قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: «إن ما شهدته مملكة البحرين مؤخرًا من عمليات إرهابية، شكلت تهديدًا لحياة المواطنين والمقيمين واستهدافًا واضحًا لرجال الأمن، وكان من بينها تفجيرات العكر وسترة التي استهدفت رجال الأمن مباشرة بالإضافة إلى تفجيري مدينة حمد؛ حيث أصيب اثنان من المواطنين بإصابات بليغة فضلاً عن تفجير في موقف سيارات بشارع المعارض وإحراق سيارة على الساحل البحري بمنطقة الفاتح وتفجير اسطوانة غاز في البلاد القديم يوم أمس (الأول)، أدى إلى إصابة أم وطفلها».
وذكر أن كل هذه الأعمال التي تستهدف ترويع الآمنين، تعد أعمالاً إرهابية آثمة، تتساوى فيها مسئولية التنفيذ والتحريض، ويجب أن يرفضها الجميع والوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة ذلك بصرف النظر عن أي اختلافات سياسية أو طائفية أو اجتماعية.
وقال: «إن من يريد شق الصف وزعزعة الأمن، سيستمر في نهجه ما لم يشعر أن المجتمع ينبذ هذه السلوكات الغريبة».
جاء ذلك خلال لقائه أمس الثلثاء (24 أبريل/ نيسان 2012) عدداً من أهالي المحافظات الخمس، بحضور المحافظين وعدد من قيادات وزارة الداخلية، في إطار تعزيز الشراكة المجتمعية، وحرص الوزير على التواصل مع جميع المواطنين والمقيمين والاطمئنان على استقرار الأوضاع الأمنية في البحرين.
وأوضح وزير الداخلية أن من يدعي الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة أو تراخي رجال الأمن؛ إنما يعمل على تشويه العمل النبيل الذي تقوم به قوات الشرطة، حيث إن رسالة الشرطة، حماية الجميع والمحافظة على النظام العام، فالأمن ليس لأحد من دون آخر وهذا واجب نعمل عليه ونتحمل مسئوليته.
وأكد أن من حق رجل الأمن أن يدافع عن نفسه في إطار القانون، وخصوصًا أن هناك تدرجًا واضحًا في استخدام القوة وعدم اللجوء إلى التصعيد.
وأشار إلى أن تكثيف التواجد الأمني في بعض المناطق، يعود إلى زيادة الأسباب والمبررات التي تستدعي ذلك؛ حيث إن كل تجمع صار يتحول إلى أعمال عنف، وهو ما يؤدي إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في الوقت الذي تعمل فيه الشرطة على تجنب إحداث أي خسائر.
وشدد على أن معالجة هذه الأوضاع مسئولية الأمن، وقال: «لا نريد تدخل العاطفة بقصد المساعدة، فيكون لدينا ظرف أمني آخر علينا أن نتعامل معه، فمن يريد المساعدة عليه الالتزام بالقانون ويترك لنا معالجة الأمر من خلال اتخاذ تدابيرنا وإجراءاتنا». وأوضح أن هناك حاجة إلى التحدث إلى الموقوفين والمحكومين؛ حيث إن التوعية والنصح أمر مهم، والنصيحة واجبة اليوم، وحين تأتي في وقتها تصبح فعالة، في الوقت الذي أصبح فيه الخطاب الديني مسئولية وخصوصا أنه صار يتسع لكل أمور الدنيا، وهو ما يعد أحد مجالات المساعدة، أما الأمن فنحن مسئولون عنه.
وفيما يتعلق بحادث «متوفى الشاخورة»؛ فقد أكد اهتمامه بكشف ملابسات الواقعة، التي تتضمن شبهة جنائية، منوهًا إلى تكثيف الجهود الأمنية، وتقديم جميع المساعدات الممكنة إلى النيابة العامة من أجل سرعة التوصل إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وأشار إلى أنه، وانطلاقًا من حرصه على الاطلاع على احتياجات المواطنين وتلمس شئونهم؛ قام مؤخرًا بجولة في عدد من القرى حيث اطلع على ما تشهده من أحداث، وقال: «كان أمرًا مؤسفًا ما رأيته بالشوارع من حواجز وحجارة فضلاً عن سوء وضعها العام وإطفاء الأنوار... ما ذنب الأهالي الساكنين؟ ثم تأتي الشرطة وتتعامل مع الخارجين على القانون، فليعذرنا الأهالي مما يجري عليهم لكن إذا تركنا الشوارع لن يتمكن المواطنون أنفسهم من التحرك».
وفي هذا السياق؛ أكد أن المحافظ يمثل السلطة التنفيذية في محافظته، داعيًا محافظي المحافظات الخمس إلى تعميق التواصل مع المواطنين والاطلاع على مطالبهم وتوصيلها إلى الوزارات الخدمية المعنية من خلال المجلس التنسيقي الذي يضم ممثلي هذه الوزارات وينعقد برئاسة محافظ كل محافظة. وأضاف «إن الأمن الاجتماعي يشكل جزءًا أساسياًّ في عمل المحافظ، بالإضافة إلى أنه يشارك في الإشراف على السياسة العامة وتنفيذها من خلال المشاريع التنموية».
وأعرب عن تهنئته لجلالة الملك والقيادة بالنجاح الكبير والإنجاز المتميز الذي حققته مملكة البحرين والمتمثل في سباق الفورمولا 1، الأمر الذي قوبل بإشادة واسعة على المستوى الدولي، منوهاً إلى اعتزازه بتقدير جلالة الملك لرجال الأمن لدورهم في تحقيق هذا الإنجاز، وهو ما عبر عنه جلالته في اتصال هاتفي معه، كما أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بجهود رجال الشرطة في إنجاح الفعالية، وفي الوقت ذاته تلقى اتصالاً هاتفيًّا من صاحب السمو الملكي ولي العهد، أعرب فيه عن تقديره للجهود التي قام بها رجال الأمن، كما هنأ وزير الداخلية، الشعب البحريني ورجال الشرطة البواسل لدورهم المتقدم في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.
من جهتهم، عبر أهالي المحافظات الخمس عن تقديرهم البالغ لوزير الداخلية على مبادرته بعقد هذا اللقاء الذي يدخل في إطار مساعيه الوطنية المخلصة لحماية النسيج الوطني الواحد والحفاظ على مكتسباتنا الوطنية التي تحققت بفضل قيادة جلالة الملك.
العدد 3518 - الثلثاء 24 أبريل 2012م الموافق 03 جمادى الآخرة 1433هـ