تحدث مسئولون في قطاع خدمات الاتصالات أن شركات تعتمد في نشاطها على المكالمات الدولية بالبطاقات مسبقة الدفع، وكذلك بعض الشركات التي تقدم خدمات مساندة للاتصالات في البحرين تعاني من كساد شديد، وأن بعضاً منها خفضت أعمالها بنسبة تصل إلى نحو 50 في المئة.

وأرجع المسئولون السبب إلى المنافسة الشرسة بين شركات الاتصالات الرئيسة المقدمة للخدمة في البحرين، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1,2 مليون نسمة، وكذلك التباطؤ الاقتصادي، إضافة إلى الأوضاع التي تمر بها دول المنطقة في ظل «الربيع العربي».

وأبلغ مسئول في شركة تقدم خدمات في البحرين وخارجها «الوسط» أن شركته «خفضت نشاطها في البحرين بنسبة تصل إلى 50 في المئة في الآونة الأخيرة، بسبب التباطؤ الاقتصادي والمنافسة».ا

وأفاد المسئول، الذي رفض ذكر اسمه، أن شركات تعتمد على خدمات الاتصالات الدولية بالبطاقات المدفوعة مسبقاً هي الأخرى خفضت من أعمالها في البحرين، نتيجة التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده دول العالم.

وأضاف، رداً على سؤال، أن هذه الشركات لا تستطيع التوقف وإغلاق أبوابها، لأن معنى ذلك التخلي عن الرخص التي حصلت عليها من الهيئة. لكن المسئول رفض ذكر أسماء الشركات المتضررة، ما عدا شركته التي تقدم خدمات مساندة إلى شركات الاتصالات في البحرين. كما أنها تعمل خارج المنطقة.

وتعمل في البحرين نحو 18 شركة اتصالات من أصل أكثر من 60 رخصة حصلت عليها شركات مختلطة من هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) التي تشرف على قطاع الاتصالات في البحرين. وتعتمد معظم شركات الاتصالات الدولية بالبطاقات في نشاطها على «بتلكو» المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى الحكومة البحرينية بشكل مباشر وغير مباشر.

ومن أهم الشركات العاملة هي شركة البحرين للاتصالات (بتلكو)، وشركة «زين البحرين»، والشركة السعودية «فيفا»، وكذلك شركة «مينا تيليكوم»، المملوكة إلى بيت التمويل الكويتي - البحرين. ودخلت الشركات إلى سوق البحرين بعد أن فتحت المملكة قطاع الاتصالات للمنافسة في نهاية العام 2003 بهدف تقديم خدمات أفضل بأقل الأسعار.

وتعد أسعار الاتصالات في البحرين منافسة بالمقارنة مع الأسعار المتوافرة في دول الخليج العربية، وهي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.

ويقول مسئولون إنه مع قرب بدء تقديم شركة بدالة إنترنت البحرين، وهي هيئة حكومية مستقلة، نشاطها الأسبوع المقبل فإن مزيداً من الشركات ربما تواجه مصاعب في استمرار نشاطها بسبب تدني الأسعار، وخصوصاً في وقت تتسابق فيه الشركات الأربع الرئيسة على تقديم خدمات بأسعار تنافسية.

ومن المنتظر أن تبدأ بدالة إنترنت البحرين خدماتها في 26 أبريل/نيسان 2012، عند اكتمال جاهزية محطة الإنزال، في قفزة كبيرة تهدف إلى توفير سعات، وكذلك سرعات عالية إلى الشركات والمؤسسات لتقديم خدمات الإنترنت والبيانات في مملكة البحرين التي تسعى لكي تكون مركزاً إقليمياً للاتصالات.

وجاءت الخطوة بعد اكتمال إطلاق نظام كابلات شبكة تاتا العالمية - الخليج (TGN-Gulf)، والذي سيربط منطقة الخليج بمدينة مومباي الهندية ومنها إلى شبكة تاتا العالمية TGN. وشركة تاتا للاتصالات هي مزود الاتصالات العالمي الذي يملك ويشغل أكبر شبكة للكابلات البحرية في العالم.

وتم إطلاق الشبكة بالتعاون مع شركات نورس في سلطنة عُمان، واتصالات في الإمارات العربية المتحدة، وكيوتل في قطر، وبدالة إنترنت البحرين، وموبايلي في المملكة العربية السعودية، وتهدف إلى انطلاقة جديدة في قطاع الاتصالات، من ضمنها توقع تراجع أسعار الإنترنت والبيانات.

والكابل البحري هو إحدى المبادرات العديدة التي تتخذها الحكومة لفتح أبوابها لمزودي شبكات الإنترنت الدوليين وخلق بيئة أعمال متنوعة وقادرة على المنافسة؛ إذ يعد بمثابة استثمار بالغ الأهمية في مجال البنية التحتية للاتصالات، وسيلبي متطلبات السرعة العالية والاتصال الدولي للشركات المقيمة. كما سيسمح بتوفير قدرة استيعابية كبيرة ذات كلفة منخفضة لمراكز الأعمال الكبرى في مملكة البحرين.

كما بدأت البحرين في بناء شبكة ألياف بصرية حديثة لقطاع الاتصالات، والتي ستحدث ثورة في خدمات الإنترنت والبيانات المقدّمة للشركات والمؤسسات والمنازل، بكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليون دولار، كجزء من رؤيتها الاقتصادية للعام 2030.

وتشرف على إقامة مشروع الشبكة الوطنية للألياف البصرية بدالة إنترنت البحرين، بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء، وتقوم بتنفيذه الشركة السويدية «إريكسون». وينتظر أن تبدأ بتقديم الخدمة في أبريل إلى بعض الجهات الحكومية المهمة، مثل الجهاز المركز للمعلومات.