تواجه شركة «إيكيا»، التي تأسست في السويد العام 1943 وتعد عملاق صناعة أثاث المنازل في العالم، حملة انتقادات شديدة لقطعها الأشجار وإزالة الغابات المعمّرة في شمال كاريليا الروسية من خلال شركتها الفرعية والمملوكة لها بالكامل «سويدوود».

وتؤدّي عملية قطع الأشجار هذه إلى تدمير الغابات القديمة والفريدة من نوعها، وذات القيمة العالية في الحفاظ على المناخ، وفقاً لمنظمات بيئية رائدة.

فالخشب يشكّل المادة الخام الرئيسية لمنتجات «إيكيا». وهناك ما يقرب من 60 في المئة من منتجات الشركة المخزنة في 300 مخزن بشتى أرجاء العالم تحتوي على الخشب بشكل من الأشكال.

ولسنوات عديدة استخدمت الشركة شعار «نحب الخشب» لتعزيز حقيقة أن «إيكيا» تستخدم الخشب الذي تحصل عليه بطريقة اقتصادية واجتماعية مستدامة بيئياً. لكن التقارير والدراسات الحديثة تثبت أن هذا الإدّعاء هو مجرّد خرافة. فقد وجد تقرير استقصائي صدر الشهر الماضي (أبريل/ نيسان 2012) لتلفزيون الخدمة العامة السويدي، أن شركة سويدوود تقطع نحو 1400 فدان من الغابات سنوياً.

وتقول، رئيسة قسم الغابات في منظمة «سبوك» غير الحكومية بمجلس صيانة الأشجار بإقليم كاريليا، أولغا إيلينا لوكالة إنتر بريس سيرفس: «لدينا كمية (محدودة) من الغابات المعمَّرة في شمال كاريليا الروسي لها قيمة عالية في الحفاظ على البيئة. شركة إيكيا تدّعي إنها لا تعمل في الغابات المعمرة (...) لكن هذا ليس صحيحاً».

وتؤكد إيلينا أن ما يوجد الآن من الغابات المعمَّرة في كاريليا هو نحو 10 في المئة فقط؛ ما كانت عليه. كما ندّد التحالف العالمي للغابات بشدة أنشطة «إيكيا» في روسيا، وهو تحالف للمنظمات غير الحكومية في أكثر من 40 بلداً.

وكانت منظمة الحفاظ على الطبيعة «إحمِ غابات السويد» قد أوضحت ، بشكل موثق، أن «إيكيا» قامت من خلال شركة سويدوود، بقطع وإخلاء مناطق نمو الغابات المعمَّرة التي تحتوي على أشجار يتراوح عمرها من 200 إلى 600 العام شمال غرب كاريليا، بالقرب من الحدود الفنلندية، وهي عملية لها تأثيرات سلبية عميقة على النظم الأيكولوجية للغابات. وحزام الغابات البكر في روسيا، إلى جانب الغابات الاستوائية المطيرة على طول خط الاستواء، يؤديان وظائف حيوية للحياة على الأرض: فأحزمة الغابات تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وتعد موطناً لمئات الآلاف من الحيوانات الفريدة والأنواع النباتية.

إيدا كارلسون

وكالة إنتر بريس سيرفس