أفاد أحدث التقارير الصادرة عن بنك «باركليز» ضمن سلسلة تقارير «ويلث انسايتس» (Wealth Insights) بأن 91 في المئة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط يتفقون على أن الفشل هو عامل إيجابي وأساسي لتحقيق النمو الاقتصادي، مقارنة بآراء 74 في المئة من أصحاب الثروات على مستوى العالم. وفي مقارنة مع الاقتصادات الغربية، فأصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط ينظرون إلى النكسات الاقتصادية بايجابية ويظهرون مثابرة عالية ويتطلعون بشكل أفضل إلى الفوائد الناجمة عن هذه النكسات.
كما ينتشر اعتقاد لدى الأغلبية الساحقة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (91 في المئة) وآسيا (80 في المئة) بأن الفشل هو إيجابي وضروري لتحقيق النمو لاقتصادي، في حين تنخفض هذه الأرقام إلى 71 في المئة و 69 في المئة في الولايات المتحدة وأوروبا. وإضافة إلى ذلك، ينظر أصحاب الثروات في آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية بإيجابية إلى الفرص التي نتجت عن الأزمة المالية العالمية الأخيرة (53 في المئة و 60 في المئة) مقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا (44 في المئة و 42 في المئة).
ويقدّم التقرير الذي نشر يوم الاثنين (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) بعنوان «إذا لم تحقق النجاح في البداية (...) اتبع المواقف العالمية من التحديات العاثرة» والذي شمل استطلاعات آراء لأكثر من 2000 فرد من أصحاب الثروات من كبار أصحاب الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. ويقدّم التقرير دراسة عميقة بشان مختلف الطرق التي يتبعها أصحاب الثروات في جميع أنحاء العالم حول تطلعاتهم واستجابتهم للنكسات الاقتصادية. ويكشف التقرير أيضاً كيفية تقييم مختلف الثقافات والصفات المتعلقة بالمثابرة والتفاؤل والدور الذي يلعبه الحظ ونظرة أصحاب الأعمال إلى النكسات كنقطة انطلاق لتحقيق النجاح في المستقبل.
ويشير التقرير إلى أن أكبر نسبة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (81 في المئة) تعتقد بأن فشل المساعي السابقة في مجال تنظيم المشاريع يزيد من فرص نجاح المشاريع الجديدة. ويترسخ هذا الموقف من الفشل عندما سئل المشاركون في الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط عمّا إذا كانوا يرغبون في تعيين شخص خاض تجربة فشل في مشاريع الأعمال. وبلغت نسبة الذين أكدوا هذا الخيار من المملكة العربية السعودية (89 في المئة) وقطر (86 في المئة) و 61 في المئة من الإمارات العربية المتحدة. وفي أماكن أخرى من العالم أعرب، فقط 42 في المئة و 47 في المئة من أصحاب الثروات في المملكة المتحدة واليابان رغبتهم في تعيين شخص شهد تجربة مؤسسة فاشلة وينخفض هذا الرقم إلى 25 في المئة في موناكو.
ويكشف التقرير عن أن 74 في المئة من أصحاب الثروات السعوديين هم من أصحاب الرأي الذي يقول بأن أصحاب الأعمال يجب أن يستمروا حتى لو كانت أعمالهم في تخبط بدلاً من اللجوء إلى الحد من الخسائر. ففي منطقة الشرق الأوسط، هناك 36 في المئة من القطريين الذي يؤمنون بتخفيض خسائرهم في حال كان أداء الأعمال غير مستقر. ومع ذلك، يبيّن التقرير أن الأغلبية الساحقة 100 في المئة يعتقدون أن الفشل في الماضي سيزيد من فرص النجاح لمستقبل رواد الأعمال.
ويكشف التقرير، أن أصحاب الثروات يعتقدون بأن النجاح يعتمد بشكل كبير على (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق). وكمعدل وسطي، يشير التقرير إلى أن أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع يعزون النجاح إلى تلك العوامل (35 في المئة لكل منها). ومن ناحية أخرى، ينظر إلى الفرص (16 في المئة) والعلاقات (15 في المئة) على أنها عوامل أقل أهمية. وفي منطقة الشرق الأوسط، تأتي الإمارات العربية المتحدة في مرتبة أعلى فيما يتعلق بالاعتقاد في أهمية (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق)، بنسبة 35 في المئة و 36 في المئة على التوالي. وفي قطر، يرجح 34 في المئة من أصحاب الثروات إلى أن النجاح يرجع للصدفة وهو أعلى من جميع البلدان التي شملها الاستطلاع.
وعندما سئل أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط عن أهمية التعلم من الفشل كانت هناك اختلافات بين الذين كانت لديهم تجارب في الفشل. فقد قال المشاركون من قطر 73 في المئة (الأعلى عالمياً) والإمارات العربية المتحدة 45 في المئة والمملكة العربية السعودية 34 في المئة أنهم تعلموا الكثير من إخفاقات الماضي. وجاءت الردود مشابهة، عندما سئل أفراد هذه العينة عما إذا كانوا قادرين على استعادة التعافي بشكل سريع من الفشل؛ إذ أعرب 85 في المئة من قطر عن اتفاقهم هذا الأمر مقارنة بـ 45 في المئة من السعودية و 37 في المئة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويكشف التقرير تبايناً في عدد الأشخاص الذين يرون أنفسهم على أنهم رواد أعمال في الاقتصادات الغربية مقابل الشرقية. ووفقاً للبحث، ينظر فقط 29 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة و 30 في المئة في أوروبا إلى أنفسهم كرواد أعمال، مقابل 47 في المئة في آسيا و 50 في المئة في الشرق الأوسط و 55 في المئة في أميركا الوسطى والجنوبية. وبالإضافة إلى ذلك، يقول 56 في المئة من رواد الأعمال في أنحاء العالم كافة بأنهم تعلموا الكثير من الفشل، مقارنة مع 41 في المئة من غير رواد أعمال.
المشهد العالمي
يكشف التقرير عن بعض النتائج المهمة المتعلقة بعقلية الأفراد في مناطق مختلفة. ففي الشرق الأوسط يوافق 83 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع على أن أي شخص يعمل بجهد كاف يمكن أن يصبح صاحب أعمال ناجحاً. أما في الولايات المتحدة وأوروبا فتبلغ النسبة 49 في المئة و 44 في المئة فقط.
العدد 3723 - الخميس 15 نوفمبر 2012م الموافق 01 محرم 1434هـ