العدد 3792 - الأربعاء 23 يناير 2013م الموافق 11 ربيع الاول 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

يسألونك عن الصحافي

هل سمعتم قصة رئيس جمهورية مصر العربية السابق (أنور السادات) مع الصحافية بالتلفزيون الأميركي الشهيرة بار بارا والترز، والتي كان يسميها «بار باره»، حيث قال لها مرة: إن راتبك الشهري أضخم بكثير من راتبي!! فردت عليه فوراً: «ولكني لا أملك ستة وثلاثين استراحة!» - على اصطلاحنا (شاليهات) - وهنا سكت الرئيس وكتم غضبه لأن الصحافية الأميركية ذات العيون الزرق يهابها الرؤساء العرب بينما لو صدرت هذه العبارات من صحافي أو صحافية عربية لأجلسها في بيتها!!

ما يهمنا هنا في هذه القصة هي أن الصحافيين الأجانب بالذات الأميركان ذوي العيون الزرق يتمتعون بحصانة دولية ولديهم الصلاحية في الخوض في الكثير من المواضيع الحساسة المحلية والدولية، دون خطوط ولا إشارات حمراء توقفهم، بل كل الخطوط وكل الأبواب مفتوحة لهم خصوصاً في الدول العربية من دون رقيب ولا حسيب عكس الصحافي العربي الذي يعيش هماًً يومياً أو حالة نفسية بين الخوف تارة وبين الرجاء تارة أخرى، فيما يكتب وفيما لا يكتب!

فتراه مشوش الأفكار في افتتاحيته اليومية يدور قلمه في مواضيع لا صلة لها بالواقع حول مثلاً اليوم المفتوح للمدارس! في الوقت الذي قاربت المرحلة الدراسية على الانتهاء! أو تراه يتناول حادثة قديمة مضى عليها الدهر وشرب ككميات الأمطار التي سقطت في العام الماضي!

وهكذا في نهاية حياته يتحول إلى كاتب ممل تتهرب الناس عن قراءة أعمدته وبالتالي تعزف عن شراء مجلته فيضطر إلى بيع صحيفته على أقاربه حتى لا تخلو الشوارع منها!... إن الصحافي أو رئيس التحرير في خارج الوطن العربي ينظر إليه بعين الأهمية والاحترام، خصوصاً في الأوساط الإعلامية الدولية والمحافل الصحافية، وذلك لنظافة قلمه وقوته وطريقة انتقائه للمواضيع ذات الصلة بالواقع، وإلا ما الداعي أن رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير يطير خصيصاً إلى استراليا، و ذلك لمقابلة الثري الأسترالي المعروف روبرت مردوخ صاحب مؤسسات صحافية (التايمز، الصنداي تايمز، الصن الصنداي، صن نيوزورلد) قبل الانتخابات والتي أوصلته إلى سدة الحكم.

نحن نقول لسنا في أوروبا ولا في أميركا حتى يصبح الصحافي بطلاً أسطورياً تهابه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، نحن نعيش في دول عربية لها مبادئها وأعرافها وتشريعاتها الثابتة، ولكن لا نرغب أن يخاف الصحافي من ظله! فيركز في عموده اليومي على أخبار الأرصاد الجوية أو تنبؤات الطقس أو سرعة الرياح (30 - 50 عقدة) ولا أسعار الخضراوات مثلاً! ولا أن تتحول صحفنا إلى مجلات تحكي قصص الأطفال مثل «مجلة كابتن ماجد»!! ويتجاهل الحالات التي تعيشها المجتمعات العربية كحالات الفساد والفقر والبؤس والحرمان!!! في بلدان النفط والصناعات!

كذلك لا نرغب في صحف همها يومياً تلميع صور الأنظمة العربية أو صحف ذات أقلام مائعة وبأعداد كثيرة وقد لا تكون المشكلة في كثرتها فقط، ولكن في سطورها وما تحويه من إعلانات لمشاهير في هز البطون وأخبار الفنانات أو التمجيد والتقديس لذاك الطاغية أو الإشادة بهذه العائلة لسنوات طويلة حتى بات الصحافي العربي مثله مثل النمل التي ضرب القرآن لنا فيهم أروع الأمثلة في خوفها الشديد من النبي سليمان إلى درجة أن «ما دلّهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته» (سبأ: 34).

وصدق المقبور الأعور وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان، حين قال: «إن العرب لا يقرؤون وبالتالي لا أخشاهم أبداً»، وأنا أقولها بصراحة إننا أمة لا تقرأ، بل تعبث وتلهث وراء التكنولوجيا المعلبة المستوردة من أميركا بدءاً من الإلكترونيات انتهاءً بالمركبات!

كذلك لا نريد صحفاً كالسلاحف في طريقة وأسلوب تغطيتها للحوادث! حيث تمر الحادثة وتموت دون تغطية صحافية، ولا نريد صحفاً تسبق الحدث فتنشر معلومات مغالطة للواقع وتحول صحافيها إلى صحافيين مغضوب عليهم! نخسرهم ونخسر سطورهم في غمضة عين... ولا في صحف تدفع ثمن حريتها وقوة كلمتها مقابل صحف تقبض ثمن انبطاحها وتقديس متنفذيها! ولكن لا يجب أن ننسى دور الصحافي وأهميته وموقعه وأمانته التي حملها وتكبد الصعاب من أجلها حباً في مهنته وفي كلمته الصادقة الهادفة في (السلطة الرابعة)... أليس من الأجدر أن يجد الصحافي من يحتفي فيه ويكرمه لا أن نحشره في زنزانة! كي تلامس أصابعه قضبان السجن! هذه الأصابع التي طالما سهرت الليالي والأيام لتعري الأجهزة الفاسدة أو تلاحق المتنفذين لتكشف لنا وبالأرقام سرقاتهم النهارية قبل الليلية أو تكذب الجرائم الإسرائيلية الأميركية التي زادت ونمت جراء احتلال هذه البلدة أو تلك الدولة.

وفي البحرين التي يوجد فيها أكثر من صحيفة وصحافي يحمل قلماً ذهبياً نظيفاً أفضل من «بارباره» وغيرها.

فصحيفة «الوسط» أنموذجاً في تغطيتها للأحداث المحلية بكل صدق وأمانة وقضايا المواطن البحريني وما يعانيه وتجنبها إثارة الطائفية والفتن وما يعكر صفو الطائفتين الكريمتين وتركيزها على ما يجمع شملهم بأقلام بحرينية ناشطة وأنا هنا لست في مجال استعراض أقلامها الجميلة المثيرة في أعمدتها.

مهدي خليل


جهود لا تنسى

أستاذ كبير، فنان مسرحي وإعلامي أيضاً... تقلد مناصب عديدة في وزارتي التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام وكان آخرها مديراً لإذاعة البحرين بالوكالة، حاصل على بكالوريوس الفنون الدرامية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت في العام 1987 بامتياز، هذا هو سامي القوز المواطن الذي شرفنا قديماً ومازال يعطي الكثير، كرمه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نظير عطاءاته الإدارية والفنية في المجال الإعلامي الإذاعي العام 2000 بوسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله من الدرجة الرابعة.

كما كرمه جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج في المهرجان الحادي عشر في العام 2010 تقديراً على دوره الريادي في العمل الإذاعي والتلفزيوني الخليجي، أيضاً تم تكريمه في مهرجان المسرح المدرسي الخامس العام 2012 من قبل وزارة التربية والتعليم كرائد من رواد الحراك المسرحي المدرسي بمملكة البحرين، فضلاً عن حصوله على شهادات تقدير وتكريم من بعض المؤسسات الأهلية بمملكة البحرين أبرزها مسرح أوال، إن هذه المعلومات جزء بسيط من حياته وإخلاصه للوطن.

يقول القوز: «إن بداية مشواري العملي الفني الفعلي بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث التحقت بوزارة التربية والتعليم قسم الأنشطة التربوية وقد عينت منسقاً ثم اختصاصياً للنشاط المسرحي، وكانت المتعة في هذا المجال تكمن في اكتشافنا للكوادر الفنية الطلابية وتوجيهها وصقلها من أجل خلق حراك مسرحي مدرسي أفضل، من جهة أخرى ساهمت في تطوير الحراك المسرحي ودفعت به للمنافسة الخليجية والعربية على حد سواء... كنت أساهم في المسرح حيث مثلت وأخرجت عدة أعمال ناجحة من أبرزها «المفتش العام»، «أرض لا تنبت الزهور»، «ديرة العجائب»، «عامر والقرد»، «عش الغراب»، «البراحة» وغيرها الكثير لا يسعني أن أذكرها لكم، وإني أتمنى للجهود الصادقة والمخلصة استمرارية الارتقاء من حيث الشكل الفني وحسن اختيار الموضوع، إضافة إلى منح الفرص للطاقات الشبابية من المساهمة الفعلية لتبقى الحالة المسرحية متحركة تتقدم وتتطور حسب مقتضيات العصر».

أما عن مشواره الإذاعي فيستطرد قائلاً: «بدأت به كمتعاون العام 1972 وكان أول برنامج إذاعي شاركت فيه برنامج درامي من إخراج الزميل نبيل العلوي وهو عبارة عن تمثيليات درامية معدة من الأدب العالي، والحق يقال كانت التمثيليات في غاية الروعة والجمال من حيث الفكرة والمعالجة الدرامية (الحبكة)، كنا نسجل أعمالنا في المبنى القديم للإذاعة بالمنامة، واستمر تعاوني مع الإذاعة خلال دراستي بالمعهد حيث كانت وزارة الإعلام تستقبلنا في الإجازات الصيفية.

في العام 1989 أبدت وزارة الإعلام رغبتها في نقلي لجهاز الإذاعة ورحبت بالفكرة وعينت رئيساً للبرامج ثم تمت ترقيتي إلى منصب رئيس الإذاعة وفي عهد وزير الإعلام السابق محمد عبدالغفار صدر قرار بتكليفي قائماً بأعمال مدير الإذاعة إلى يوم تقاعدي عن العمل.

في الواقع خيرة العمل الإذاعي أنه عمل ثقافي متدفق عامر بالمعلومة ويشبه في عطائه إلى حد كبير المكتبة الأدبية المليئة بالمراجع والدراسات والكتب التراثية وفي الحقيقة أن العمل الذي يمنح الإنسان المعرفة المتجددة يخلق المتعة الدائمة وهذا ما أحببني في العمل الإذاعي.

أخي سامي القوز (بويعقوب) تحياتي القلبية لك وأقولها بصراحة نحن فئة المثقفين تلاميذك وأنت مدرسنا، فنصيحتي لك ألا تتوقف عن هذه الأعمال الممتازة فإنك فخر كبير للمواطن البحريني الكريم.

صالح بن علي


«فيتامين واو»

من المعروف أن من أهم المبادئ الأساسية المساهمة في نجاح أي جهاز إداري، أكان عاماً أو خاصاً، هو تطبيق مبدأ «الرجل المناسب في المكان المناسب»، ومن السهل تطبيق هذا المبدأ في القطاع الخاص، لأن من السهل تقييم أدائه في منصبه.

فالقطاع الخاص يقيس عمل كل موظف بنسبة مساهمته في تحقيق الأرباح والمشكلة هي في تقييم أداء الموظف العام، فالزبائن بالنسبة إليه هم عامة الناس أكانوا مواطنين أم مقيمين، والسؤال الكبير هو مستوى أداء هذا الموظف العام من حيث تجاوبه مع زبائنه وهذا أمر ليس سهلاً تقييمه.

ومن الشائع والمعروف عند العالم الثالث أن مبدأ «الرجل المناسب في المكان المناسب»، قد استبدل بمبدأ يسير في الاتجاه المعاكس وأصبح يطلق عليه «فيتامين واو» وهذا الفيتامين يساهم بشكل كبير في توظيف أعداد كبيرة من المسئولين غير المناسبين في مواقع عمل مهمة التي تحتاج إلى كفاءة وخبرة ولكن حامل هذا الفيتامين يجتاز هذه الخطوط ويصل إلى مبتغاه بسرعة وسهولة وعند الحديث عن هذا الموضوع هناك نقطة مهمة أخرى من الواجب إضافتها إلى الخبرة والكفاءة وهي الأمانة والإخلاص في العمل، فلو كان صاحب الكفاءة والخبرة فاسداً إدارياً، فهو سيكون مساهماً ضليعاً في مجال الفساد المالي والإداري... والخوف كل الخوف أن يصبح من الشخصيات التي تحتذى بفسادها.

وفى هذا المجال أود أن أشير إلى أن تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية البحرينية التي رفعت إلى الجهات المختصة عبر نحو التسع سنوات الماضية لم تحظَ بالاهتمام الواجب ولا بالمتابعة الصارمة لكي تضع حداً لأية مخالفات مالية أو إدارية وتضع حداً لتكرارها، والأهم من هذا كله هو وضع الفاسد في موقع فاضح يمنعه من الاستمرار في فساده بحيث يعيد التفكير في ارتكاب فساداً ما ألف مرة قبل الإقدام عليه.

وعن موضوع الفيتامين «واو» تذكرت قصة عمرها سنوات عديدة سردها عليّ صديق، حيث كان من المفروض البحث عن إداري جيد مؤهل لشغل منصب رفيع فاتصل هذا الصديق بشخص مناسب جداً لشغل هذا المنصب ليس لأنه كان يحمل فيتامين «واو»، ولكن لأنه كان صاحب خبرة وكفاءة وأمانة ومؤهلات لشغل هذا المنصب... والعجيب والغريب ما حدث بعد ذلك حيث إنه وبعد محاورات مع الشخص المناسب وإقناعه بترك وظيفته وقبوله الوظيفة الجديدة عرض أمر توظيفه على رئيسه وكانت المفاجأة الكبرى حيث رفض رئيسه توظيف هذا الشخص وبعد أيام قليلة تم توظيف شخص آخر غير مناسب للوظيفة فخبرته ومؤهلاته كانت دون المستوى والأيام التي تلت أثبتت ذلك، ولكن تم توظيفه لسبب واحد فقط وهو الفيتامين «واو».

العالم كله يعلم أن من أهم أسباب نجاح أي جهاز إداري هو تطبيق مبدأ «الشخص المناسب في المكان المناسب» وهناك حرب طاحنة بين الفيتامين «واو» وهذا المبدأ والدول التي انتصر فيها المبدأ على الفيتامين عبرت حاجز التخلف وانضمت إلى الدول المتقدمة. وأما الدول التي لايزال فيها استخدام الفيتامين منتشراً فمكانك راوح.

عبدالعزيز علي حسين

العدد 3792 - الأربعاء 23 يناير 2013م الموافق 11 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً