجواء التهديد والتوتر والمواجهة والصلف والكراهية. هذه الأمور لا يمكن أن تقود العالم إلى الهدوء وإلى سلام دائم»
العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ