شهدت عدة مناطق من سورية أمس الجمعة (31 أغسطس/ آب 2012) تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وبينها العاصمة دمشق التي أغلقت السلطات مداخلها وفرضت على أحيائها وشوارعها إجراءات أمنية مشددة.
وهتف مئات المتظاهرين في حي العسالي في جنوب دمشق «ما نركع ما نركع، جيب الدبابة والمدفع»، بحسب ما أظهر شريط مسجل نشره ناشطون على موقع «يوتيوب».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التظاهرات عمت أيضاً عدة مناطق في ريف دمشق بعيد صلاة الجمعة، وبينها حرستا ودوما، مشيراً إلى تعرض بلدات في المحافظة إلى «قصف عنيف من قبل القوات النظامية». وجرت هذه التظاهرات في وقت أغلقت السلطات السورية الطرق المؤدية إلى دمشق استباقاً للتحركات التي دعا إليها ناشطون تحت شعار «داريا شعلة لن تنطفئ»، على أن تبقى مغلقة حتى مساء اليوم (السبت).
وانتشرت الحواجز الأمنية عند مداخل الشوارع والأحياء تدقق في أوراق الداخلين والخارجين وتفتش صناديق السيارات، حسبما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وبعد ليلة صاخبة بأصوات القصف المتقطع التي تلاها هدوء صباحي، سمعت في دمشق أصوات انفجارات قوية عقب صلاة الجمعة، وفقاً للمراسل. وفي مناطق أخرى من البلاد، خرج الآلاف إلى شوارع عدة محافظات على رغم تواصل أعمال القصف من قبل القوات النظامية والاشتباكات بين هذه القوات والمقاتلين المناهضين للنظام.
وحمل مئات المتظاهرين وبينهم العديد من الأطفال في كفرزيتا في حماة (وسط) أعلام الحركة الاحتجاجية وهتفوا «الموت ولا المذلة»، بحسب ما أظهر شريط مسجل نشر على «يوتيوب». وفي درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية، هتف المتظاهرون «هاي بلاد العز ونحن رجالها، وأنت يا شهيد من أبطالها»، و «عيب عليك عسكري خاين».
كما نظمت تظاهرة شارك فيها عشرات الأطفال في حلب (شمال) حيث هتفوا «يا محلاها الحرية». وكانت لجان التنسيق المحلية دعت إلى التظاهر أمس تحت شعار «داريا شعلة لن تنطفئ»، في إشارة إلى المدينة الواقعة في ريف دمشق حيث تم العثور نهاية الأسبوع الماضي على مئات الجثث.
وذكرت في بيان أنه «بعد المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات النظام الأسدي المجرم بحق أيقونة الثورة السلمية داريا... اعتمدت لجان التنسيق اسم داريا شعلة لن تنطفئ كاسم وشعار ليوم الجمعة».
إلى ذلك هاجمت القوى المعارضة المسلحة في سورية الليلة قبل الماضية مبنى أمنياً في حلب، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه «هاجم مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مبنى فرع أمني في حي الزهراء بمدينة حلب واشتبكوا مع عناصر الفرع». وأضاف «شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من محيط الفرع وبعض نوافذه على إثر استهدافه بقذائف الهاون ووردت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر في صفوف المهاجمين».
في موازاة ذلك، تعرضت أحياء السكري (جنوب) وهنانو (شمال شرق) وصلاح الدين (جنوب غرب) للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، بحسب ما ذكر المرصد.
وفي دمشق، تحدث المرصد عن «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة الثائرة في منطقة السيدة زينب قامت على إثرها الكتائب المقاتلة بأسر عدد من القوات النظامية»، فيما قامت القوات النظامية باقتحام بلدة كفربطنا وقصف رنكوس في ريف العاصمة.
كما دارت «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام قرب كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية شرق البلاد، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على عدة أحياء من المدينة، وفقاً للمرصد.
وقتل أمس ثلاثة مدنيين جراء قصف استهدف بلدات وأحياء في درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف مارس/ اذار 2011. وجاء ذلك بعد مقتل 119 شخصا في أنحاء سورية أمس الأول.
العدد 3647 - الجمعة 31 أغسطس 2012م الموافق 13 شوال 1433هـ
كفا عبثا بالحياية البشرية
الي متى ونحن نصارع بعضنا بعض كفاكم