صرحت رئيسة جمعية أصدقاء البيئة خولة المهندي والتي تحضر حاليا اجتماعا بناء على دعوة رسمية في العاصمة الإيطالية روما لدعم تطبيق الدليل الإرشادي الطوعي الجديد حول الأمن الغذائي والذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في بداية هذا العام 2012.
أن الأمن الغذائي (Food Security) قضية عالمية على درجة كبيرة من الأهمية لكل شعوب العالم وعلى الأخص الشعوب الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ (Climate Change) والأقل قدرة على إنتاج غذائها والأكثر اعتمادا على غيرها في الحصول على ذلك الغذاء. وأن الاجتماعات في مقر منظمة الفاو تسير باتجاه إيلاء اهتمام خاص لآليات محكمة لتطبيق ما جاء في وثيقة " المبادئ التوجيھية الطوعية بشأن الحوكمة المسئولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني" التي أقرتها الدول المنتمية للفاو في مايو الماضي. وقد جاءت أطروحات المجتمع المدني العالمي مؤكدة أن تطبيق ماتم الاتفاق عليه في أكثر من أربع سنوات من المشاورات والمفاوضات بقيادة الفاو، هو أمر أساسي دونه لايكون هناك معنى للجهد المبذول.
وحول مشاركتها في الاجتماع بينت رئيسة جمعية أصدقاء البيئة والتي تحضر الاجتماع كممثلة وحيدة من المجتمع المدني في المنطقة، إلى جانب زملائها وزميلاتها من مختلف مناطق العالم، أن المجتمع المدني لديه موقف قوي بشأن تطبيق الوثيقة إذ أنه يمثل صوت البشر الذين يموتون بسبب نقص الغذاء وبسبب حرمانهم من حقهم في الوصول إلى الأراضي التي يستطيعون من خلالها إنتاج الغذاء لهم ولأسرهم بل وللعالم. كما بينت أن المجتمع المدني حرص على إسماع صوته من خلال مداخلات كثيرة ونقاط واضحة قدمها للمجلس المجتمع في روما وأن منظمة الفاو رحبت بمعطيات المجتمع المدني وأكدت على ماجاء في بيانه من أن الأسلوب التشاركي والشمولي الذي انتهجته الفاو هو مايجب أن يستمر. وأكدت المهندي أن مؤسسات المجتمع المدني المعنية يجب أن تكون شريكا حقيقيا في اتخاذ القرار لمعالجة قضية الأمن الغذائي وإلا فلن يكون هناك حل مستدام حقيقي ولن يكون لهذه الوثيقة أو غيرها مكان إلا على رفوف المكاتب.
وأوضحت المهندي أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي بعد عودتها للبحرين لشرح قضية الأمن الغذائي وإطلاع البحرين على أهم خلاصات اجتماعات روما والمترتبات اللاحقة.
وكانت خولة المهندي قد ذكرت قبل سفرها إلى روما أن الأمن الغذائي قضية عالمية على درجة كبيرة من الأهمية وأن الأمن الغذائي يتحقق حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عندما يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول، من الناحيتين المادية والاقتصادية، على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي حاجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية كي يعيشوا حياة توفر لهم النشاط والصحة. حيث جاء في تمهيد الدليل الإرشادي أن الغرض من التوجيهات والخطوط الإرشادية ھو تشكيل مرجع وتوفير الإرشادات اللازمة لتحسين حوكمة حيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات، مع الهدف العام المتمثل في تحقيق الأمن الغذائي للجميع، ودعم الإدراك التدريجي للحق في غذاء ٍ كاف في سياق الأمن الغذائي الوطني، فقد وضعت هذه الخطوط التوجيهية بحيث تساھم في االجهود العالمية والوطنية الرامية إلى القضاء على الجوع والفقر استنادا إلى مبادئ التنمية المستدامة و وإقرارا بالمكانة المركزية التي تحتلها الأرض في مجال التنمية عبر تعزيز حماية حقوق الحيازة، والحصول العادل على الأراضي، ومصايد الأسماك، والغابات. ويتوقف القضاء على الجوع والفقر، والاستخدام المستدام للبيئة إلى حد بعيد على طريقة وصول الأشخاص، والمجتمعات المحلية، وغيرھم إلى الأراضي ومصايد الأسماك والغابات. وتستند سبل معيشة الكثيرين، وخاصة فقراء الريف، إلى الوصول المضمون والعادل إلى هذه الموارد والسيطرة عليها فهي مصدر للغذاء والمأوى؛ وهي الأساس الذي تقوم عليه الممارسات الاجتماعية، والثقافية والدينية؛ كما تمثل عاملا محوريا في النمو الاقتصادي.
وأكدت أن قضية الأمن الغذائي من أهم القضايا التي على الدول والشعوب التعامل معها بحيطة ودراسة قبل فوات الأوان إذ أن سدس سكان العالم حاليا لايحصلون على الغذاء الصحي والكافي وأن الوضع آخذ في السوء لاسيما مع التأثيرات الخطيرة المتوقعة لتغير المناخ.