مع زيادة الخدمات التي تقدّمها شركات الاتصالات والبنوك في البحرين واحتدام المنافسة وتقاربها من حيث الأسعار أو المميزات، يبدو المستهلك ضائعاً في الاختيار فيما يناسبه، وهذه الفكرة التي انطلق منها علاء اليوسف في مشروعه «فلوسي» وهو موقع إلكتروني يقدم معلومات يسهل مقارنتها عن منتجات شركات الاتصالات وباقات الهواتف الذكية وخطوط الإنترنت وبطاقات الائتمان المصرفية وحتى حسابات الادخار ونسب الفوائد التي توفرها البنوك للودائع. وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فلوسي» القائمة على المشروع علاء اليوسف في لقاء مع «الوسط»، إن فكرة الموقع الذي يقدم خدمات معلومات للمستهلكين قد تكون معروفه وشعبية في دول غربية ومتقدمة، لكن في دول المنطقة لا توجد منصة معلومات توفر المقارنة بين الكم الكبير من المنتجات الخدمية من مزودين متعددين في مكان واحد.

ويرى اليوسف، وهو باحث اقتصادي شغل سابقاً مناصب عدَّة في صندوق النقد الدولي ومؤسسة التصنيف العالمية «ستاندرد آند بورز»، أن الشفافية ووضوح المعلومات تضيف الكثير لاقتصادات الدول .

وعن أهمية الموقع في البحرين « كبلد صغير واقتصاد صغير باستطاعة البحرين الاستفادة من الاقتصاد المعرفي للخروج من قوقعتها الاقتصادية. بذلك استطاعت دول مثل الهند توفير فرص عمل كثيرة ذات مردود عال في قطاع المعلومات والاتصالات. البحرين لديها خطة 2030 ولديها خطة اقتصاد معرفي تحتوي على توفير خدمات مثل البرودباند السريع ونأمل أن تستقطب استثمارات محلية وأجنبية بحيث يستطيع شباب وشابّات البحرين الانخراط في وظائف ذات قيمة عالية».

ويقدّم «فلوسي» حالياً معلومات عن باقات الاتصالات والهواتف الذكية التي تقدمها شركات الاتصالات إلى جانب الخدمات المصرفية في كل من البحرين والسعودية والإمارات.

وقال اليوسف: «هناك كميات كبيرة من الباقات والخدمات المعروضة في الموقع سواء في البحرين أو السعودية أو الإمارات، نحن نتأكد من صحة هذه المعلومات ونحدثها بصورة مستمرة».

ويتخطى الطموح الجغرافي لـ «فلوسي» الخليج وفي هذا الصدد يقول اليوسف: «الإمكانات البشرية لدينا محدودة حالياً، ومع زيادة عدد الدول نحتاج إلى زيادة رأس المال . ونحن بطور زيادة رأس المال وتحويل المشروع إلى شركة مساهمة محدودة ويكون فيها شركاء أكثر ونسعى إلى استقطاب مستثمرين».

وأوضح اليوسف أن مشروع «فلوسي» أنطلقت فكرته في فبراير/ شباط 2011 حين بدأت دراسة الجدوى للمشروع قبل إطلاقه هذا العام (2012) في الشهر نفسه؛ إذ استغرق تصميم الموقع نحو 8 شهور «المدة الطويلة لتصميم الموقع ترجع إلى تعقيد التصميم لوجود منصة معلومات دينامكية تستطيع البحث وترتيب المعلومات من حيث عوامل عدة، مثل الأسعار والسعة بالنسبة إلى الإنترنت وغيرها فذلك يتطلب برمجة أكثر تعقيداً من المواقع العادية».

وفي غضون 4 أشهر فقط استطاع الموقع أن يحظى باهتمام واسع من المستخدمين، وفي هذا الصدد يقول اليوسف: «لاحظنا أن هناك منحنى تصاعدياً لعدد الزيارات منذ فبراير الماضي. اليوم يزور filoosy.com أكثر من ألف زائر يومياً من عدد الدول وليس فقط الثلاث دول التي يقدم معلومات عن المنتجات فيها».

ويقوم موظفو الشركة حالياً بتحديث قائمة العروض والأسعار لشركات الاتصالات والبنوك في موقع «فلوسي» لكن اليوسف يقول، إن شركته تعمل على توقيع اتفاقيات مع البنوك وشركات الاتصالات للحصول على بيانات عن الأسعار والمنتجات والخدمات الجديدة والتعاون معها.

ولا تقتصر الفائدة المحققة على المستهلكين الذين سيحصلون على مصدر واحد للمعلومات عن أسعار ومنتجات الخدمات والمقارنة بينها فقط كما يرى اليوسف «الموقع سيشكل فرصة للشركات الصغيرة للحصول على فرص لترويج خدماتها ومنتجاتها بتكاليف أقل».

وقال اليوسف: «نريد خدمة الطرفين المشتري والشركة، فالمشتري يبحث عن اختيار ما يناسبه من خدمة في حين نساعد الشركة للوصول إلى الزبائن والترويج والإعلان».

وأفاد الرئيس التنفيذي لـ «فلوسي» أن أهم ميزة للتجارة الإلكترونية أو الاقتصاد الرقمي «لما نرى من أثر المواقع الترويجية والتجارية بتخطيها حدود الدول ونرى الكل يمكن أن يشارك فيها. نأمل من خلال توسعها في الخليج أن تؤثر في سهولة التسوق والإعلان فهناك توجه عموماً للتسوق على الانترنت، وكذلك بالنسبة إلى الترويج هناك انتقال كبير من الوسائط المعتادة إلى الانترنت، وهناك نسبة نفاذ مرتفعة في الخليج في خدمات الموبايل والانترنت فالكثير من الناس يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي ويتصلون مع بعضهم بعضاً».

وأكد، أن قطاع الأعمال يجب عليه الاستفادة بشكل كبير من تقنية المعلومات.

وعن خطة «فلوسي» لتطوير عملها «خطتنا في كل دول الثلاث الحالية أن نصل إلى أكبر عدد من مزوّدي الخدمات سواء كانوا بنوكاً أو شركات اتصالات ونتعاقد معهم ونحصل على المعلومات منهم بحيث نزيد عدد الباقات أو الخدمات المعروضة وفي الوقت نفسه يساعدنا في الحصول على إيرادات تساعدنا في النمو والتطور وبالتالي التوسّع في الدول الخليجية المجاورة».

وأشار إلى أن الشركة مرخصة في البحرين وأن علمية التوسع في دول أكبر لن تحتاج إلى تراخيص جديدة. وإضافة إلى التوسع الجغرافي تهدف الشركة إلى زيادة الخدمات المقدمة.

مركز بيانات فرص التدريب

وفي سياق آخر، أشار اليوسف إلى مشروع آخر تعمل عليه «فلوسي» وأطلقته بصورة تجريبية وهي قاعدة لبيانات فرص التدريب المتاحة والباحثين عن فرص التدريب في الشركات.

وقال اليوسف « فكرة موقع internsouq.com تهدف إلى ترويج فكرة التدريب للخريجين. حالياً طلبة الجامعات مطلوب منهم الحصول على فترة تدريب لمدة شهرين. بعض الشركات الكبيرة تأخذ عدداً محدوداً لبرامج تدريبها. الغالبية من خريجي الجامعات يواجهون بطالة. والتحدي الكبير الذي يواجه دول العالم هو توفير فرص عمل للخريجين الجدد وخصوصاً في الدول التي يوجد فيها نمو سكاني كبير وأعمار يافعة».

وأضاف «وزارة العمل لديها خطط للتدريب وفرص عمل، لكن الموقع مبادرة لجلب فكرة ناجحة في سنغافورة وبريطانيا وأميركا وهي وضع برامج تدريب قصيرة المدى على الموقع بشكل شفاف بحيث إن الراغبين في فرص التدريب يضعون بياناتهم وفي الوقت نفسه تستطيع الشركات الكبيرة أو الصغيرة الحصول على المتدربين لفترة شهرين أو ثلاثة وهذا يسهل العملية للشركات والطلبة بدل الاعتماد على العلاقات والمعارف».

وأشار اليوسف إلى أن الفكرة سيتم إطلاقها في البحرين ولكن سيتم تعميمها على الدول «هناك مواقع للتوظيف الدائم والمهنيين الذين لديهم خبرة، لكن حديثي التخرج يواجهون المعضلة. ولكن مع وجود فرصة تدريب تستطيع إخراج الخريجين من هذه الدوامة وخصوصاً أن التدريب ليس بعقود ملزمة وهناك متدربون يرغبون في التدريب حتى بأجور رمزية أو حتى بدون مقابل فالموقع يعطي فرصة للطرفين من أجل التلاقي».

وأوضح أن الطلاب أو الخريجين يستطيعون إدخال بياناتهم وتكوين ملف شخصي والحصول على كلمة سر من أجل تحديث المعلومات، كما سيتاح للشركات الراغبة في توفير فرص تدريب الإطلاع على الخريجين أو الباحثين عن فرص التدريب.

وأكد أن الشركات تستطيع الاستفادة من الخريجين والمتدربين في توظيف قوة بشرية تضيف إلى عمل الشركة، إلى جانب الفوائد التي تعود على الاقتصاد والمجتمع والمساهمة في معالجة الفرص من خلال توفير فرص متكافئة للجميع.