العدد 2481 - الإثنين 22 يونيو 2009م الموافق 28 جمادى الآخرة 1430هـ

عملة نقدية موحدة في الخليج

ستظهر قريبا عملة جديدة في النظام المالي العالمي، اتفقت على انشائها أربع دول من دول الخليج العربي وهي السعودية والبحرين والكويت وقطر. وبغض النظر عما قيل بخصوص العولمة ومدى اضرارها وفوائدها فالواقع يفرض نفسه، إذ إننا نعيش في عهد العولمة الاقتصادية وهذا ما أكدته الأزمة المالية العالمية من مدى الارتباط الاقتصادي المالي العالمي، ما يتطلب اتخاذ الاجراءات الضرورية لمكافحة الازمة بشكل جماعي ومن هذه المحاولات الجماعية انشاء عملة نقدية موحدة.

من جهته، أشار الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، في خطابه أثناء المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي انعقد في بطرسبورغ، إلى أن النظام المالي العالمي أصبح يتغير، حيث يتعرض الدولار الأميركي الى ضغوط كبيرة من حيث التضخم النقدي وبالوقت نفسه ترتقي عملات اقليمية اخرى كاليورو المنافس الاول للدولار وايضا الين الصيني والروبل الروسي. أما بالنسبة إلى دول الخليج فاختارت في سياقها المالي أن تتجه على النمط الغربي الى إنشاء عملة موحدة فيما بينها.

ويجب القول إن فكرة انشاء العملة العربية الموحدة هي فكرة قائمة منذ 1981 وقد أخذت شكلها الواقعي في العام 2001 عندما أيدت هذه الفكرة ست دول من دول الخليج العربي لتنفيذ هذا الاتحاد النقدي بحلول العام 2010، وإنشاء عملة موحدة تلقب بشكل اصطلاحي «دينار خليجي».

وفي البداية رفضت سلطنة عمان الانضمام الى هذا الاتحاد النقدي وتبعتها الامارات العربية المتحدة، ما وضع تحت الشك احتمال واقعية هذا المشروع، إلا أنه تم التوقيع عليه مؤخرا وصار المرتابون منه في تردد بين الشك والريبة حيث من المقرر أن يتم التصديق على كل الوثائق ذات الصلة الى نهاية هذا العام.

أما الآن فيبقى الدينار الخليجي مرتبطا بالدولار بسبب ارتباط الصادرات الرئيسية لمجلس التعاون الخليجي بالدولار النفطي، لكن مع مرور الوقت يمكن أن تصبح العملة الخليجية الجديدة عملة السلة النقدية الموحدة ولكن الى الآن مازال تحقيق ذلك امرا صعبا، لأن المستورد الاكبر للنفط الخليجي هو الولايات المتحدة الأميركية التي تملك القدرة الكافية على فرض عملتها ودعمها في الاقليم، لكن إذا تمت الامور كما هو متفق عليه فستضاف الى الاسواق النقدية العالمية عملة اخرى مستقرة من اجل التبادل التجاري.

وبهذا الصدد، يقول الخبير في مركز البحوث العربية في معهد الاستشراق، فلاديمير أحميدوف: إنها الخطوة الاولى في طريق اعادة البناء الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي، ولكن الى الآن يستصعب التكهن عما ستكون الانعكاسات على المستقبل المالي والاقتصادي لهذه البلدان ولكن في المستقبل اذا تم انشاء العملة الموحدة في هذه الدول الخليجية اول ما سيتم هو تبديل الدولار الاميركي بهذه العملة وستتم عمليات التجارة بالنفط ليس عن طريق الدولار كما هو الآن ولكن بالدينار الخليجي.

وبالتأكيد، يجب العمل بشكل جدي كي يصبح هذا الاتحاد النقدي الخليجي مشروعا واقعيا، ويتم التعامل به على أرض الواقع، ما سيعطي مردودا إيجابيا على المنطقة العربية وعلى العالم الذي سيكون قد حصل على عملة جديدة لها احتياطاتها النقدية ورصيدها الذي يعزز النظام المالي العالمي وخصوصا في ظروف الازمات العالمية.

العدد 2481 - الإثنين 22 يونيو 2009م الموافق 28 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً